حرية – (13/12/2020)
أوحت التصريحات الأخير لقيس الخزعلي زعيم حركة عصائب أهل الحق حول الهدنة مع الأميركيين في العراق، أن الأمور لا تسير على ما يرام داخل “البيت الولائي”، وهو ما أشار إليه تقرير صحفي، حمل الحركة مسؤولية الهجمات الأخيرة.
وقال التقرير الذي نشره موقع “ميدل إيست آي”، تابعت الترجمة – حرية – ، (13 /12/ 2020)، نقلاً عن قيادات في فصائل مسلحة لم يسمها، إن حركة العصائب هي المسؤولة عن آخر هجوم صاروخي في بغداد والذي أسفر عن مقتل طفلة وإصابة مدنيين، فضلاً عن هجومين جديدين ضد أرتال للدعم اللوجستي.
وبيّن التقرير، أن زعيم حركة العصائب بدأ “تمرداً” على الأوامر الإيرانية لأسباب يتعلق أبرزها بمنافسة على قيادة الفصائل المسلحة في العراق، مشيراً إلى احتمالية اندلاع نزاع بين الفصائل إثر ذلك، أو اضطرار طهران إلى التخلي عن الخزعلي وجماعته للحفاظ على مصالحها.
تاليا نص التقرير:
رغم التعليمات الصريحة، شنت ميليشيات بقيادة قيس الخزعلي هجمات صاروخية ضد المصالح الأميركية في العراق.
وقال قادة وسياسيون شيعة لصحيفة “ميدل إيست آي” إن عصائب أهل الحق، أحد أكثر الفصائل المسلحة العراقية نفوذاً المدعومة من إيران، تمرد على أوامر طهران ويستمر في استهداف المصالح الأميركية.وفي أكتوبر/تشرين الأول، أصدرت إيران أوامر إلى حلفائها المسلحين في العراق بعدم مهاجمة أهداف أميركية، خوفاً من ردود فعل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي يسعى إلى عرقلة الجهود الإيرانية للتفاوض مع خلفه جو بايدن، للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
وعلى الرغم من التوجهات الإيرانية الصريحة والصارمة، نفذت حركة عصائب أهل الحق، بقيادة قيس الخزعلي، بعض الهجمات ضد السفارة الأميركية في بغداد والمبعوثين الأميركيين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية “دون التنسيق مع أي من الفصائل الأخرى أو الإيرانيين”، بحسب قائد أحد الفصائل المسلحة.
وهذا يدل على أن العصائب تعمل خارج السيطرة الإيرانية، وبالتالي فهي لا تعتمد على حماية طهران أو غيرها من الجماعات شبه العسكرية العراقية، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل الفصيل.
وقالت مصادر أمنية، إن قافلتين عسكريتين كانتا تحملان معدات للقوات الأميركية تعرضتا يوم الخميس لعبوات ناسفة مما أدى إلى وقوع أضرار مادية على الطرق السريعة غرب بغداد.
وسبقت تلك الانفجارات هجوم بالصواريخ استهدف السفارة الأميركية في وسط بغداد في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، وأسفر عن مقتل طفل وإصابة سبعة آخرين، بالإضافة إلى إلحاق أضرار مادية بعدد من الممتلكات الخاصة والمباني الحكومية
وأعلنت جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم “لواء قاصم الجبارين” مسؤوليتها عن هجمات الخميس، في حين أعلن فصيل آخر يطلق على نفسه اسم “أصحاب الكهف” مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي في نوفمبر/تشرين الثاني.
وحتى وقت قريب، كانت المجموعتان غير معروفتين من قبل. لكن تم تداول أسمائهما خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تناوبوا على الادعاء بالمسؤولية عن الهجمات التي استهدفت قوافل الدعم اللوجستي لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في عدد من المحافظات.
وعلى الرغم من توجيه أصابع الاتهام إلى كتائب حزب الله، الميليشيا الشيعية الأكثر نفوذاً، إلا أن قادة أربعة فصائل شيعية مسلحة، بما في ذلك تلك الجماعة وعصائب أهل الحق، نفوا تورطها في هذه الهجمات.
وبدلاً من ذلك، أصروا على أن العصائب قد نفذت الهجمات، واضعة حداً للهدنة مع الولايات المتحدة التي طرحتها الميليشيات في أكتوبر/تشرين الأول
وقال أحد قادة عصائب أهل الحق طالباً عدم الكشف عن هويته إن “الهدنة كانت مشروطة بتحديد موعد لرحيل القوات الأميركية من العراق في غضون شهر واحد لكن الأميركيين لم يستوفوا هذا الشرط ولم يفعلوا شيئا لإثبات نيتهم في المغادرة”.
وقال القائد، إن “فشل واشنطن فى وضع أية خطط للانسحاب الكامل من العراق يعنى أن فصيله لم يعد بحاجة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.
وأضاف، أن “الواجب الديني والوطني يتطلب من الجميع الوقوف ضد الوجود الأجنبي في العراق واستخدام كل الوسائل السياسية والعسكرية لطردهم
عصيان مفاجئ
عصائب أهل الحق هو فصيل شيعي مسلح انشق عن جيش المهدي، الجناح المسلح السابق لحركة رجل الدين النافذ مقتدى الصدر، في عام 2006.
في البداية، استقطب الفصيل مقاتلين ذوي خبرة ومهارات قتالية، وبالتعاون مع كتائب حزب الله، ونفذ عشرات الهجمات المميتة ضد القوات الأميركية بين عامي 2006 و2008.
منذ البداية، كانت الحركة مدعومة ومجهزة وتحت إشراف إيران، وكانت الحركة حتى الشهر الماضي واحدة من أهم وأقوى الأسلحة الإيرانية في العراق.
إن عصيان عصائب أهل الحق يمثل “مفاجأة” للقوات السياسية والمسلحين الشيعة.
وعلى الرغم من أن رد فعل إيران لم يتضح بعد، إلا أن الهجمات الأخيرة، التي نفذتها جماعات صغيرة مرتبطة بعصائب أهل الحق “من جانب واحد ودون تنسيق مع الفصائل الأخرى”، أثارت نزاعات كبيرة مع كتائب «حزب الله» الشريك التقليدي لأكثر من عقد من الزمن، وفصائل شيعية أخرى تدعمها إيران.
وقال سياسي شيعي بارز مقرب من إيران، رفض الكشف عن اسمه، “لا يزال المسؤولون الإيرانيون يضغطون على [الفصائل العراقية] للانتظار وعدم تنفيذ هجمات ضد المصالح الأميركية في العراق، لأن هذه الهجمات قد تخلط بين الوضع السياسي في [العراق وإيران]”.
ووفقاً للسياسي، فإن عصائب أهل الحق الحركة الأبرز بين الفصائل العراقية غير راضية عن التوجيهات الإيرانية وبدأت في الثورة. وقال في لقاء مع القادة الشيعة مؤخراً، إن العصائب قالت “الوضع في العراق خاص وأنهم غير ملزمين بوجهة النظر الإيرانية ولن يخضعوا للإرادة الإيرانية”.
وقال السياسي إن “الكتائب أكثر التزاما بالتوجيهات الإيرانية، ومقاتلوها أكثر انضباطا، ويرون أنه من الضروري عدم الخلط بين الساحة العراقية وأي سلوك لا يمكن التنبؤ به، لذلك كانوا ضد هذه الهجمات منذ البداية”.
“تسعى حركة عصائب أهل الحق إلى إعادة إنتاج خطابها الإعلامي والسياسي وإدامة فكرة انتمائها الوطني وعدم انتمائها إلى إيران. إن نهج “عصائب أهل الحق” الجديد يتعلق بالتحضيرات للانتخابات البرلمانية المقبلة والتنافس على رئاسة فصائل المقاومة المسلحة في العراق”.
ووفقاً لقادة الفصائل، فإن اندلاع القتال بين عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله “غير متوقع حالياً”. لكن إصرار العصائب على مواصلة نهجها الجديد سيعني بالضرورة أن إيران قد تستبعده وتضحي بها وتتركها لمواجهة الأميركيين والحكومة العراقية وحدها.
“جميع السيناريوهات ممكنة. ما سيحدث مع عصائب أهل الحق يعتمد على ما يقرره الإيرانيون. ومن المتوقع أن تسعى إيران إلى إعادتهم إلى حضنها وستحاول الحد من طموحات [قيس] الخزعلي أو إرضائه ببعض التسوية”.
واضاف “لكن هل سينجحون في ذلك؟ لا أحد يعرف إلا الخزعلي والإيرانيين”.