حرية – (20/10/2021)
تعج صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالمناشدات والاستغاثات لمساعدة المحتاجين من المرضى والحالات الإنسانية الحرجة، غير أن تلك المناشدات لا تخلوا من “الاحتيال والنصب”، حيث ينقل المتسولون تلك الظاهرة من الواقع إلى العالم الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي في نقلة لأعمالهم “المربحة”.
ويقول الباحث الاجتماعي احمد محمد، إن “صفحات التواصل الاجتماعي تعج بنداءات الاستغاثة لمساعدة المحتاجين وهي ظاهرة يطلق عليها علميا بـ(التسول الإلكتروني)”.
ويعتبر محمد أن “هذه الظاهرة لا تقل خطورة عن التسول في الشوارع والازقة وتحتاج إلى مراقبة دقيقة جدا لأن الكثير منهم غير محتاجين للمساعدة بل بعضهم استغل الناس في جمع أموال كبيرة بحجة مرض معين او حاجة معينة”.
استغلال العواطف
تتنوع أشكال التسول ولكن يغلب عليها استئثار العواطف لمساعدة عائلة فقيرة لا تجد مأوى أو معالجة مريض أو معاق وغالبا ما ترفق بتسجيلات مصورة وتنشر معها تقارير طبية بعضها مزورة حتى اعتبرتها الناشطة في حقوق الإنسان ليلى طه ضرباً من الاحتيال.
وتوضح طه أن “الكثير من حالات التسول التي نشاهدها في منصات التواصل الاجتماعي تعد ضربا من الاحتيال لأن الكثير منهم غير محتاج بل هو يمتهنها كمهنة وهذه المهنة تعتمد على مهارة الاحتيال على الناس لإيهامهم بالقصة المزيفة التي يعرضها لهم”.
وتضيف أن “الكثير منهم يتلاعب بعواطف الناس بقصص إنسانية تأثر بهم، عبر صفحات وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تتبنى عملية “التسول الإلكتروني”.
ويتساءل الباحث الاجتماعي عمر محمد عن أسباب فسح المجال أمام تلك الصفحات بالتلاعب بعواطف الناس لنوايا سيئة”، مطالبا بأن “تكون هنالك رقابة مشددة ودقيقة لتلك الحالات ومتابعتها حتى يتبين المحتاج الحقيقي من المحتال”.
تطور رقمي
التسول ظاهرة تطورت مع تطور الحياة والتقنية وباتت تنشط مع تطور التقنيات الحديثة لتصبح تلك التقنيات وسيلة في انتشار الظاهرة.
جعفر عزيز وهو مهندس حاسبات ويعمل في إحدى مراكز الحاسوب قال لوكالة شفق نيوز، إن “الكثير من الناس يستغل التقنيات العلمية الحديثة في تطوير مهنهم ومنهم من يمتهن مهنة “التسول” وبالفعل من يمتهن هذه المهن استطاع أن يوظف التكنلوجيا في تحديث المهنة”.
واضاف ان السيطرة على هذا الموضوع تتطلب اولا وعيا مجتمعيا كبيرا نستطيع من خلاله أن نميز بين المحتاج والمحتال وكذلك يتطلب أن تكون رقابة من قبل الأجهزة المختصة على تلك الصفحات التي تروج لقضية التسول”.