حرية – (23/1/2022)
وفقاً لتقرير إحصائي نشرته منظمة الصحة العالمية WHO في مارس/آذار من العام 2021، توفي 685 ألف شخص حول العالم بسبب سرطان الثدي في سنة 2020، وتم تشخيص 2.3 مليون آخرين بالمرض خلال هذا العام فقط.
وفي التقرير ذكرت المنظمة أنه “اعتباراً من نهاية عام 2020، كان هناك إجمالي عالمي بالغ 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة حول العالم تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس السابقة، مما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم”.
وبالتالي قد ساعد انتشاره ومخاوف الإصابة الواسعة به بين النساء في اندلاع موجة واسعة من الأساطير المرتبطة بالمرض وصحة النساء وتداعيات الإصابة به أو مسببات الإصابة في حد ذاتها.
تؤدي مثل تلك الخرافات في إصابة الكثير من السيدات بالرهبة المفرطة التي حتى قد تعرقل سير حياتهن بصورة طبيعية في بعض الأحيان، لذلك نتناول في هذا التقرير أبرز الأساطير الشائعة حول سرطان الثدي، ونستوضح حقيقتها.
جروح وإصابات الثدي تهدِّدك بسرطان الثدي
توضح أخصائية الأورام والطبيبة الأمريكية ميشيل زيدمان أن “إصابة الثدي لا يمكن أن تسبب سرطان الثدي، ومع ذلك، قد تؤدي بعض الجروح والإصابات إلى حدوث تغيرات في الثدي قد تحاكي سرطان الثدي في التصوير المقطعي.
وتسمى هذه الحالة باسم النخر الدهني، وفيه يمكن أن تبدو المنطقة المصابة ككتلة غير منتظمة ذات حواف خشنة في تصوير الثدي بالأشعة السينية، وهو ما يشبه أعراض سرطان الثدي في أولى مراحله.
إلا أن أفضل طريقة لتمييز السرطان عن النخر الدهني هي أخذ خزعة بالإبرة.
حمالات الصدر الضيقة أو الحديدية قد تصيبك بسرطان الثدي
على الرغم من أن حمالات الصدر ذات الأسلاك السفلية لا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنه يُنصح دائماً بحمالات الصدر اللينة بدون أسلاك أو تصميمات قاسية لتعزيز الشكل أو الحجم.
وبحسب خبراء الصحة النسائية، يمكن أن يؤدي هذا التصميم وتلك السلوك إلى تهيج الجلد تحت الثدي، مما قد يؤدي إلى تكسير وانكماش وجروح الجلد.
وهذا بدوره قد يسمح للبكتيريا بدخول الثدي مسببة العدوى أو الخراج وغيرها من المشاكل.
التلقيح الاصطناعي يرفع من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي
كجزء من إجراءات الإخصاب في المختبرات عبر التلقيح الصناعي (IVF)، غالباً ما يصف الأطباء للنساء الحاصلات على تلك العمليات، أدوية تحفز المبايض على إنتاج البويضات.
هذه الأدوية تحاكي نشاط هرمون الأستروجين بحسب موقع الهيئة الأمريكية للسرطان. لهذا السبب، يبحث بعض الخبراء عما إذا كانوا يشجعون بتلك التدابير لزيادة الخصوبة على نمو سرطان الثدي عبر تحفيز مستقبلات هرمون الأستروجين في الجسم.
وبالفعل، تحتوي هذه الخلايا السرطانية على مستقبلات هرمون الأستروجين على أغشيتها.
إلا أنه على الرغم من عدم وجود تجارب عشوائية محكومة تبحث إجابة هذا السؤال، فقد خلص التحليل التلوي الأخير لجميع الدراسات القائمة على الملاحظة على مدار الثلاثين عاماً الماضية إلى أنه لا يوجد دليل واحد موثوق على زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بالنسبة للنساء اللائي تلقين عمليات التخصيب بالتلقيح الاصطناعي.
عدم وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان فأنا في أمان
هذه أسطورة شائعة بشكل كبير، ومع ذلك كثيراً ما تصاب السيدات اللاتي لا يمتلكن تاريخاً عائلياً مع المرض بسرطان الثدي؛ ما يشكل لهن صدمة كبيرة.
وبحسب موقع American Cancer Society، تنتج حوالي 5-10% فقط من المصادر الموثوقة لسرطانات الثدي ناتجة عن طفرة جينية تنتقل بين أفراد الأسرة. وهذا يعني أن غالبية الإصابات بسرطانات الثدي ليس لها سبب وراثي.
ونظراً إلى أن التاريخ العائلي هو عامل واحد فقط من عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي، فإن الفحص مهم دائماً للتأكُّد من عدم الإصابة أو وجود عوامل خطر.
وبالتالي على كل امرأة تبدأ في سن الأربعين أن تخضع لتصوير الثدي بالأشعة السينية سنوياً، بغض النظر عن تاريخ العائلة للإصابة بسرطان الثدي.
أما بالنسبة للنساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بالمرض أو بسرطانات المبيض يجب أن يتم تقييمهن وفحصهن من قِبَل مستشار علم الوراثة عند بلوغ سن الثلاثين.
لا يصاب الرجال بسرطان الثدي وهو يؤثر على النساء فقط
على العكس من ذلك، تشير التقديرات بحسب موقع National Breast Cancer إلى أنه يتم تشخيص إصابة ما يقرب من 2190 رجلاً بسرطان الثدي كل عام عالمياً، ويموت منهم 410 رجلاً سنوياً تقريباً.
وفي حين أن هذه النسبة لا تزال صغيرة للغاية بالرقم الإجمال، يجب على الرجال أيضاً فحص أنفسهم بشكل دوري عن طريق إجراء فحص ذاتي للثدي أثناء الاستحمام وإبلاغ أطبائهم بأي تغييرات.
يُكتشف سرطان الثدي لدى الرجال عادةً على شكل كتلة صلبة تحت الحلمة والهالة التي تحيط بها. وفي العادة يملك الرجال معدل وفيات أعلى من النساء عند الإصابة بالمرض، ويرجع ذلك أساساً إلى أن الوعي بين الرجال أقل بالنسبة للإصابة بسرطان الثدي.
أيضاً يعود ذلك إلى أن احتمال أن يفترض الرجال أن الورم هو سرطان الثدي يكون ضعيفاً وغير شائع حتى بعد ظهور الأعراض، مما قد يتسبب في تأخير تلقي العلاج الملائم.
الكتل الموجودة في الثدي علامة على الإصابة بسرطان الثدي
هذه خرافة قد تهدد الصحة النفسية للعديد من السيدات، لأنه ليست كل الكتل في الثدي تُعد سرطانية. ويوضح موقع NCBI للأبحاث والدراسات العلمية، أن الغالبية العظمى من أورام الثدي التي تظهر في شكل تكتلات تكون حميدة.
ومع ذلك يجب الحصول على كشف طبي فوري عند ملاحظتها، وأن يتم تقييمها من قبل أخصائي رعاية صحية للتأكُّد منها. وفي العادة تُترك تلك التكتلات دون تدخل لعدم وجود مخاطر لتطورها، مع احتمالية زوالها بدون أي إجراءات.