حرية – 15/12/2020
شهدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، تراجعا، مع تشديد إجراءات العزل العام في أوروبا، وتوقعات بتعافٍ أبطأ للطلب في العام المقبل، ليطغيا على الارتياح إزاء بدء حملات تطعيم ومخاوف بشأن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 36 سنتا، ما يعادل 0.8% إلى 46.63 دولار للبرميل بحلول الساعة الـ 05:06 بتوقيت غرينتش، بينما فقدت العقود الآجلة لخام برنت 40 سنتا، أي ما يوازي 0.8% أيضا إلى 49.89 دولار للبرميل، ماحية مكاسبها يوم الاثنين.
وشددت لندن القيود وأمرت بإغلاق الحانات والمطاعم مع استمرار الزيادة الحادة في معدلات الإصابة بفيروس كورونا؛ ما يقلص الطلب على الوقود في المدى القصير.
وأضر بتوقعات الطلب أكثر إعلان إيطاليا أنها تدرس فرض قيود أشد في فترة عطلة الميلاد، بينما صدرت تعليمات لمعظم المتاجر في ألمانيا بإغلاق أبوابها حتى العاشر من يناير/ كانون الثاني، وليس هناك احتمال يُذكر لتخفيف الإجراءات في بداية العام.
وقالت إيه.إن.زد في مذكرة: “في حين تلقت السوق الدعم مع بدء استخدام لقاحات كوفيد-19، يظل الطريق نحو عودة الطلب لحالته الطبيعية صعبا”.
وأمس الاثنين، قلصت (أوبك) توقعاتها لتعافي الطلب على النفط في 2021 بواقع 350 ألف برميل يوميا، بسبب التأثير المستمر للجائحة، وقالت إن بدء برامج التطعيم سريعا في اقتصادات كبرى يشير إلى صعود محتمل لتوقعات النمو في العام المقبل.
ولقيت أسعار النفط بعض الدعم أمس عقب انفجار في ناقلة وقود بميناء جدة في السعودية، ولكن وزير الطاقة في المملكة قال، إن الحادثة لم تؤثر على الإمدادات.
وارتفعت أسعار النفط، أمس الاثنين، لتدفع برنت فوق 50 دولارا للبرميل من جديد بفضل الآمال بأن يقود البدء باستخدام لقاحات فيروس كورونا إلى زيادة الطلب على الوقود، في حين أدى انفجار بناقلة نفط في السعودية إلى إثارة توتر بالسوق.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير/شباط،67 سنتا بما يعادل 1.3%، إلى 50.64 دولارا للبرميل بحلول الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش، في وقت ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يناير/كانون الثاني، 62 سنتا أو 1.3%، إلى 47.19 دولارا.
واستمرت مكاسب النفط وسط حالة من القلق بعد أن قالت شركة “هافنيا” للشحن إن إحدى ناقلات النفط التابعة لها -وترفع علم سنغافورة- أصيبت من قبل مصدر خارجي مجهول أثناء تفريغها في ميناء جدة بالسعودية، مما تسبب في انفجار أدى إلى حريق لاحقا على متن السفينة.
وذكرت هافنيا أنه “من المحتمل أن يكون بعض النفط قد تسرب من السفينة، لكن لم يتم تأكيد ذلك، وتشير الأجهزة حاليا إلى أن مستويات النفط على متن السفينة عند المستوى نفسه الذي كانت عليه قبل الحادث”.
وقال فيرندرا شواهان المحلل في “إينرجي أسبكتس” (Energy Aspects) “تعكف السوق على تقييم تعطل الإمدادات من هذه الحوادث قياسا إلى أحجام الإمدادات التي ستعود من إيران” مضيفا أن تفشي الفيروس في الغرب أضر بالطلب، وتابع “لذا فإن تقلبات الأسعار لا تبعث على الدهشة”.
وارتفع برنت وغرب تكساس لـ 6 أسابيع متتالية، وهي أطول موجة صعود لهما منذ يونيو/حزيران الماضي.
وبدأت الولايات المتحدة حملة تطعيم للوقاية من كوفيد-19، مما يعزز آمال إنهاء القيود المفروضة بسبب الجائحة قريبا وزيادة الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط بالعالم، وتعززت كذلك الأسواق المالية اليوم بتمديد مهلة مفاوضات الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.