حرية – (25/1/2021)
كشف مصدر سياسي مطلع، يوم الثلاثاء، ان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، أبلغ قيادات الإطار التنسيقي بضرورة الدخول بحكومة الاغلبية الوطنية التي ينادي بها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، ، ان “مسؤول الملف الامني الايراني العراقي، اسماعيل قاآني، طالب جميع قيادات قوى الإطار التنسيقي بضرورة الحفاظ على شكل ومضمون البيت الشيعي من خلال القبول بشروط الصدر التي تقتضي إقصاء زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ومنعه من المشاركة في الحكومة”.
واضاف ان قاآني “أكد على اعادة ترتيب قوى الإطار بالشكل الذي يحفظ مكاسبهم الانتخابية من خلال هيكلة جديدة تعتمد زعامة واحدة، اي انضواء جميع نواب قوى الإطار تحت عنوان تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، والذهاب الى الحنانة وإبداء الولاء بإعادة إحياء البيت الشيعي بزعامة الصدر وتشكيل الحكومة الجديدة”.
كبش فداء لحماية المالكي من الصدر
واشار المصدر الى ان “قاآني لمح إلى منح المالكي ضمانات بعدم محاسبته على ملفات كان الصدر يلوح بها، فضلا عن تهيئة كبش وإحالته للجهات المعنية تحت يافطة محاسبة المتورطين بالفساد وهدر المال العام، ناهيك عن اشتراطات أخرى وتلك هي مهمة المسؤول الإيراني الذي طلب من الإطار حسم الموقف وعدم التفريط بفرصة أخيرة للملمة البيت الشيعي من دون المالكي”.
ورجح المصدر ان “تقبل طهران لسيناريو حكومة أغلبية وطنية بزعامة الصدر، ليس خوفا او حفاظا على مصالحها في العراق، وانما حرصا منها على تجاوز ازمة تعصف بمفاوضاتها الأممية المتعلقة بالملف النووي”.
شروط الإطار التنسيقي على الصدر
وتابع المصدر “من المفترض ان يفضي اجتماع قيادات الاطار التنسيقي اليوم، الى قرارات تتماهى مع ما يطمح له مسؤول الملف الايراني العراقي ليسدل الستار على مفاوضات وجدل الاطار والصدر وتحسم مسألة تشكيل الحكومة بسرعة”.
واكد ان “قوى الاطار ستضع شروطا امام الصدر مقابل دخولها معه في حكومته القادمة، من بينها منح حقيبة وزارة الداخلية للشيعة حصرا الى جانب حفظ الاستحقاق الوزاري لمكوناته”.
وكان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، قد وصل اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة بغداد في زيارة غير معلنة.
وأجرى قاآني مؤخراً جولة مباحثات في العاصمة بغداد والنجف، لم يصل فيها لنتائج تفضي لتوافق شيعي بشأن تشكيل الحكومة.
وقال مصدر سياسي ، إن قاآني سيعقد اجتماعات مع القوى السياسية العراقية، لمناقشة ملف تشكيل الحكومة الجديدة، واخر نتائج المفاوضات بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري.
وتعثرت محاولات دخول أطراف من الإطار التنسيقي في حكومة أغلبية وطنية يتصدى لها مقتدى الصدر، بالاشتراك مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتحالف من تقدم برئاسة محمد الحلبوسي، وعزم برئاسة خميس الخنجر.
وهذا ما اكده الصدر، عندما افصح رفضه صراحة مشاركة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في حكومة الاغلبية الوطنية التي يسعى لتشكيلها.
وقال الصدر في كلمة متلفزة “دعوت هادي العامري وقيس الخزعلي وفالح الفياض للمشاركة في حكومة الأغلبية بشرط عدم مشاركة المالكي لكنهم رفضوا ذلك”، مُضِيفاً ، أن “قوى الإطار التنسيقي رهنت مشاركة المالكي بقدومها للحنّانة وقلنا لهم: براحتكم”.
وعلمت شفق نيوز أن الإطار التنسيقي الجامع لقوى شيعية، يحاول إقناع الصدر، بتكوين “حكومة تسوية”، في حال تعثر الدخول بكتلة شيعية موحدة تضم جميع الأطراف، وهذا المقترح يحظى بدعم أطراف إيرانية محددة.
إلا أن المباحثات الخاصة بين الصدر والإطار التنسيقي لم تصل لاتفاق محدد، بالإضافة إلى رفض الصدر محاولات الإطار إشراك نوري المالكي في التوليفة الحكومية الجديدة.