حرية – (22/9/2021)
قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء 21 سبتمبر (أيلول)، في خطاب مسجل مسبقاً، “إن إيران تريد استئناف المحادثات النووية مع القوى العالمية من أجل رفع العقوبات الأميركية”.
وأضاف رئيسي، الذي يخضع شخصياً لعقوبات أميركية لمزاعم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان عندما كان قاضياً، أن عقوبات واشنطن التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب في عام 2018، كانت جرائم ضد الإنسانية خلال جائحة كورونا”. وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بهدف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بعد يومين من انتخاب رئيسي رئيساً لإيران في يونيو (حزيران).
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الثلاثاء، أن مباحثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي ستستأنف “خلال الأسابيع المقبلة”، مؤكداً عدم عقد لقاء مشترك بين إيران والدول المنضوية في الاتفاق على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال خطيب زاده، “مفاوضات فيينا ستبدأ من جديد خلال الأسابيع المقبلة”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” من نيويورك، حيث يوجد ضمن وفد الجمهورية الإسلامية برئاسة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. وأوردت الوكالة عن المتحدث قوله إن إيران أبلغت دول مجموعة “4+1” بعزمها على استئناف المباحثات في الفترة المقبلة، من دون أن يحدد موعداً لذلك.
اتفاق فيينا النووي
وأبرمت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وألمانيا)، اتفاقاً في فيينا عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة.
وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحادياً منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية.
من جهتها، تراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق بشكل تدريجي بعد الانسحاب الأميركي، وبدأ أطراف الاتفاق، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام بهدف إحيائه. وأجريت ست جولات من المفاوضات بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، من دون تحديد موعد لاستئنافها بعد.
وكان أمير عبد اللهيان ألمح أواخر أغسطس (آب) إلى أن مباحثات فيينا قد لا تستأنف قبل شهرين أو ثلاثة، في حين يتوقع مراقبون أن يعود الأطراف المعنيون إلى طاولة المفاوضات قبل انقضاء تلك الفترة الزمنية.
وأكد خطيب زاده، “أن الوزير الإيراني سيعقد لقاءات ثنائية مع مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ونظرائه من أطراف الاتفاق في نيويورك هذا الأسبوع، لكن لقاءً مشتركاً بين إيران وأطراف الاتفاق الآخرين (المعروفين بمجموعة 4+1) ليس على جدول الأعمال”.
وأوضح، أثناء اللقاءات الإيرانية في نيويورك، أن “مفاوضات فيينا تشكل إحدى القضايا الرئيسة خلال المباحثات الثنائية، لكن لم يتم التنسيق مسبقاً لأي اجتماع بين وزراء خارجية إيران ومجموعة 4+1، ولم يدرج ذلك على جدول أعمال (الوفد الإيراني) إلى نيويورك”، وفق “إرنا”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان رجح أن يعقد هذا الأسبوع في نيويورك، اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي، التي تضم الدول التي لا تزال منضوية فيه.
منع السلاح النووي
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة ستعود بالكامل إلى الاتفاق النووي الإيراني في حال قامت طهران “بالمثل”، واعداً بمنع طهران من تملك القنبلة النووية.
وأوضح “تبقى الولايات المتحدة عازمة على منع الأسلحة النووية الإيرانية”، مضيفاً أن بلاده “تعمل” مع الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا للتوصل “دبلوماسياً وبأمان كامل إلى عودة إيران إلى الاتفاق النووي”.