حرية – (4\12\2020)
قال رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، الجمعة، إن احتجاجات تشرين اهدت الطبقة السياسية في العراق دروسا قاسية، فضلا عن انها ساهمت في ازالة هيبة الكثيرين وحطمت العديد من المفاهيم التي كانوا يرونها مقدسة.
واضاف عبدالمهدي في حوار مع مجلة “حوار الفكر” تابعته – حرية – (4\12\ 2020) “لا نعرف بالضبط كيف ستتطور الامور، لكن الحاضر يصنع المستقبل والضرورات ستدفع لايجاد الحلول المناسبة، وقوانين المجتمعات كقوانين الطبيعة تصحح نفسها، ويجب ان نرى كيف ستتصرف لنساعدها في ترتيب اوضاع جديدة تلائم الظروف الجديدة، هذه ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة، رغم اجواء الاحباط لكن لنراقب في النشاطات الاقتصادية والمبادرات والاعمال التي تحاول ان تؤسس لنفسها واقع جديد”.
وتساءل عبدالمهدي “اليوم كم شركة سجلت في 2019 مقارنة بما كان يشكل في فترة صدام حسين، الاحصاءات تقول انه كانت تؤسس 400 شركة في السنة واحصاءات 2019 كانت تؤسس اكثر من 8000 شركة، هل كلها جيدة وكفوءة؟ بالطبع لا، لكن هناك مبادرات ومشاريع عظيمة ايضاً. وهذا حراك له مداليله، وعليه انا متفائل لانني احاول ان لا ارى ظاهرة واحدة سلبية بل اسعى لرؤية بقية الظواهر ودراسة الاثار المترتبة”.
وتابع، “ازدادت التوترات، صحيح، وهذا امر طبيعي في كل الازمات والمنعطفات، لكنني اعتقد ان حرب المدن مستبعدة، فقد تحصل اشتباكات عشائرية او حتى سياسية لكن محدودة في الوقت والمكان”. وتعليقا على احتجاجات تشرين، قال عبدالمهدي إن “مظاهرات تشرين 2019 كانت عنيفة وسقط فيها الكثير من الضحايا من المدنيين والعسكريين، مظاهرات تشرين 2020 كانت اقل عنفاً وسقط عدد اقل بكثير من الضحايا، لا اقول هذا عظيم، لكننا اجتماعياً وسياسياً يجب ان نأخذ هذه التطورات بنظر الاعتبار”.
ولفت الى ان “القناعات تغيرت كثيراً، وهناك فهم افضل لكثير من القضايا، ففي تشرين 2019 كان الكلام عن حرب شيعية شيعية، وعن اسقاط النظام. هذا لم يحصل. فرغم الانقسامات السياسية التي لم تدخر مكوناً او ساحة فاننا نشهد الكثير من الاجتماعات وآفاق التحالفات، ليس بين الشيعة فقط بل بين ساحات وتشكيلات مختلفة، والكل يفكر بالمستقبل والانتخابات والحلول المطلوبة لاصلاح الاوضاع”. واوضح أن “الظروف ليست مثالية، لكن لدينا تجربة غنية فيجب ان لا ندمرها بجلد الذات وعدم الثقة بانفسنا والدروس المستخلصة من كل هذه الاوضاع والوقوف عند السلبيات فقط دون الارتكاز لكثير من الايجابيات، فقوانا كبيرة ومعبئة تعبئة غير بسيطة ويجب استثمار ذلك”. وعن مراجعة الذات، تابع بالقول: “كثيرون يراجعون انفسهم، فلقد تلقينا دروساً قاسية، وتحطمت مفاهيم كنا نراها مقدسة، وزالت الكثير من الهيبة عن الكثيرين منا، وهذه قد تكون معوقاتنا السابقة مما قد يدفعنا للتفكير ببدائلها للانطلاق نحو المستقبل، فالتصعيد داخل المكونات وبينها يجب ان يدفع للبحث عن حلول اجدى، فالصيغ القديمة ادت واجبها وقد يكون جزءاً منها قد انتهى، ويجب ان نبحث عن البدائل الصحيحة اللازمة، فليس كل تصعيد يؤدي الى الحرب او القتال، فقد يقود الى حوارات وحلول جدية وهذا ما نأمله”.