حرية – (21/9/2021)
أعلنت اليونيسكو أنّ العراق سيستعيد الخميس لوحاً مسمارياً أثرياً عمره 3500 عام يحتوي على جزء من “ملحمة غلغامش” بعدما تبيّن للسلطات الأميركية أنّه سرق من متحف عراقي في 1991 ثمّ هُرّب بعد سنوات عديدة إلى الولايات المتّحدة.
واللّوح الأثري مصنوع من الطين ومكتوب عليه بـ”المسمارية” جزء من “ملحمة غلغامش” التي تُعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود.
ووفقاً للسلطات الأميركية فإنّ هذا الكنز الأثري سُرق من متحف عراقي في 1991 إبّان حرب الخليج، ثم اشتراه في 2003 تاجر أعمال فنيّة أميركي من أسرة أردنية تقيم في لندن وشحنه إلى الولايات المتحدة من دون أن يصرّح للجمارك الأميركية عن طبيعة الشحنة.
وبعد وصول اللوح إلى الولايات المتّحدة باعه التاجر في 2007 لتجّار آخرين مقابل 50 ألف دولار وبشهادة منشأ مزوّرة.
وفي 2014 اشترت هذا اللوح بسعر 1.67 مليون دولار أسرة غرين التي تمتلك سلسلة متاجر “هوبي لوبي” والمعروفة بنشاطها المسيحي وذلك بقصد عرضه في متحف الكتّاب المقدس في واشنطن.
لكن في 2017، أعرب أحد أمناء المتحف عن قلقه بشأن مصدر اللوح بعدما تبيّن له أنّ المستندات التي أُبرزت خلال عملية شرائه لم تكن مكتملة.
وفي أيلول 2019 صادرت السلطات الأميركية هذه القطعة الأثرية إلى أنّ صدّق قاضٍ فدرالي في نهاية تموز على إعادتها إلى العراق.
وأعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء وزير الثقافة، حسن ناظم، في وقت سابق، استعادة العراق الف قطعة اثرية من اميركا ودول اخرى، فيما اشار الى ان العراق ماض باسترداد باقي الاثار من دول العالم.
وقال ناظم في تصريح له، (27 تموز 2021)، إن “عودة الاثار العراقية جاءت نتيجة جهود عمل طويل على استرداد اثار العراق، وليس فقط مع الولايات المتحدة بل هنالك في دول اخرى في اوروبا والعالم العربي”.
واضاف ان “هذه العملية توصف بانها اكبر عملية استرداد لاثار العراق، حيث سيتم استعادة 17 الف قطعة اثرية مهمة، وهي جزء من تراث العراق ولها اهمية كبيرة “.
وبين ان “تلك الجهود من العمل المشترك والتفاوض جاءت بدعم من رئيس الوزراء في تخويل السفير في واشنطن للتوقيع على محاضر الاستلام وافضت الى هذه النتيجة “.
واكد ان “يوم غد سيعود الوفد العراقي الى بغداد مع 17 الف قطعة اثرية وسيكون هنالك عرض في المتحف العراقي “، لافتا الى ان” العراق ماض في استرداد اثار اخرى من اوروبا وبعض الدول العربية”.
ولفت الى انه “ما تزال بعض القطع الاثرية في اميركا ، ونعمل على استردادها”، مبينا ان “العراق سيشهد عملية مماثلة قريبا لاسترداد الاثار الاخرى”.