حرية – (20/6/2021)
رغم وجود إجماع علمي على أن اللقاحات ضد كورونا آمنة، وأن الأعراض الجانبية الشائعة بسيطة، والأعراض الشديدة نادرة جدا، لكن على الرغم من ذلك يميل الناس لتصديق الأخبار الكاذبة المُفزعة حولها، ما قد يؤثر بقوة على قراراتهم تجاه اللقاح.
ان الازمة الوقائية المستجدة بتفشي وباء كورونا وبوجود لقاحات مستحدثة التي توفرت في المستشفيات والمراكز الطبية في الفترة الاخيرة وبتقدم مستوى الطب العالمي، حيث بدا مستحدثا معه تجديد الاستهانة والاستخفاف بانه لا يوجد فيروس والسبب هو تعثر المستوى الثقافي الصحي لدى الكثير من المواطنين، فضلا عن الاجتهادات التي اطلقها البعض بعيدا عن العلمية ما تسبب بعدم الالتزام بالاجراءات الوقائية وامتناع الكثير من تلقي اللقاح رغم توفره مجانا في المراكز والمستشفيات.
صرح د. حيدر علي حنتوش رئيس الفرق الطبية لجائحة كورونا عن ظهور كوفيد 19 ذاكرا بان “امتياز هذا الوباء بحملة تشكيك كبيرة لم توافق اي الامراض سابقا وهذه الحملة انتقلت الى عدة لقاحات برغم ان لقاح الوباء المستجد ليس باللقاح الاول والاخير مع تجربته بعدة دول بالاضافة الى انه من مصانع خاصة وهو يعد عصارة خبرة العلماء والتكنولوجيا الحديثة.
واضاف حنتوش: “لا نعرف الغرض من التشكيك به غير انهم يبحثون عن الشهرة والتمرد الناتج من قله الوعي والدراية الصحية”.
وتابع: “من هو رافض للحقيقة هو الاكثر شيوعا للاسف الشديد، حيث كل ما هو ممنوع مرغوب”.
وأكد: “نسعى ان يهمش المواطن مثل هذه الاصوات الشاذة وان يقوم بتلقي اللقاح باعتباره هو السبيل الافضل الى الحماية والسبيل الاسلم لاعادة الحياة كما شاهدنا في الدول الاوروبية وعودة الحياة بفضل تلقي مواطنيها اللقاح”.
وللاعلام رأي اخر حيث افاد الاعلامي حسن البياتي: “ان بلدان العالم تتوجه كلها الى التخلص من القيود المفروضة عليها من خلال الخضوع للقاحات من اجل للمحافظة على سلامة شعوبها وسيطرتها على هذا الوباء من خلال التطعيم الشامل او الجزئي الذي وصل الى نسب عالية على عكس ما نجده في العراق تخبطا واضحا في هذا الموضوع وعدم اخذه على محمل الجد”.
واضاف البياتي: “للاعلام مسؤولية كبيرة في توعية وتثقيف الشارع العراقي الذي فقد الثقة تماما بمعظم مؤسساته الحكومية وبالتاكيد هذا يولد صعوبة في اقناع الشارع العراقي في التوجه الى اخذ اللقاح والتطعيم من وباء كورونا”.
واشار الى انه “على الحكومة ان تاخذ بعين الاعتبار اعادة جسور الثقة من جديد بين المواطنين ومؤسسات الدولة وهذا ما يقع على عاتق الاعلاميين سواء في صفحاتهم الخاصه او من خلال وسائلهم الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة”.
وللممرضين والطواقم الطبية التي كانت في الصفوف المتقدمة لاسعاف المصابين بكورونا، حديث كذلك يوجزه الممرض سلام نوري قائلا: “في الفترة الاخيرة هناك اعلام يحاول تظليل الشارع العراقي من خلال تزييف وتكبيد ما التمسناه وبذلناه من الجهود الحثيثة لتحجيم هذا الوباء من خلال علاجنا للمصابين. ولا زلنا نتوجه برسائل انسانية قبل ان تكون مهنية باخذ المواطنين اللقاحات وعدم استهانتهم بالوباء”.
واضاف نوري: “في حقيقة الامر هذا يدخل من باب الجريمه المنظمة لان ما يحدث من عواقب نتيجة عدم ادراك خطورة الموقف الذي رايناه بام اعيننا.. وانه يساهم في الابادة المجتمعية وهذا بدوره سيحطم الكثير من الصروح العلمية الموجودة ويولد ايضا في نفس الوقت عدم الثقة باي جهه.. ان كانت طبية او غير ذلك فاالنتيجة الخاسر الاول والاخير هو المواطن نفسه ومن ثم الطواقم الطبية”.
ويوميا يمكن أن تلتقي بأطنان من المنشورات التي تُخبرك أن التجارب على اللقاحات أظهرت أعراضا جانبية شديدة الخطورة لدى نصف الخاضعين لها، وأخرى تقول إن اللقاحات تُصيب الأطفال بالتوحد، وثالثة تقول إن اللقاحات ستحتل جسمك وتضع به أجساما نانونية تتحكّم بها قوى عالمية، والمشكلة الكبرى أن المنصات الإخبارية التي كان من المفترض أن تعمل على التحقُّق من تلك الادعاءات وتفنيدها هي التي ساعدت في انتشارها وأسهمت في تخويف الناس.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.