حرية – (27/10/2021)
عنصر من حركة “طالبان” يتفقد سيارة في كابول (أ ف ب)
تتوقع أوساط الاستخبارات الأميركية أن تنظيم “داعش” في أفغانستان قد يمتلك القدرة على مهاجمة الولايات المتحدة خلال ستة أشهر على أقرب تقدير، وتعتقد أن لديه النية للقيام بذلك.
هذا ما أبلغ به وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية كولين كال الكونغرس، الثلاثاء، 26 أكتوبر (تشرين الأول).
وتصريحات كال هي أحدث إشعار بأن أفغانستان ربما ما زالت تمثل مخاوف خطيرة للأمن القومي للولايات المتحدة، بعد أن انتهت حربها التي استمرت عقدين هناك في أغسطس (آب).
وقال كال في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إنه ليس من الواضح بعد إذا ما كانت لدى حركة “طالبان” القدرة على قتال التنظيم بشكل فعال بعد انسحاب الولايات المتحدة. وقاتلت الولايات المتحدة “طالبان” ووجهت ضربات كذلك إلى جماعات مثل “داعش” و”القاعدة”.
وقال “تقديرنا هو أن طالبان والدولة الإسلامية- ولاية خراسان (في أفغانستان) عدوان لدودان. ولذلك فإن طالبان لديها دافع قوي لتعقب الدولة الإسلامية- ولاية خراسان. وأعتقد أن قدرتها على القيام بذلك لم تتحدد بعد”.
وقدر كال عدد مقاتلي “داعش – ولاية خراسان” “ببضعة آلاف”.
مشكلة أكثر تعقيداً
وقال القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة “طالبان” الجديدة، أمير خان متقي، إن حكومته ستتصدى لخطر مقاتلي تنظيم “داعش”. وقال أيضاً إن أفغانستان لن تصبح قاعدة لهجمات على دول أخرى.
وأشار كال إلى أن “القاعدة” في أفغانستان يمثل مشكلة أكثر تعقيداً بسبب صلته بحركة “طالبان”. وهذه الصلة هي التي تسببت في التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان في عام 2001 بعد هجمات “القاعدة” في 11 سبتمبر (أيلول) على نيويورك وواشنطن. كانت “طالبان” قد وفرت المأوى لقادة “القاعدة”.
وقال كال إنه خلال “عام أو اثنين” يمكن أن يستعيد “القاعدة” قدرته على شن هجمات على الولايات المتحدة خارج أفغانستان.
وذكر كال أن الهدف هو تقويض هذه الجماعات كي لا يملك “داعش” ولا “القاعدة” القدرة على مهاجمة الولايات المتحدة.
مع ذلك، يحذر مسؤولون أميركيون سراً من أن رصد وتقويض جماعات مثل “القاعدة” و”داعش” صعب للغاية في ظل عدم وجود أي قوات في البلاد.
وقال كال إن الولايات المتحدة لم تتوصل حتى الآن إلى اتفاقات مع دول مجاورة لأفغانستان لاستضافة قوات لمكافحة الإرهاب.
هجمات
يُذكر أن تنظيم “داعش- ولاية خراسان” تبنى، في 26 أغسطس اعتداء في مطار كابول، وأسفر عن مقتل 13 جندياً أميركياً وأكثر من مئة مدني أفغاني.
وفي 8 أكتوبر الحالي أعلن التنظيم، في بيان نشره على قنواته عبر “تلغرام”، أن انتحارياً فجّر سترته الناسفة وسط المصلين في مسجد في قندوز الواقعة في شمال شرقي أفغانستان، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، في أعنف هجوم منذ مغادرة القوات الأميركية البلاد.
وجاء الهجوم في مدينة قندوز بعد خمسة أيام من تفجير مسجد في كابول، أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في الأقل، وأعلن “داعش” مسؤوليته عنه أيضاً.
كذلك تبنى التنظيم هجوماً انتحارياً استهدف في 15 أكتوبر مسجداً شيعياً في مدينة قندهار، وأدى إلى مقتل 41 شخصاً على الأقل.