حرية ـ (15/3/2025)
كشفت وثيقة رسمية، عن قيام إدارة مصرف الرافدين الحكومي بهدم مبنى المصرف في شارع الرشيد وسط بغداد، رغم عدم صدور توصيات هندسية بضرورة ذلك.
وبالاطلاع على الوثيقة، الصادرة عن مكتب الاستشارات الهندسية في الجامعة المستنصرية والموجهة إلى قسم العقارات والشؤون الهندسية في المصرف، والتي أظهرت أن تحليل الهيكل الإنشائي للبناية أكد سلامته وعدم وجود فشل إنشائي.
كما أوضحت أن الجزء المتضرر من المبنى تعرض لهبوط نتيجة عدم سحب المياه لفترة طويلة، ما شكل خطراً على سلامته، لكن المكتب أوصى بمعالجة المشكلة بدلًا من الهدم.
ووفقًا لمصدر مطلع تحدث، فإن إدارة المصرف لم تلتزم بتوصيات الجهات المختصة، وأقدمت على الهدم دون الرجوع إلى التوجيهات الهندسية الرسمية.
وأضاف المصدر أن أعمال الهدم استمرت لأكثر من عام ولم تُستكمل حتى الآن بسبب متانة البناية.
وأشار المصدر إلى أن المبنى البديل الذي انتقل إليه المصرف غير مؤهل للاستخدام كمقر مصرفي، إذ كان في الأصل مرأباً للسيارات، وتم تحويله إلى بناية لا تتوفر فيها معايير السلامة والحماية، فضلاً عن استئجاره بمبالغ مالية مرتفعة.
وطالب المصدر، وزارة المالية والجهات المعنية بفتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء قرار الهدم، مؤكداً أن الخيار الأفضل كان يتمثل في تأهيل المبنى بدلاً من إزالته.
يُذكر أن بناية مصرف الرافدين في بغداد، تُعد من المعالم التاريخية لشارع الرشيد، حيث شُيّدت في خمسينيات القرن الماضي، وتمثل إرثًا معماريًا للعاصمة.
وقد أثار هدمها موجة استياء شعبي، إذ تساءل المواطنون عن الدوافع الحقيقية وراء القرار، خاصة مع إمكانية إعادة تأهيلها بدلًا من إزالتها.


