حرية – 24/5/2021
أعلن مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي، الاثنين، أن الحكومة بصدد وضع التصاميم الخاصة بمبادرة الحوار الوطني.
وقال علاوي في تصريح للوكالة الرسمية تابعته “حرية”، (24 أيار 2021)، إن “الحكومة تعمل على وضع تصاميم المراحل الخاصة بمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في 8 آذار”.
وأضاف أن “هناك لجنةً عليا من قبل الهيئة الاستشارية الخاصة بالفريق الحكومي، تعمل ليلاً ونهاراً على تصميم هذه المبادرة، ووضع قواعد وضوابط العمل، للبدء بها”، مبيناً أن “اللجنة تحاول أن تنهي الإجراءات الخاصة بالمبادرة، ثم ستبدأ بعملية التنفيذ بحسب التوقيت الزمني الذي سيطلقه رئيس الوزراء”.
وأشار إلى أن “مبادرة الحوار الوطني مهمة جداً، وتأتي الآن في ظل ظروف مساعدة لها، كون هناك مرحلة حقيقية لبناء البلد، كما هي أحد أهم المقتربات السياسية التي وضعها رئيس الوزراء لبناء الدولة، وتعزيز الاستقرار، والذهاب لانتخابات ناجحة وحرة ونزهية”.
وأوضح أن “البيئة السياسية مساعدة لمبادرة الحوار الوطني، إذ لاحظنا خلال الفترة الماضية أن هناك بيانات صدرت من الجميع، تشيد وتدعم وتدفع بالمبادرة، كونها مقاربة للاستقرار، والذهاب لمناخ انتخابي سياسي واجتماعي واقتصادي يساعد على المشاركة السياسية الواسعة، والحوار الوطني المنتج لاستقرار وتعزيز النظام الديمقراطي في البلاد”.
وعن البرنامج الحكومي وتطوير الأجهزة الأمنية، لفت إلى أن “رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لديه تصور كبير بعد عام من توليه ادارة الحكومة، لسير البرنامج الحكومي، بالتالي الخطة الخاصة بإصلاح القطاع الأمني يعمل عليها مع الأجهزة الأمنية، سواء أكانت عسكرية أم أمنية أم استخبارية”.
وتابع أن “هذه الخطة أدت إلى تحجيم المساحات التي كانت يعمل بها تنظيم داعش”.
وذكر أن “السياسة الأمنية التي تطبقها الحكومة تهدف لتكوين بيئة ملائمة للعمل الاقتصادي وتدعم التنمية والأعمار في المناطق المحررة”.
وأكد أن “اللجنة العليا للأمن الانتخابي، تهدف إلى التحضير لإجراءات أمنية، من أجل انتخابات حرة ونزيهة وعادلة ومكافئة”.
وأطلق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، دعوة إلى حوار وطني شامل والابتعاد عن لغة التسقيط السياسي.
وقال الكاظمي في كلمة متلفزة “، (8 آذار 2021)، “الشعب العراقي ودَّع قداسة البابا بكل حفاوة وتقدير، زيارته كانت نقطة مضيئة جسدت جوهر شعبنا”، مبينا أن “رسالة قداسة البابا وصلت إلى جميع أنحاء العالم”.
وأضاف، “رسالة شعبنا وصلت إلى كل شعوب الارض، فلقد عانينا الكثير من الحروب، وسال الدم على أرضنا حتى ارتوت ونشر الموت طوال عقود ظلاله السود في منازلنا”.
وتابع، “ليس في نفوسنا سوى معاني الإنسانية الكبيرة، ولقد عشنا سوية طوال أكثر من ستة آلاف سنة وما زلنا معاً”.
وقال، “نمسك بيد بعضنا بتعدد دياناتنا ومذاهبنا وقومياتنا كما تماسكت أيادي السيد السيستاني وقداسة البابا”.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء:
بـسم الله الرحمن الرحيم
شعبنا الكريم العزيز…
بكلّ حفاوة وتقدير يودّع شعب العراق اليوم، قداسة البابا فرنسيس، بمثل ما استقبله من محبة وكرم وأصالة إنسانية.
لقد مثّلت هذه الزيارة العزيزة الكريمة، بكل ما حفلت به من مظاهر ترحيب ومن إجماع وطني على إنجاح مقاصدها النبيلة ، نقطةً مضيئةً جسّدت جوهر شعبنا المُحب الصّادق الحضاري المؤمن بقيم العدالة والسلام .
وصلت رسالة قداسةِ البابا الى كلّ أنحاء العالم، وهو يجول بقلبٍ مفعم بروح الأمل في مدن العراق الحبيبة،
ووصلت رسالة شعبنا الى كلّ شعوب الأرض لتقول :
نحن شعب العراق .. شعب التأريخ والحضارة، لقد عانينا الكثير من الحروب .. وسال الدم على أرضنا حتى ارتوت .. ونشـر الموت طوال عقود ظلاله السود في منازلنا .. وعاثت في ربوعنا غربان السلاح والفساد والإرهاب والكراهية ..
لكن مَعدننا الأصيل لم يصدأ، لأن روح الحياة وحبّ السلام والتمسك بالقيم الإنسانية لم يصدأ ..
ليس في نفوسنا سوى المعاني الإنسانية الكبيرة ..
لقد عشنا سوية طوال أكثر من ستة آلاف سنة مضت وما زلنا معاً ..
نمسك بيد بعضنا بتعدد أدياننا ومذاهبنا وقومياتنا كما تماسكت أيادي سماحة السيد السيستاني وقداسة البابا ..
العراق رسالة الإنسانية والسلام، والعراق تاج التسامح، .. وبغداد مدينة السلام ومنبر الحركة الفكرية.
شعبنا الحبيب العزيز ..
إن العراق أمام فرصة حقيقية لاستعادة دوره التأريخي في المنطقة والعالم رغم كلّ العقبات والتحديات،
وإننا كحكومة، متمسكون بإرادة شعبنا في تحقيق الأمن والسلام والإعمار والازدهار .
وعلى أساس هذه المسؤولية التأريخية، وفي أجواء المحبة والتسامح التي عززتها زيارة قداسة البابا لأرض العراق، أرض الرافدين ، نطرح اليوم الدعوة الى (حوار وطني)، لتكون معبراً لتحقيق تطلعات شعبنا .
إننا ندعو جميع المختلفين من قوى سياسية وفعاليات شعبية وشبابية احتجاجية، ومعارضي الحكومة إلى طاولة الحوار المسؤول أمام شعبنا وأمام التأريخ، ندعو قوانا وأحزابنا السياسية الى تغليب مصلحة الوطن والابتعاد عن لغة الخطاب المتشنج والتسقيط السياسي، وإلى التهيئة لإنجاح الانتخابات المبكرة، ومنح شعبنا فرصة الأمل والثقة بالدولة وبالنظام الديمقراطي..
شبابنا العراقي، شبابنا في كلّ مكان..
أدرك حجم معاناتكم وطموحاتكم والحيف الذي لحق بكم، ولكن علينا أن نصبر وأن نتوحد، من أجل العراق ومن أجل الوطن ومن أجل المستقبل الذي يليق بأجيالنا، ولهذا فالحكومة تحتاج الوقت الكافي لحماية العراق وترتيب بيتنا العراقي الوطني..
إن توتير الأوضاع ليس من مصلحة البلد، ويجب منح الوقت الكافي للحكومة للبناء على ماحققت خلال الفترة الماضية، وتأمين الانتخابات على أسس رصينة ونزيهة.
إخوتي ..أعزائي من المعارضين.. أدعوكم وبكلّ صدق، إلى حوار مفتوح وصريح مع الحكومة على أساس مصلحة البلد وأمنه وسيادته، وعلى قاعدة حفظ أمن العراق ودعم الدولة وسيادة القانون.
إن الحوار الإستراتيجي الذي بدأته الحكومة حول ترتيبات التعاون مع التحالف الدولي قائم في الأساس على إيجاد البيئة والتوقيتات لإخراج كلّ القوات المقاتلة من أرض العراق، ضمن آليات فنية زمنية متفق عليها مع الحفاظ على أفضل العلاقات مع دول التحالف، وبما يضمن سيادة العراق وأمنه..
كما أدعو الى حوار وطني حقيقي عميق، وعلى كلّ المستويات الرسمية والحزبية والشعبية، للتوصل إلى إطار الاتفاق النهائي للعلاقة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان بما يحفظ وحدة الأراضي العراقية، ويعالج المشكلات المتراكمة جذريا.
لقد عكفت الحكومة منذ تشكيلها على ترميم علاقات العراق الخارجية والتأسيس لاستعادة العراق موقعه الطبيعي ووزنه الإقليمي دولياً، وحققنا خطوات متقدمة في هذا المجال وكانت زيارة قداسة البابا تعزيزاً لهذه الخطوات، فقد نجحنا في أن يكون العراق معبراً للتفاهم والتواصل بين العديد من دول المنطقة، وهناك استعداد دولي لدعم العراق في مشروع الإصلاح الاقتصادي، بعد أن نجحنا في عبور الأزمة الاقتصادية.
وعلى ذلك .. ندعو كلّ أشقاء العراق وجيرانه وأصدقاءه إلى ترسيخ قيم السلم والتعاون بين دول المنطقة وإبعاد شبح الحروب والخلافات والصراعات التي لن تخدم شعوبنا ذات التأريخ المشترك.
ويؤكد العراق اليوم استعداده الكامل للعب دور فعّال في تكريس التهدئة وفتح أبواب الحوار لحل أزمات المنطقة، وأن يكون الجميع شركاء في التنمية لا محوراً للخلاف والصراعات.
لقد أصرّ العراق على رفضه أن يكون ساحة للصـراعات الخارجية ، ومنطق التعاون والأخوة هو الوحيد المقبول بالنسبة لشعبنا وللعراق.
شعبنا الكريم ..
أقدم باسمكم شكري وتقديري إلى كلّ من ساهم في إنجاح الزيارة التأريخية لقداسة البابا الى أرض العراق ..
من مؤسسات حكومية وفعاليات شعبية وقوى سياسية .
وأشكر باسمكم جميعًا قداسة البابا الذي أحبّ العراق وشعب العراق ، ولمس طيبة وعمق وأصالة هذا الشعب العظيم القوي بتنوعه .
نشكر قداستكم على كلّ كلمة إنصاف بحق شعبنا ، وكل دعوة للحوار والتسامح والسلام ألقيتها في ربوع العراق الحبيب ، وكلّ تفاعل وجداني مع التحديات التي يواجهها هذا الشعب .
أهلي على امتداد الوطن
أنتم العراق ، على موطئ أقدامكم عاشت الحضارات الإنسانية، وتلاقت ونشـرت المحبة والفكر والعلم، أنتم سومر وبابل وأكد وآشور، أنتم امتداد الماضي بالحاضر بالمستقبل
أنتم عراق الأنبياء والأئمة والأولياء والعلماء والمبدعين .. وأنتم الأمل المتجدد وأنتم صنّاع الحياة ..
عاش العراق … عاش العراق.