حرية – 12/2/2022
استنفرت دول العالم في الساعات الأخيرة لسحب دبلوماسييها ورعاياها من أوكرانيا مع ورود معلومات استخباراية عن غزو روسي وشيك للبلاد، توقع البيت الأبيض له أن يحصل خلال أسبوع أو حتى في اليومين المقبلين.
وفي المقابل، يلتزم المسؤولون الأوكرانيون ضبط النفس، ومعهم على ما يبدو المواطنون الأوكرانيون الذي يعيشون بحسب النائبة الأوكرانية ليزيا فازيلينكو، حالة طوارئ منذ 2014.
ونقلت فازيلينكو المشهد في كييف في حديث لـ “النهار العربي”، تابعته “حرية”، (12 شباط 2022)، حيث قالت إن الشعب الأوكراني تبنى استراتيجية “ابق هادئاً واستمر”، على رغم الحشود العسكرية على حدود أوكرانيا مع روسيا وبيلاروسيا وفي منطقة الدونباس.
وفي الأشهر الأخيرة، كثرت التساؤلات حول المخاوف من تحوّل موجة جديدة من العدوان الروسي إلى حرب شاملة. وصارت طبول الحرب أقوى في الساعات الاخيرة، فهل الأوكرانيون خائفون؟ وكيف يتفاعلون مع اللحظات الأخطر في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة؟
أوضحت فازيلينكو أن الأوكرانيين عاشوا في السنوات الثماني الأخيرة، بعد الغزو الروسي لشرق البلاد عام 2014، وهم يستعدون للأسوأ في أي لحظة. لذا لا شيء تغير في ظل التأقلم مع حالة الطوارئ.
وفي هذه المرحلة، لا هلع في شوارع كييف وغيرها من المناطق الأوكرانية، لا سيما أن روسيا لجأت مراراً إلى توجيه التهديدات وحشد القوات على الحدود الأوكرانية وتصعيد النزاع، ثم تراجعت. فاليوم، تأمل أوكرانيا بالأفضل، وتستعد للأسوأ في الوقت نفسه.
وهل أوكرانيا مستعدة لمواجهة غزو روسي؟، تقول فازيلينكو أن أوكرانيا أصبحت اليوم أكثر استعداداً للقتال مما كانت عليه عام 2014، عندما تفاجأت بالعدوان الروسي. وعزز الجيش الأوكراني قواته وجاهزيته، مضيفاً 300 ألف جندي احتياط على الأقل يتمتعون بخبرة في القتال. ومع ذلك، سيكون صمود أوكرانيا صعباً في حال شن هجوم شامل. لذا، على “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) دعم تطوير الجيش وتعزيز الحرس وترسيم الحدود، فضلاً عن تشييد البنى التحتية على طول الحدود مع روسيا وبيلاروسيا.
ولا بد من دمج أوكرانيا في التحالفات الدفاعية، لبناء شراكات دائمة قادرة على التصدي لأي عدوان روسي محتمل.
وتداولت تقارير إعلامية أخيراً معلومات عم أن الأوكرانيون لا يؤيدون القتال ضد روسيا فحسب، وإنما هم مستعدون للقتال ايضاً. وتحدثت معلومات عن تهافت على شراء الأسلحة.
تقول فازيلينكو إن بعض الأوكلاانيين قد يقومون بشراء أسلحة، لا سيما من يتمتع بخبرة في استخدامها، مثل الجنود السابقين والمتطوعين في كتائب شاركت في القتال عام 2014. ولكن في المقابل، سيختار كثيرون عدم انفاق أموالهم على أدوات لا يجيدون استخدامها.
تتلقى أوكرانيا حجماً هائلاً من الدعم، لا سيما في المجالات العسكرية والدفاعية والتكنولوجية، إلا أن العدوان الروسي يتخذ حالياً أشكالاً وأحجاماً مختلفة. ولا يقتصر على المجال العسكري، إنما يستهدف مصادر الطاقة أيضاً، وهو عدوان ثقافي ومعلوماتي. لذا تحتاج كييف إلى الدعم في هذه المجالات جميعها. وإلى جانب العقوبات المفروضة على روسيا، يقع على عاتق الغرب والحلفاء توفير حوافز لروسيا والاستثمار في اقتصادها.
“النهار العربي”