حرية ـ (26/3/2025)
قال مصدر بوزارة الخارجية التركية يوم الأربعاء إن تركيا والولايات المتحدة تريدان تذليل العقبات أمام التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وذلك بعد محادثات بين وزيري خارجية البلدين في واشنطن.
وبدأ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الثلاثاء زيارة تستغرق يومين إلى واشنطن، حيث من المتوقع أن يطلب من نظيره ماركو روبيو ومسؤولين أمريكيين آخرين رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على تركيا والسماح للبلاد بالعودة إلى برنامج مهم للطائرات المقاتلة.
وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه أنقرة إلى إعادة توطيد علاقتها بالولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، وبعد أيام من مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصفها أحد كبار مساعدي ترامب بأنها “نقطة تحول”.
وقال المصدر إنه خلال الاجتماع بين فيدان وروبيو يوم الثلاثاء “عبر الجانبان بوضوح عن إرادتهما السياسية لتذليل العقبات أمام التعاون في مجال صناعة الدفاع”، مضيفا أنهما تناولا أيضا المسائل التي ناقشها ترامب وأردوغان.
وأضاف المصدر أنه “سيتم إجراء محادثات فنية لحل المشاكل القائمة”، دون الخوض في التفاصيل.
وتأتي زيارة فيدان في وقت حرج لأردوغان بعد حبس منافسه السياسي الأبرز ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو على ذمة محاكمة بتهم تتعلق بالفساد في خطوة أثارت أكبر احتجاجات في تركيا منذ أكثر من 10 سنوات.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو عبر خلال اجتماعه مع فيدان عن قلقه إزاء الاعتقالات والاحتجاجات التي شهدتها تركيا في الآونة الأخيرة.
وأضافت المتحدثة تامي بروس أن روبيو “أشار أيضا إلى التطورات الأخيرة في التجارة الثنائية، وشجع على تعزيز الشراكة الاقتصادية من الآن فصاعدا”.
وتدهورت الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا في السنوات القليلة الماضية مع اتساع الخلاف بين الحليفين القديمين.
وحافظت إدارة الرئيس السابق جو بايدن على مسافة من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بسبب مما اعتبرته علاقات وطيدة مع روسيا.
وتتطلع تركيا إلى روابط أكثر مع واشنطن في عهد ترامب الذي ينظر إلى موسكو بإيجابية أكبر. وتخطط أيضا للاستفادة من العلاقة الشخصية بين الزعيمين.
وتجاهل ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى نصيحة مساعديه بفرض عقوبات على تركيا بسبب حصولها على منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية (إس-400) في 2019، قبل أن يتخذ تلك الخطوة في 2020.
كما أدى حصول أنقرة على المنظومة الروسية إلى استبعاد تركيا من برنامج المقاتلات الأمريكية (إف-35) الذي كانت تشارك فيه كمصنّع ومشتر.
وتقول أنقرة إن استبعادها ظالم وغير قانوني وطالبت بالعودة إلى البرنامج أو استرداد استثماراتها فيه.
وقالت مصادر مطلعة إن المكالمة الهاتفية بين أردوغان وترامب قد تجلب زخما إيجابيا للمحادثات في الأيام المقبلة رغم عدم تقديم أي وعود.
واستمرت المحادثات بين البلدين حول كيفية حل أزمة منظومة إس-400 في عهد بايدن. وذكر مصدر مطلع على المناقشات أن تركيا تعهدت بإبقاء الأنظمة غير عاملة، لكن لم يتم التوصل إلى أي انفراجة.
وقال مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز قبل زيارة فيدان إن أنقرة تسعى للاتفاق مع واشنطن على أن يكون إبقاء منظومة إس-400 خاملة كافيا لحل المسألة.
وقال مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مقابلة مع المذيع تاكر كارلسون “أجرى الرئيس محادثة رائعة مع أردوغان قبل يومين. يمكنني وصفها بأنها نقطة تحول”.