حرية – (9/8/2021)
عندما تغرب الشمس عن حي مدينة الصدر الفقير في بغداد يتناول السكان وجبة الإفطار في المنازل قبل أن يخرجوا ويتجمعوا في الخارج في تحد لحظر التجول الليلي، وقال أحدهم لرويترز “المدينة منطقه شعبية وكثافة السكان بيها هواي (كبيرة) واحنا نضطر ماكو (لا توجد) مناطق خضراء وحدائق نضطر نقعد بالجزيرة الوسطية لأن اختناقات واحنا عوائل كثيفة وبيوتنا صغار هنا نطلع نقعد بالجزرة الوسطية”.
وبعد أن صدرت الأوامر بإغلاق المطاعم والمقاهي ليلا وفي عطلات نهاية الأسبوع للحد من انتشار فيروس كورونا، تباطأت حركة السير في العاصمة بشكل كبير، لكن في مدينة الصدر، لا يكاد يبدو أن هناك فرضا لحظر التجول، حيث يتحرك السكان بحرية في الشوارع المزدحمة ليلا، وقال سالم عبد النبي وهو أحد أفراد قوات الأمن “والله أرفه عن نفسي لأن تعرف قلة المساحة والوضع الأمني.. كورونا ما كورونا.. لهذا السبب نطلع على الشارع العام شوية فرهة (فسحة) عن الحديقة والأطفال (يستمتعون) بهذا الشي”. بحسب رويترز.
وقال كثيرون إنهم لا يستطيعون مغادرة الحي بسبب نقاط التفتيش التي تطبق حظر التجول في أجزاء أخرى من العاصمة، قال علي، وهو سائق توك توك، إنهم محاصرون في منطقتهم، مضيفا أن الجزر المرورية هي من المتنزهات القليلة التي يمكنه الوصول إليها مجانا، بعد أن تعدت المقاهي على الحدائق العامة القريبة.
وأوضح “لأن حظر التجوال ما حد (لا أحد) يطلع خارج المدينة.. ومن خارج المدينة ما حد يقدر منطقه شعبية ومحصورين والحمد لله والشكر.. عايشين وياها وياها وبالحدائق مقضيها والحمد لله والشكر نلعب بات نلعب محيبس لحد ما يقضي الوقت”.
وفي حي مدينة الصدر الذي يبلغ عدد سكانه نحو أربعة ملايين نسمة أعلى معدل للبطالة في العاصمة العراقية. ومعظم السكان من الشيعة وأنصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، قال حسين المكصوصي، وهو عامل من المنطقة، إنه لا يشعر بالراحة في المنزل، حيث يعيش حوالي 14 شخصا في مساحة 75 مترا مربعا.
وأضاف “شوية نفس على هذا الهوا شوية النقي بس هو مو نقي هو أول شي دخان السيارات وبالبيوت متضايقين يعني إحنا كلها ٧٥ متر مضطرين زين هسه إني أسولف وياك عندي ١٤ نفر… وأولادي متزوجين.. زين.. وين أروح.. اني مريض هم نريد شوية متنزه نرتاح بيه نقعد نطلع أطفالنا إحنا ما نكدر نوصل القناة (لا نستطيع الخروج من مدينة الصدر) ليش من شغلة الوباء”، وأصبحت الجزر المرورية مكانا يتجمع فيه الرجال بشكل خاص، ولكنها أيضا ملتقى للعائلات، من خلفيات متباينة، بما في ذلك عمال اليومية والسائقون وأفراد الأمن وكثيرون من العاطلين عن العمل.
ويقضي عامل آخر، وهو محمد صوفا، ليلة رمضانية أخرى في جزيرة مرورية و يلعب الدومينو تحت الضوء الأصفر لمصباح الشارع، ويقول إنه رغم صعوبة الحياة فيها، فإن مدينة الصدر تعني له كل شيء، وأضاف “مدينة الصدر تعنينا كلشي لأن إحنا طفولتنا بالمدينة ووعينا بالمدينة وكبرنا بالمدينة شفنا بيها الحلوة والمرة ومتعلمين إحنا بالمدينة ما نقدر نطلع من المدينة.