حرية ـ (26/3/2025)
أعلن فريق من العلماء عن نجاحهم في توليد الكهرباء من دوران الأرض في مجالها المغناطيسي، في خطوة قد تمهّد الطريق نحو تطوير مصدر جديد للطاقة النظيفة.
وتعود فكرة توليد الكهرباء من المجال المغناطيسي للأرض إلى قرون مضت، حيث اقترح العلماء أن الفرق في السرعة بين الجسم المتحرك داخل المجال المغناطيسي والمجال نفسه يمكن أن يؤدي إلى توليد فرق جهد كهربائي، وبالتالي ظهور تيار كهربائي.
ورغم وجود دراسات سابقة شككت في صحة هذه الفكرة، حيث اعتُبر أن الإلكترونات داخل الجسم المتأثر بالمجال المغناطيسي ستُعيد ترتيب نفسها بسرعة، مما يمنع نشوء فرق في الشحنة، إلا أن التجربة الحديثة قدّمت دليلًا جديدًا يدعم الفكرة.
وأُجريت التجربة تحت إشراف فريق من جامعة برينستون ومختبر الدفع النفاث التابع لناسا، حيث تم استخدام أسطوانة مجوفة مصنوعة من فيريت المنغنيز والزنك، وهي مادة مختارة لقدرتها على تحفيز حركة المجالات المغناطيسية.
وتم وضع الأسطوانة في مختبر مظلم تمامًا، حيث كانت مائلة بزاوية 90 درجة على محور دوران الأرض ومجالها المغناطيسي، وذلك لتجنب تأثير أي عوامل خارجية. ورغم بقاء الأسطوانة ثابتة داخل المختبر، فإن دوران الأرض عبر مجالها المغناطيسي طبق قوة مغناطيسية على الإلكترونات داخلها.
وأظهرت القياسات تسجيل جهد كهربائي بلغ 19 ميكروفولت، وهو ما يُعتبر دليلًا على صحة الفكرة. وعند تغيير زاوية الأسطوانة أو استبدالها بأخرى، اختفى الجهد، مما أكد أن التأثير كان ناتجًا عن دوران الأرض.
ووصف العلماء هذه النتائج بأنها “إثبات مبدئي” للمفهوم، مشيرين إلى أنها قد تكون نقطة انطلاق لدراسات مستقبلية تهدف إلى توليد كميات أكبر من الكهرباء باستخدام المجال المغناطيسي للأرض.
ويأتي هذا البحث في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا بتطوير مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، مع السعي للحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وتعتبر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من أبرز مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية. في المقابل، تواصل الطاقة النووية اكتساب زخم متزايد، حيث توفر حاليًا حوالي 10% من الكهرباء عالميًا.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه الحاجة لمصادر طاقة مستدامة، تُظهر هذه التجربة إمكانات جديدة لتوليد الكهرباء باستخدام الظواهر الطبيعية للأرض، ما قد يشكل خطوة كبيرة نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة.