حرية – (12/3/2022)
بعد تلويح روسيا بالرد بورقة التأميم ردًّا على العقوبات الغربية بسبب حربها على أوكرانيا، تعد عمليات التأميم الضخمة ليست شائعة؛ حيث يستهدف التأميم مالًا معينًا أو نشاطًا محددًا، ليصبح مشروعًا مملوكًا للمجموعة، التي يمكن أن تمثلها الدولة، وذلك بقصد استعمالها الحالي أو المستقبلي لتحقيق مصلحة المجتمع بأكمله.
ويعد التأميم “سلاحًا روسيًّا قديمًا”؛ حيث تخطط موسكو لتأميم أصول الشركات الغربية مثل “أبل” و”مايكروسوفت”، “تويوتا” و”ماكدونالدز” بعد مغادرتها البلاد على وقع الحرب الدائرة مع جارتها أوكرانيا.
وفيما يلي أكبر 10 عمليات تأميم في التاريخ.
1- قناة السويس
اتخذ الرئيس جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس ظهر يوم السبت 21 يوليو 1956، ردًّا على قرار البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا بسحب تمويلهم لبناء السد العالي.
وأصدر جمال عبد الناصر قرار تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة على إدارتها.
2- شركة النفط الأنجلو إيرانية
تأسست الشركة عام 1908 تحت اسم شركة النفط الأنجلو فارسية بعد اكتشاف كميات كبيرة من النفط في “مسجد سليمان” في إيران، وتم تغيير الاسم إلى شركة النفط الأنجلو إيرانية عام 1935.
وفي عام 1951 قام رئيس الوزراء محمد مصدق بتأميم الشركة.
3- شركة “واي بي إف” للطاقة في الأرجنتين
في عام 2012 قامت الأرجنتين بتأميم شركة الطاقة “واي بي إف” التي تملك شركة “ريبسول” الإسبانية حصة أغلبية فيها.
وتم إعلان تأميم شركة “واي بي إف” خلال اجتماع ضم الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، والحكومة وحكام الأقاليم.
وكانت شركة “واي بي إف” تمثل أكثر من ربع الأرباح التشغيلية لـ”ريبسول”، و21% في صافي أرباحها، و33.7% من استثماراتها عند عملية التأميم.
4- بنك الأنجلو أيرلندي
أدى الجدل حول القروض المخفية في ديسمبر 2008 داخل بنك “الأنجلو أيرلندي” إلى استقالة 3 من المديرين التنفيذيين، بما في ذلك الرئيس التنفيذي سيان فيتز باتريك.
وجرى التحقيق مع “الدائرة الذهبية” الغامضة المكونة من 10 رجال أعمال بشأن الأسهم التي اشتروها في البنك في عام 2008.
في 20 يناير 2009، قرَّرت الحكومة الأيرلندية أن إعادة الرسملة لن تكون كافية لإنقاذ البنك ليتم بعدها تأميمه.
5- الصناعات الأساسية في باكستان
في 2 يناير 1972، أعلن الوزير الأول في باكستان ذو الفقار علي بوتو تأميم كل الصناعات الأساسية بما فيها صناعة الحديد والصلب والأعمال الهندسية والكهربائية والبيتروكيميائية الكبيرة والأسمنت والخدمات العمومية باستثناء صناعة الألبسة والأراضي.
أطلق بوتو، بعد حرب عام 1971 برنامجًا سياسيًّا سُمِّي برنامج التأميم.
خضعت جميع الصناعات الرئيسية المُحررة بموجب هذا البرنامج لإدارة حكومية صارمة حيث دُمجت معظم الصناعات.
توسع القطاع العام والحكومي بشكل كبير في ظل 5 سنوات من حكومته، ونما الاستثمار الحكومي كل عام ودعم كافة الصناعات.
نفذ بوتو مستوى عاليًا من الإصلاحات الاقتصادية اليسارية والقومية لرفع الإيرادات الاقتصادية للقطاع الحكومي مع كبح سيطرة القطاع الخاص.
6- المحروقات في الجزائر
في 24 فبراير1971، أعلن الرئيس الجزائري هواري بومدين، للمسئولين النقابيين في الاتحاد العام للعمال الجزائريين قراره بتأميم صناعة المحروقات.
هذا التأميم من قبل الدولة الجزائرية للبنية التحتية للنقل والإنتاج، وكذلك على 51% من أصول شركات النفط الفرنسية أدى في ذلك الوقت إلى قلب ميزان القوى بين المستعمر الفرنسي السابق والبلاد.
ومن خلال تأميم النفط والغاز في الصحراء، تمكن الجزائريون من الوصول إلى الموارد التي يمكن وضعها في خدمة مشاريع التنمية في البلاد.
7- بنك “باركليز” في السودان
تأسس بنك الخرطوم في عام 1913 من قبل النظام الإنجليزي.
وفي عام 1925، تم تغيير اسمه إلى بنك باركليز أوفرسيز، قبل أن تعاد تسميته إلى بنك باركليز في عام 1954.
في عام 1970، تم تأميم بنك باركليز ليصبح بنك الخرطوم، وتم ذلك من قبل الحكومة السودانية، وخلال الفترة 1982-2002 قاد البنك جهود تدعيم القطاع المصرفي من خلال اندماج العديد من البنوك المحلية والإقليمية في بنك الخرطوم.
8- نفط العراق تأميم النفط في العراق
في 1972 من قبل الحكومة البعثية، وكان بداية لنهاية سيطرة الاحتكارات النفطية للشركات الأجنبية.
وكان قرار التأميم يعد أحد التدابير السياسية والاقتصادية المهمة للغاية من حيث السياق الزمني؛ فهو يأتي بعد حوالي 20 سنة على إسقاط حكومة مصدق في إيران 1952، مما خلق وضعًا فريدًا لصالح الشركات النفطية التي صورت الموقف الناشئ على أساس أنه يمثل معاقبة واضحة لكل من يحاول الإقدام على انتهاج سياسة من شأنها مواجهتها في المنطقة.
جاء التأميم في العراق ضمن ظروف وطنية وقومية ودولية كانت تتطلب إعادة الثقة للشعوب وتأكيد قدرتها على التصدي الحازم للشركات الأجنبية وركائزها المتقدمة التي تتمثل باحتكاراتها النفطية.
9- صناعة الأسمنت في فنزويلا
في أبريل عام 2008 أعلن الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز تأميمًا فوريًّا لصناعة الأسمنت في البلاد، في تحرك شمل شركة “سيميكس” المكسيكية بعد عام من إطلاقه حملة تأميم.
وطالب تشافيز، في خطاب تلفزيوني حكومته بالبدء على الفور في اتخاذ “كافة الإجراءات القانونية لتأميم كل صناعة الأسمنت في البلاد في الأجل القصير بعد أن اتهم السكان الشركة بتلويث البيئة.
10- صناعة أمن المطارات الأمريكية
أممت الولايات المتحدة صناعة أمن المطارات التي يديرها القطاع الخاص، وذلك في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 لتقع تحت سيطرة إدارة سلامة النقل.
وتم إنشاء إدارة أمن النقل لتعزيز الأمن في المطارات والطائرات.
جاء ذلك في أعقاب الهجوم الذي يعد أحد أكثر الأحداث درامية ورعبًا في القرن الحادي والعشرين ليس فقط بالنسبة الأمريكيين ولكن بالنسبة للعالم برمته.