حرية – (5/12/2020)
أكد السفير الإيراني لدى بغداد، إيرج مسجدي، العلاقات الوثيقة بين بلاده والفصائل المسلحة، مشيراً إلى أن تلك المجموعات تشاور الإيرانيين في قرارتها، لكن إيران لا تفرض عليها رأياً.
وقال مسجدي في حوار مع وسائل إعلام إيرانية، تابعته – حرية – (5/12/ 2020) إن “المجموعات والأحزاب التي لها مؤسساتها و تكتلاتها أو مكاتبها وتمثيلياتها ولها قياداتها سواء منها المجموعات السياسية أو ما یُعرف منها بمجموعات المقاومة؛ هذه المجموعات والأحزاب لها علاقاتها الإيجابية بالجمهورية الإسلامية ولا ينکر أحد هذه الحقيقة”.
وأضاف، “لکن سياسات الجمهورية الاسلامية ظلت وماتزال قائمة علی ثلاثة مواضيع، وإن السيد اللواء قاآني هو أيضا يؤکد هذه القضايا والمواضيع: الأولی هي عدم تدخل ايران في شؤون هذه المجموعات، نحن لا نتدخل مطلقا في شؤون هؤلاء لکنهم يرغبون في استشارتنا ومعرفة وجهة نظر الجمهورية الاسلامية والسيد قاآني، کما هم راغبون في أن نعرف آراءهم ووجهات نظرهم، وهذا طبيعي للغاية”. وأشار إلى أن “القضية الثانية هي تعزيز الحکومة؛ فلا تهدف الجمهورية الاسلامية ولا مباحثات اللواء قاآني إلی إضعاف الحکومة العراقية لا سامح الله، بل علی العکس من ذلك تهدف الجمهورية الاسلامية لتعزيز حكومة العراق والتعاون معها. ويتصدر جدول أعمالنا الالتقاء برئيس الوزراء”. وتابع، “بعبارة أخری الجمهورية الاسلامية فيما تقدم من مشاورات وما تقوم به من مباحثات إنما ترمي إلی خلق الوئام والتعاون والعلاقات الحميمة بين مختلف الأحزاب، بين الأکراد والشيعة وبين السنة والشيعة وبين الشيعة والآخرين. التشجيع علی الاتحاد والوحدة والتعاون، هذا ما نجده من مطالب داخل ايران واللواء قاآني أيضا يؤكد هذا ويشدد عليه”.
وأكد مسجدي، أن الفصائل المسلحة، تتفق مع رأي إيران بشأن الانسحاب الأميركي من العراق والمنطقة، وفي الوقت الذي أكد فيه أن إيران ليس لها علاقة بالخلافات داخل تلك المجموعات، رأى أن “فصائل المقاومة” لديها مشاكل أيضاً مع الأميركيين بسبب حادثة اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق، أبو مهدي المهندس، وسليماني. وقال: إن “تيارات المقاومة في العراق مستاءة للغاية من الأمريكيين بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وتعتبر هذا العمل الإرهابي جريمة کبری في حق الشعب العراقي وفي حق الحشد الشعبي”. وأضاف، “لهذا فهي مستاءة للغاية ومطالبها واضحة ومعينة.. فالأمر ليس بخفي أنه يتمثل في انسحاب القوات الأمريكية من العراق، هذا هو موقف هذه التيارات والفصائل، الجمهورية الاسلامية وموقفها الرسمي الحازم الذي أعلنته مرارا وتكرارا إنما هو المطالبة بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة برمّتها. نحن لا نهدف إلی التدخل في شؤون العراق أو شؤون باقي الدول، هذه هي وجهة نظر الجمهورية الاسلامية”. ويرى مسجدي، أن “أمن المنطقة يجب أن توفره دول المنطقة، المنطقة التي نقولها تشمل العراق وغير العراق ، لكن ما الذي يحدث وهل ینسحب الأمريكيون أم لا ، وكيف ينسحبون ، هذه کلها تتوقف على حكومات المنطقة”، لافتاً إلى أن “مواقفنا واضحة تماما ، نحن نعتبر وجود القوات الأمريكية مدعاة شر للمنطقة وسببا للتدخل في شؤونها، وسببا لانعدام الأمن فيها، ونعتبر وجود الأمريكيين ذريعة في أيدي الآخرين، هذا هو موقف ايران الرسمي والشفاف وقد أعلنته على الدوام”. ومحلياً تطرق مسجدي، إلى علاقة الفصائل المسلحة، بإيران، نافياً أن يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية للعراق. وقال مسجدي: “نحن نوصي جميع التيارات السياسية وجماعات المقاومة والإقليم الكردي بالتكاتف مع حكومة العراق والتعاون وخدمة الشعب العراقي، إذا كانت هناك خلافات في الرأي فيما بينهم، فهذا أمر لا شأن لها بالجمهورية الإسلامية.. دعوني أضرب مثالا، ألا توجد خلافات في الجماعات السياسية الشيعية نفسها؟ ألا توجد خلافات في المجموعات الكردية؟ ألا توجد خلافات بين الاقليم وبغداد؟ هذه الخلافات أمر طبيعي”. وأشار إلى أنه “إذا كان البعض يعتقد أننا نثير هذه الخلافات أو على سبيل المثال نؤكد هذه الخلافات بين مجموعات المقاومة ونعززها، فهذا غير صحيح، فهم أنفسهم أصحاب آراء وذوو خبرات”.
وتابع، “جماعات المقاومة لديها الكثير من المشاكل مع الأمريكيين، مشكلتهم تکمن في أن الأمريكيين عليهم أن يغادروا هذا البلد، لماذا؟ لأنهم اغتالوا قائدنا أبو مهدي المهندس، لأنهم اغتالوا ضيفنا الحاج قاسم، لأن وجودهم يشكل خطرا علينا، أحيانا تصل جماعات المقاومة رسائل ومعلومات مفادها أن الأمريكيين يرصدون أعضاء المقاومة أو يقومون بتهديدهم ما يؤدي إلی قلق هؤلاء”