حرية – (30/1/2022)
تراوح مواقف الدول الأوروبية إزاء التصعيد العسكري الحالي حول أوكرانيا من الدعم المطلق لحكومة كييف، مرورا بتوخي الحذر، إلى توجيه انتقادات شديدة اللهجة إلى قيادة هذا البلد.
وفيما يلي أبرز مواقف الدول الأوروبية إزاء التصعيد الحالي حول أوكرانيا وخطر اللجوء إلى سيناريو عسكري فيه:
بريطانيا
تبنت بريطانيا منذ بداية التصعيد الحالي نهجا صارما بحق روسيا وشرعت بإرسال طائرات محملة بأسلحة فتاكة ومعدات عسكرية إلى كييف، بالإضافة إلى مستشارين عسكريين من المملكة المتحدة يعملون على تدريب عناصر الجيش الأوكراني.
وتحاول حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون إقناع الحلفاء الأوروبيين بتشديد سياساتهم أيضا إزاء روسيا، وطرحت خطة لمضاعفة تعداد القوات البريطانية في أوروبا الشرقية.
كما بدأت بريطانيا، مع الولايات المتحدة وكندا، بسحب طاقمهما الدبلوماسي غير الأساسي من كييف، ومن المتوقع أن تعلن يوم غد الاثنين عن تشديد عقوباتها ضد مؤسسات سياسية ومالية في روسيا.
فرنسا
خلافا عن بريطانيا، تتبع حكومة باريس نهجا يقضي بضرورة التركيز على الأساليب الدبلوماسية حصرا في خفض التوترات المتصاعدة حول أوكرانيا وفي أوروبا عموما، حيث دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى وضع “نظام جديد لأمن أوروبا” بالتنسيق مع حلف الناتو وروسيا.
وأعرب ماكرون عن عزمه الاستفادة من كافة الفرص الدبلوماسية المتاحة لخفض التصعيد حول أوكرانيا والحفاظ على أمن أوروبا، مبديا قناعته بأن جهود خفض التصعيد ينبغي أن تشمل توجيه تحذيرات حازمة إلى روسيا وتوسيع الحوار معها على حد سواء.
في الوقت نفسه، أعربت فرنسا عن استعدادها لنشر قوات إضافية في رومانيا على خلفية التصعيد الحالي.
ألمانيا
تخذت حكومة ألمانيا أيضا موقفا حذرا وترفض إمداد حكومة أوكرانيا بأسلحة فتاكة، على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل كييف والضغط من قبل دول أخرى مثل بريطانيا.
كما تصر ألمانيا، وفقا لتقارير إعلامية، على ضرورة أن تصدر الولايات المتحدة إعفاءات إلى شركات الطاقة الغربية من عقوبات قد تفرضها على مصارف روسية لمنعها من التعاملات بالدولار.
في الوقت نفسه، رفض المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس طلب روسيا بضمان وقف تمدد حلف الناتو شرقا، بينما هددت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك بأن برلين قد تفرض عقوبات على خط أنابيب “السيل الشمالي-2” في حال “غزو أوكرانيا من قبل روسيا”.
دول البلطيق
أعلنت إستونيا وليتوانيا ولاتفيا عن وقوفها بحزم إلى جانب أوكرانيا في التصعيد الحالي، وأبدت استعدادها لتقديم دعم عسكري وغير عسكري فورا إلى كييف في حال “الغزو الروسي”.
وخصوصا أعربت دول البلطيق عن نيتها إمداد الحكومة الأوكرانية بأسلحة فتاكة منها صواريخ “ستينغر” المضادة للجو وصواريخ “جافلين” المضادة للدروع.
بولندا
أكدت الحكومة البولندية أنها تلقت طلبا لتقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا وقد تلبيه في القريب العاجل، لكن دون نشر عسكرييها في أراضي هذا البلد.
ولم تكشف وارسو أي تفاصيل عن خططها في مجال تسليح كييف، مؤكدة أنها وضعت خطة لإجلاء دبلوماسييها من أوكرانيا وتستعد لاستضافة ما يصل إلى مليون لاجئ أوكراني في أراضيها في حال “التدخل الروسي”.
كرواتيا
في كرواتيا تسبب التصعيد الحالي حول أوكرانيا في اندلاع أزمة بين الرئيس زوران ميلانوفيتش ورئيس الوزراء أندريه بلينكوفيتش.
وأعلن ميلانوفيتش أن كرواتيا، في حال اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا، ستسحب عسكرييها من قوات الناتو، مشددا على أن أوكرانيا من أكثر الدول فسادا في العالم ولا يجوز انضمامها إلى الناتو.
بدوره، ندد بلينكوفيتش بتصريحات ميلانوفيتش هذه، مشددا على أنها “شنيعة” ولا تعكس موقف بلاده.
في المقابل، وصف رئيس الدولة رئيس الوزراء بأنه “عميل أوكرانيا”، ودعا كييف إلى استئناف التفاوض مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتيا في شمال شرقي أوكرانيا وعدم خوض مواجهة عسكرية ضد روسيا.
هنغاريا
أعلنت هنغاريا أن خياراتها لدعم كييف في التصعيد الحالي ستظل “محدودة جدا”، ما لم تغير كييف سياساتها القمعية بحق الأقليات القومية في أراضيها.
وفي الوقت نفسه، أعرب وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو عن اهتمام بلده بالحفاظ على “علاقات براغماتية مبنية على الاحترام المتبادل” مع روسيا، مشددا على الحوار مع موسكو لا بديل عنه.
وأكدت هنغاريا أنها تلقت طلبا من واشنطن لنشر قوات إضافية لحلف الناتو في أراضيا، مشددة على أنه “لا داعي” لنشر هذه القوات هناك.
بيلاروس
حذر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من محاولات جر أوكرانيا إلى نزاع عسكري جديد، متعهدا بإعادة هذا البلد إلى “الحضن السلافي”.
وشدد لوكاشينكو على أنه لا يعتزم إرسال قوات إلى أوكرانيا في حال اندلاع الحرب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بيلاروس ستقف إلى جانب روسيا إذا تعرضت هذا البلد لاعتداء.
تركيا
عرضت تركيا جهود الوساطة لتخفيف التوترات العسكرية المتصاعدة حول أوكرانيا، واقترحت عقد اجتماع لمجموعة مينسك الخاصة بشأن التسوية الأوكرانية في اسطنبول بمشاركة ممثلين عن روسيا والحكومة الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي الجانب المقابل من المحيط الأطلسي، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو عن خطة لزيادة مستوى التواجد العسكري لبلده في أوكرانيا بواقع 60 جندي، إضافة إلى 200 الموجودين هناك للتو، ثم إلى 400 جندي.
وطلبت روسيا رسميا من كندا توضيحات على خلفية تقارير مفادها أن قواتها المسلحة تدرب تشكيلات نازية جديدة في أوكرانيا ضمن إطار عملية Unifier.
أما الدور الأهم فيما يجري فيبقى للولايات المتحدة التي أعلنت تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 200 مليون دولار إلى كييف، وهددت روسيا مرارا بأنها ستدفع “ثمنا باهظا” وستواجه ردا “سريعا وجماعيا وقاسيا” من قبل الناتو في حال غزوها لأوكرانيا.