حرية – (24/1/2022)
تسعى النباتات جاهدة عن طريق التطور إلى تخطي مشكلة عدم قدرتها على التنقل، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالانتشار والتكاثر؛ حيث تعتبر الأزهار الملونة مثالا حيا على هذا التطور الهادف لدعم علمية التلقيح عن طريق الاستعانة بالحشرات بمختلف أنواعها، التي تغريها رائحة الزهور ورحيقها.
وتعتبر الخدعة التي ينفذها أحد أصناف نبات الأورشيد من الأكثر الأمثلة المذهلة على عملية التطور هذه، من الحيث النوعية والأسلوب.
طوَّر نبات الأورشيد حيلة فريدة جدا؛ حيث تنقسم زهرة النبات إلى جزئين منفصلين تماما، ثبت على الجزء الأول حبوب الطلع على ذراع تشبه المنصة المواجهة للجزء الثاني تماما.
أما الأمر الغريب فهو الجزء الثاني؛ حيث طوَّر شكلا مشابها لأنثى البدور أو لبعض أنواع الحشرات الأخرى، ليس هذا فقط، بل يصدر هذا الجزء رائحة مطابقة لرائحة إناث الدبابير والحشرات، الأمر الذي يغري الذكور ويعزز رغبتها بالتكاثر.
الأنثى الوهمية
وبحسب “BBC Earth”، فإنه عند اقتراب الدبور من “الأنثى الوهمية”، يقع في غرامها مباشرة، فيقترب منها ويحاول التزاوج معها، لكنه يلتصق بها بسبب وجود مادة لاصقة على سطحها العلوي.
وصمم هذا الذراع الذي يحمل شكل الأنثى الوهمية، بحيث يستدير عند وجود مقاومة ليضرب ويرتطم بالجزء الذي يحمل حبوب الطلع، فتعلق الحبوب على الدبور الذكر، الذي يتخلص من الخدعة بعد معاناة قصيرة، لكنه، “كحال جميع الذكور”، يخدع بغرام “أنثى وهمية” أخرى.
وبذلك ينقل حبات الطلع بين الزهرات، أما هو فيذهب بعد كل مرة خالي الوفاض إلا من بعض حبوب الطلع، لكن في النهاية يلتقي مع شريكته بعد عدة محالات فاشلة بسبب الأوهام.