حرية – (25/9/2021)
أساطير الشعر والروايات العاطفية والبوليسية وتلك التي تتحدث عن أنظمة الحكم في مختلف أنحاء العالم، وضعها الشاب فيرو على رفوف تزين مكتبته التي تعد المتجر الثقافي الوحيد في نهوض مدينته سنجار- شمالي العراق- من دمار الحرب والإبادة التي طبقها “داعش” الإرهابي.
افتتح فيرو ميرزا- المعروف في مدينته بالخانصوري والبالغ من العمر 28 عاما – مكتبته “ريزان” هذا العام في مجمع التأميم “خنصور” في ناحية الشمال التابعة لقضاء سنجار غربي الموصل مركز نينوى شمالي العراق، تخليدا لشاب محب للعلم من ضحايا الإبادة.
وتحدث الخانصوري الشاب من المكون الإيزيدي في لقاء مع وكالة “سبوتنيك”، اليوم، عن مشروعه الثقافي الأول من نوعه في مدينته قائلا: “لقد افتتحت المكتبة على نفقتي الخاصة في شهر أبريل/نيسان الماضي من العام الجاري، وفكرتها خطرت ببالي بعد العودة إلى سنجار وبما أنني لم أكمل دراستي وأشعر بما يعانيه الآخرين لعدم وجود مكتبات في المنطقة ولكي نسهل للطلاب عمل الأبحاث بالحصول على الكتب الموجودة في المكتبة ونشر الثقافة في المجتمع”.
ويضيف الخانصوري الحاصل على شهادة الرابع العلمي، وترك الدراسة في عام 2010 لأسباب أرجعها للظروف المادية الصعبة، أن شعار المكتبة هو “نعم للقراءة كلا للسلاح”، مبينا: “لأنه باستخدام الأسلحة لم تصل الدول إلى هدفها، بالعلم والثقافة تبني البلدان”.
وأوضح الخانصوري، أن تسمية المكتبة “ريزان” جاء تخليدا لطالب يدعى ريزان كان يدرس في كلية الطب واستشهد هو وحوالي 30 شخصا من عائلته على يد عصابات “داعش” الإرهابية.
وأكمل، بسبب حب ريزان للعلم سُميت المكتبة على اسمه، وهي تضم أكثر من 1000 كتاب، وهذه الكتب متنوعة ما بين الشعر والتاريخ والروايات والقصص والدينية والسياسية والمعاجم وقواميس اللغات.
أوقات عمل المكتبة من السبت إلى الخميس وتتراوح أسعار الكتب فيها من 3 آلاف دينار عراقي إلى 90 ألف لبعض المجلدات، حسبما أخبرنا فيرو.
ولفت مالك المكتبة في ختام حديثه إلى تبرع فتاة تدعى سبيندا من أربيل مركز إقليم كردستان العراق للمكتبة بحوالي 500 كتاب متنوع، وبسبب الحواجز الأمنية لم تصل الكتب إلى المكتبة حتى هذه اللحظة.
وشهد قضاء سنجار غربي الموصل مركز نينوى شمالي العراق، عودة الآلاف من النازحين إليه منذ مطلع العام الجاري، بعد نحو 7 أعوام على تعرض المكون الإيزيدي للإبادة والتهجير على يد تنظيم “داعش” الإرهابي.
يذكر أنه في الثالث من أغسطس/ آب 2014، اجتاح تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) قضاء سنجار والنواحي والقرى التابعة له في غرب الموصل، ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي وذلك بقتله الآباء والأبناء والنساء من كبار السن والشبان والأطفال بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح والرمي بالرصاص ودفنهم في مقابر جماعية لا زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة