الاباحية الجنسية على التواصل الاجتماعي
عاريات يطلبن علاقة فراش دون مقابل
حرية – أحمد الحمداني
17/11/2020
الدعارة أو البغاء هي فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية بمقابل مادي. والمصطلح له عدة تعاريف فالبعض يعتبر الدعارة ببساطة “بيع الخدمات الجنسية”،بدون أدنى إشارة إلى التمييز بين الدعارة القسرية والدعارة الطوعية.
الدعارة وسوق المتعة المحرمة ليست وليدة عصر الصناعة وعالم الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى،لكن لها أصولا في الماضى، والمتمعن في التاريخ يرى أن دعارة اليوم هي تطور لما مارسه رجال العصر الجاهلى أي قبل ظهور الإسلام.
وتتواتر الروايات عن عاهرات الجاهلية، اللاوتى كن يفتحن منازلهن لراغبى المتعة ، بالإعلان عن ذلك من خلال راية حمراء تعلق على باب الدار، أو أعلى المنزل، لترشد الراغب في المتعة لقصد سبيله نحو سوق فيه المرأة مجرد جسد جاهز لكل من يملك المال ويرغب في قضاء ليلة أو أكثر.
ورغم تواجدها في جميع أنحاء العالم إلا أن الظروف المحيطة بالدعارة سواء من ناحية العاملين بها أو القوانين الخاصة بتنظيمها أو منعها تختلف وتتفاوت من بلد لآخر. تختلف الحالة القانونية للدعارة من بلد لآخر، من كونها قانونية تماما وتعد مهنة إلى المعاقبة عليها بالإعدام.
والتشريعات القضائية تعرف فعل الدعارة بأنها (مبادلة المال بالممارسة الجنسية أو الجماع)، في حين أن بلدان أخرى لاتجرم فعل الدعارة في حد ذاته بل تجرم النشاطات المرتبطة بها عادة من قبيل (الدعوة لممارسة الجنس في مكان عام، تشغيل بيت للدعارة، القوادة مايجعل أمر ممارسة الدعارة صعبا دون خرق القانون، في بلدان قليلة أخرى فان الدعارة مصرح بها قانونا وتحت الاشراف.
في الإسلام
تعتبر الدعارة في الإسلام محرمة حرمة مطلقة، وتنزل في القرآن بمعنى البغاء، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تحرم الدعارة بالمطلق وعقوبة الدعارة في الإسلام هي الجلد مائة جلدة للزاني أو الزانية وتغريب سنة، أما إذا كان ممارس او ممارسة الدعارة محصناً أو محصنة (أي متزوجاً أو متزوجة) فإن العقوبة تصل إلى الإعدام رمياً بالحجارة.
وعلى الرغم من قسوة العقوبة فقد وضع الإسلام قوانين تجعل ممارسة العقوبة بحق مرتكبي الدعارة أمراً في منتهى الصعوبة، إذ يشترط في معاقبة ممارس الدعارة أن يعترف هو شخصياً بممارستها أو أن يكون هناك أربعة شهود شاهدوا عملية ممارسة الجنس بشرط رؤية الزاني رؤية واضحة لا مجال للشك فيها حال كون جزء من قضيبه (الحشفة أو أكثر) غائباً في مهبل الزانية، وعدم عدول أي من الشهود الأربعة عن شهادته والا يصبح الثلاثة الباقين (أو الأقل) من الشهود مدانين بتهمة قذف الرجل والمرأة ويقام عليهم حد القذف. كما يضع الإسلام عقوبات صارمة على أولئك الذين يتهمون النساء بممارسة الدعارة بدون وجود دليل قاطع وهو أربعة شهود.
في المسيحية واليهودية
الدعارة في المسيحية واليهودية محرمة حرمة مطلقة. وتعتبر زنا.
ولذلك من يمارسها يكون خاطئ حسب وصايا الله العشر وبالأخص وصية (لا تزن).
الدعارة حسب رسالة رومية والإصحاح الأول هي نتيجة لبعد البشر عن الله، كما ان المسيح جعل النظرة مع الشهوة كمن زنا.
وفي الآونة الاخيرة ظهر مفهوم جديد للدعارة في العراق يختلف عن المفهوم القديم فهدف الجنس ليس المال كما هو الشائع والمتعارف عليه .
وانما لاغراض اخرى تخدم مصالح جهات قد تكون مرتبطة بدول لها تاريخ في هذا المجال في بعض الدول العربية .
فكانت المرحلة الاولى من تلك الاهداف الترويج للجنس على مواقع التواصل الاجتماعي بكروبات تقدم مقاطع فيديوية تظهر بشكل اباحي ممارسات جنسية دون حواجز لنشر الثقافة الاباحية الجنسية تمهيدا لمرحلة ضمن سلسلة مراحل تدار بذكاء واموال طائلة .
لتبدأ المرحلة الكبرى بتسويق الجنس مجانا لتغوي به شبابنا .
قبل ايام ظهر على تطبيق التليغرام صفحة تروج للجنس بعرض صور فتيات بعمر لاتتجاوز الواحدة منها سن الـ( 25 ) عاما يطلبن علاقة ” جادة ” مع شباب غرضها المتعة .
والغريب في الامر ان الفتاة لاتطلب مال لقاء المعاشرة بل وتوفر السكن للشاب اضافة الى المصروف .
هنا استرجعت ذاكرتي لعناوين سابقة كنت قد قرأتها عن اكتشاف شبكات دعارة في مصر تديرها فتيات جميلات في شقق داخل العاصمة المصرية القاهرة هدفها استدراج الشباب المصري لتلك الاماكن وممارسة الجنس المجاني والهدف نشر الايدز في المجتمع المصري . وكذلك الحال ما حصل في لبنان وغيرها من البلدان .
والحال هذه المرة في العراق .
اذ ان جميع فتيات شبكة الدعارة يمتلكن بيوتا خاصة بهن (وهو المطلوب)، ويتصفن تلك الفتيات بجمال كبير ورفاهية في العيش .
وإعلانات الجنس في تلك الشبكات تشترك بمفردات مثل تقديم الاسم والعمر الذي يتراوح عادة بين 20 و25 عاما مع امتيازات كبيرة لكل شاب فهن يردن علاقة جادة بعيدا عن مواصفات الشكل والعمر .
بل ومستعدة اي فتاة في الاعلان الانفاق على الشاب المتقدم .
وجميعهن يشتركن بامتلاكهن دار او شقة سكنية.
هكذا اعلانات تكشف عن مخطط كبير لضرب الشباب العراقي خاصة وانه يخدم تطلعات اغلب الشباب العاطل عن العمل الذي يبحث اغلبه عن العمل والمال واشباع حاجته من الجنس بسبب تعطل منظومة الزواج بسبب البطالة .
اذن المجتمع العراقي امام مشكلة كبيرة وتحيات خطيرة .
فالشبكة تمتدد للعديد من محافظات العراق وخاصة الوسطى والجنوبية .
وان عملية جذب الشباب تكون عادة سهلة وبسيطة امام تلك الاغراءات الكبيرة .
اذن يجب على المجتمع توعية الشباب وتحصينه وابعاده عن تلك المنزلقات الحادة والخطيرة. فبعض الشباب وبسبب سخطه وتمرده على المجتمع جراء الاوضاع السياسية والاقتصادية واحساسه بالظلم وعدم توفير احتياجاته الضرورية جراء البطالة ينزلق لتلك المهاوي التي لاقرار لها قد تكون بالعدوى المميتة من الامراض المهلكة او توظيفه لاعمال اجرامية وارهابية. وحثه للسفر الى بلدان للتدريب على اعمال معينة وتجنيده في جهات معادية.
والضحية الكبيرة في تلك العمليات الشاب والمجتمع .