حرية – (5/12/2021)
خلص موقع “انترناشيونال بوليسي دايجست” الامريكي الى ان العراق يواجه وضعا مشابها لما واجهته افغانستان مؤخرا، حيث انه ليس مستعدا لانسحاب القوات الامريكية منه، واذا حصل هذا الانسحاب فإن العالم مهدد بمواجهة “كارثة” جديدة.
وبداية ذكر تقرير الموقع الامريكي؛ أن أفغانستان لم تكن مستعدة للانسحاب العسكري الامريكي، والان هناك اقليات تواجه مخاطر جسيمة، ويتنامى الارهاب، ويواجه العديد من الافغان الان معاناة التشرد والفقر المدقع.
وبالمثل، اعتبر التقرير ان العراق سيواجه ضغوطات وتهديدات متنامية من إيران والجماعات المتشددة، ما ان تسحب أمريكا قواتها ال2500 المتبقية مع نهاية العام 2021.
ولهذا، يعتبر التقرير انه عوضا عن الانسحاب من العراق، فإن على الولايات المتحدة زيادة عدد أفراد القوة الأمريكية المتمركزة في العراق الى 3500 حتى نهاية العام 2022، موضحا أن “زيادة حجم القوات، ستخفف من احتمالات التهديدات الامنية، وتعزز اعادة بناء القوات العسكرية العراقية، وتزيد من امن المواطنين العراقيين”.
وذكر التقرير؛ ان “العلاقات الامريكية-العراقية مهمة لاستقرار الشرق الاوسط”، مشيرا الى واشنطن ساعدت العراق في محاربة تنظيم داعش، وقدمت الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي لمساعدة العراق على تحقيق الاستقرار، ولهذا فإن انسحاب الولايات المتحدة سيجعل العراق اكثر عرضة لهجمات المتطرفين من جانب مسلحي قوات الحشد الشعبي التي تمولها إيران، والتي ستشجع لتقويض الحكومة. واضاف ان “ايران ستعزز من نفوذها وحضورها العسكري في أنحاء العراق”.
ولفت التقرير إلى أن زيادة حجم القوة الامريكية في العراق الى 3500 مع نهاية العام 2022، سيقلص من التهديدات الامنية، حيث ان هناك تهديدات داخلية بسبب استهداف جماعات الحشد الشعبي مسؤولي الحكومة العراقية ومواطنيها، وهناك تهديدات خارجية قائمة من الضغوط الايرانية المتزايدة، ورهاناتها على توسيع النفوذ الشيعي في انحاء العراق.
واضاف ان الوجود العسكري الأمريكي بامكانه مساعدة القوات العراقية في الحفاظ على الاستقرار في أنحاء البلد، كما ان زيادة عديد القوة الامريكية بامكانه المساهمة في اعادة بناء واستقرار الجيش العراقي الذي أصيب بالضعف منذ ان بدأ معركته مع داعش، وهو حاليا ليس قادرا على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية لوحده.
ومع ذلك، اعتبر التقرير أن العراق لا يمكنه، ولا يجب عليه، أن يواصل اعتماده على الولايات المتحدة، مضيفا انه من خلال المساعدة في اعادة بناء وتماسك القوات العراقية الان، فان الولايات المتحدة سيكون بمستطاعها الانسحاب مبكرا مع كامل ثقتها بأن الجيش العراقي سيكون قادرا على الدفاع عن البلاد.
لكن، بحسب التقرير، إذا انسحبت الولايات المتحدة بالكامل بحلول نهاية العام 2021، فان “الجيش العراقي سينهار”.
وتابع ان الزيادة في عديد القوة الامريكية سيوفر حماية اضافية للمواطنين العراقيين المعرضين لخطر الهجمات البرية والجوية، ولدى القوات الامريكية قدرة أكبر على استخدام التكنولوجيا الحديثة لرصد وردع الهجمات التي تستهدف مواقع مختلفة في انحاء العراق، ولهذا فان احتمال خسارة ارواح المدنيين، ستتقلص على الأرجح.
الى ذلك، لفت التقرير إلى أن زيادة عديد القوة الامريكية المتمركزة في العراق، سيجعل جماعات داخلية وخارجية تفسر ذلك على انه “مؤشر على عدوان”، وان الجماعات المتشددة ستنظر الى هذا الوجود على الأرجح على أنه “استعداد لمواجهتهم بشكل مباشر”.
واشار ايضا الى ان الجماعات المتشددة وإيران قد تعمد الى مهاجمة القوات الامريكية والعراقية بشكل متزايد كرد على ذلك.
إلا أن التقرير اعتبر أنه مع زيادة عديد القوة الامريكية، سيتاح للجيش العراقي امكانية اكبر للوصول الى تكنولوجيا متطورة لرصد وردع الهجمات المحتملة، وحماية أكبر لحياة المدنيين.
وختم التقرير بالدعوة الى زيادة حجم القوة الامريكية في العراق الى 3500، موضحا ان على العالم ألا يشهد كارثة جديدة كأفغانستان، وان هذه الزيادة ستسمح لواشنطن أن تقوم بانسحاب كامل ومبكر في المستقبل مع ثقتها الكاملة بأن الجيش العراقي بإمكانه الدفاع عن نفسه.
والى ان يحين ذلك الوقت، قال التقرير فإن الجيش الأمريكي سيحافظ على وجود حيوي في الشرق الاوسط المستقر، وسيحمي أيضا أرواح العديد من المواطنين العراقية. وتابع “الوقت هو الآن للولايات المتحدة للعمل، وضمان مستقبل مزدهر ومستقر للعراق، والشرق الاوسط والعالم”.