حرية – (22/1/2022)
تضاربت الروايات الأمنية عن حادثة هجوم العظيم شمالي ديالى والذي استهدف سرية للجيش العراقي بين قريتي الطالعة وأم الكرامي غربي العظيم عند الحدود الفاصلة مع صلاح الدين.
مصادر حكومية شعبية نقلت روايات متعددة ومتضاربة عن الهجوم الدامي الذي أوقع 11 ضحية بينهم ض امر فوج برتبة ملازم أول.
تجاهل الإسناد ومقاومة الهجوم
مصدر حكومي في محافظة ديالى رفض كشف اسمه بسبب حظر التصريحات الأمنية بين أن روايات الحادثة متعددة منها نقص الوقود وعدم تشغيل المولد الكهربائي ما سبب إطفاء الكاميرا الحرارية ومقاومة عناصر النقطة للهجوم الإرهابي بعدما وجد على جثثهم ارتداء المعدات والواقيات العسكرية.
واكد المصدر ان حكومة ديالى تطالب بتحقيق شفاف وعاجل لكشف ملابسات الحادث الغامضة التي تحمل الكثير من علامات الاستفهام حيال تعداد عناصر السرية البالغ 12 عنصرا فيما يفترض وجود 100 الى 150 عنصر وهو الحد الأدنى لتعداد السرية العسكرية بديهيا.
ومضى المصدر بالحديث؛ أن “إحدى روايات الهجوم تفيد بتجاهل نداءات الإسناد و الاستغاثة التي أطلقها عناصر سرية الجيش الا ان الدعم وصل متأخرا بعد القضاء على جميع عناصر السرية وتسليب أسلحتهم ومعداتهم والكاميرا الحرارية التي يبلغ سعرها عشرات الملايين من الدنانير”.
تسلل وتواطؤ
سكان محليون وشهود عيان من قرية أم الكرامي الواقعة على بعد 4 كم من الحادث كشفوا تفاصيل مبهمة تفيد بتسلل عناصر داعش بسهولة الى السرية وتنفيذ اعدامات جماعية بعناصر الجيش ووضع معدات حربية وواقيات واعتدة على بدلاتهم العسكرية.
السكان طالبوا القيادات الأمنية بكشف حقائق وتفاصيل الهجوم وكيف تم بهذه السرعة الخاطفة وهو الهجوم الاعنف منذ عام 2014 وحتى الآن.
ودعوا الأجهزة الاستخبارية الى تحقيق شامل حيال الحواضن المتواطئة مع عناصر التنظيم وسط معلومات تفيد بإبلاغ عناصر داعش واتصال مجهول بمغادرة النقطة بعد اقتراب وصول “الهمرات العسكرية” المتأخرة.
الخبير الأمني فؤاد البياتي تساءل في حديثه له؛ عن تواجد 12 عنصر من السرية الأولى – الفوج الثاني التابع للفرقة الأولى من الجيش العراقي في محور يعد الأخطر في ديالى وما يمثله من خط صد مفتوح مع صلاح الدين يتطلب وجود مئات المقاتلين من الجيش العراقي.
ودعا البياتي القيادات الأمنية والقيادة العامة للقوات المسلحة بكشف حقيقة تعداد القطعات الأمنية في محيط ديالى والقطعات الساخنة ومعالجة ظاهرة الفضائيين المتفشية في الكثير من التشكيلات الأمنية.
اقتحام من محاور متعددة
تنظيم داعش او ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” بث عبر مواقعه مقاطع فيديو للهجوم واقتحام السرية وإطلاق لرصاصات الرحمة على المصابين من الجنود وهم يرددون نداءات “الله أكبر ابشر يا شيخنا”!!
وظهر في الفيديو ان عجلات تقل أكثر من 10 عناصر من داعش يقتحمون السرية بعد قتل اغلب عناصرها بأسلحة القناص من ثلاث محاور.
الإهمال والغفلة
محافظ ديالى مثنى التميمي وعبر حديث لوكالة الأنباء الرسمية الحكومية عزا أسباب هجوم العظيم الى إهمال المقاتلين في تنفيذ الواجب ،لأن المقر محصن بالكامل وتوجد كاميرات حرارية، ونواظير ليلية وهناك برج مراقبة كونكريتي وأن الإرهابيين استغلوا برودة الطقس وإهمال الواجب ونفذوا جريمتهم ،ومن ثم انسحبوا الى صلاح الدين
التميمي جدد مطالبه بضرورة التصدي لتسلل الإرهابيين من محافظة صلاح الدين ووضع حد لمساحة 65 كيلومتراً من الحدود بين المحافظتين لمنع تسلل الإرهابيين ،لأنه من دون ذلك ستستمر مثل هكذا خروقات.
وشن تنظيم داعش فجر أمس الجمعة، هجوما استهدف مقر السرية الأولى- الفوج الأول من الفرقة الأولى للجيش العراقي في اطراف قرية أم الكرامي غربي ناحية العظيم 60 كم شمال شرق بعقوبة ما أدى إلى سقوط 11 ضحية من الجيش بينهم ضابط الى جانب تدمير الكاميرا الحرارية والاستيلاء على أسلحة ومعدات عسكرية من قبل التنظيم.
وتعد المناطق الحدودية بين ديالى وصلاح الدين والشاغرة امنيا اخطر واصعب بؤر الإرهاب الممتدة بين ثلاث محافظات هي ديالى وكركوك وصلاح الدين والتي يطلق عليها تسمية “امارة الشر” التي لازالت ولاّدة للتنظيمات الإرهابية ومنطلقا للهجمات التي تستهدف مناطق ديالى وصلاح الدين.