حرية – (14/3/2022)
عادت عائلة أرجنتينية من رحلة استمرت 22 عامًا، أمس الأحد، واستقبلها سكان الأرجنتين بحفاوة بالغة، وكأنهم قدموا منتصرين من معركة طويلة أنها رحلة العُمر بالنسبة لهم، حيث سافرت عائلة هيرمان وكانديلاريا خمس قارات في مغامرة بدأت في عام 2000، رزقوا خلالها أربعة أطفال أصبحوا الآن مراهقين. وقادت عائلة هيرمان وكانديلاريا سيارتهما مع أطفالهما مسافة 362 ألف كيلو متر، حيث وصُفت رحلة العائلة بالرحلة المجنونة.
عائلة أرجنتينية تعود لوطنها
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للاستقبال الرائع والحفاوة البالغة الذي لقيته عائلة هيرمان، عند عودتهم لبلدهم الأم الأرجنتين، بعد غياب دام 22 عامًا، وبثت وكالة الأنباء الفرنسية “أ.ف.ب” مقطع فيديو للحفاوة البالغة التي لقيتها العائلة عند عودتها من رحلتها عبر العالم.
كما انتشرت صور لرحلة عائلة هيرمان، التي عادت أمس الأحد، حيث اختتمت العائلة الأرجنتينية رحلتها في بوينس آيرس، وبذلك تنتهي رحلة سفر نادرة، وُصفت بالمجنونة، قامت بها العائلة مستقلة السيارة، الغريب أن الرحلة كان من المفترض أن تستمر 6 أشهر فقط، لكنها استمرت 22 عامًا.
زارت عائلة هيرمان في رحلتها الممتدة 102 دولة، ورزق خلالها الزوجان هيرمان زاب وكانديلاريا بـ4 أولاد، قائلين أن الرحلة انتهت بها إلى مقولة واحدة “البشرية رائعة”.
رحلة عائلة زاب
كان المقر قبل الأخير لرحلة عائلة زاب مدينة “جواليجوايتشو” الواقعة شمال غرب بوينس آيرس، والتي تبعد بضع ساعات و230 كيلومترًا عن محطة العائلة الأخيرة لحلم عائلة زاب.
لم تكن الرحلة عادية بالنسبة لعائلة زاب، وذلك ما كشفه هيرمان قائلًا: ” كل شيء كان أجمل مما تخيلنا.. وهذا الأهم بالنسبة لنا”.
عندما انطلقت عائلة زاب في رحلتها كان هيرمان يبلغ من العمر 31 عامًا، أما كانديلاريا فكان عمرها 29 عامًا، لم يكن الزوجان يعانيان من الأمور المادية، فقد كانا يملكان منزلًا في ضواحي بوينس آيرس، ويرغبان في إنجاب الأطفال، لكن حلمهما القيام بمغامرة حول العالم.
السيارة الأثرية
أراد الزوجان هيرمان وكانديلاريا تحقيق حلمهما القديم بالقيام برحلة برية في السيارة لمدة ستة أشهر من الأرجنتين إلى ألاسكا، وهنا بدأت المغامرة. لم يكن الزوجان يملكان في بداية رحلتهما غير 4 آلاف دولار، وعرض عليهما أحد الأشخاص سيارة قديمة للبيع من طراز “جراهام-بيج” من طراز 1928، ذات إطارات مغلّفة بالخشب، الغريب أن السيارة كان بالكاد قادرة على السير، أنها لا تصلح لرحلة ومغامرة حول العالم، لكن الزوجين أعجبا بالسيارة، وكان القرار أن تصبح السيارة القديمة رفيقهما في الرحلة.
وكانت الفكرة الثانية عبارة عن ملصق يتم وضعه على السيارة الأثرية اليس قررا أن تجوب بهم العالم، وكتبت عائلة زاب علي ملصق وُضع بالسيارة “عائلة تجول العالم”.
وأصبحت السيارة الأثرية القديمة “جراهام-بيج” نجمة الرحلة، وبلغ عدد الدول التي سافرت إليها السيارة 102، حيث اجتازت 362 ألف كيلومتر، بالرغم من أن السيارة لم تكن تسير إلا بضع ساعات في كل محطة، وليس بشكل يومي، بسبب حالتها وقدمها.
لم تكن سيارة “جرهام- بيج” بها أفضل المقاعد، أو حتى أفضل ممتصات الصدمات، وليس بها تكييف، لكنها كانت تجذب أنظار الناس إلى الزوجين في رحلتهما الغريبة، وشكلت مصدر فرحة، فكل من كان يري عائلة زاب في هذه السيارة، كان يمد لهما يد العون. بحسب وكالة فرانس برس.
المنزل المتنقل
قام هيرمان بعمل بعض التغييرات على السيارة منذ الكيلومترات الأولى للرحلة، التي كانت يوم انطلاق الرحلة في 25 يناير 2000، قبل أن تتعطّل للمرة الأولى، فاضطرت العائلة إلى إصلاحها، ثم أجرت تغييرًا كبيرًا فيها، وتكبير حجمها بإضافة 40 سنتمترًا إليها نظرً لكبر لزيادة عدد العائلة، وأصبحت تضم بامبا، 19 عامًا حاليًا حيث ولدت في الولايات المتحدة، أما تيهيو، 16 عامًا، فولد خلال إحدى الزيارات إلى الأرجنتين، وبالوما، 14 عامًا، وُلدت في كندا، والابي، 12 عامًا، فولد في أستراليا، بالإضافة إلى تيمون الكلب، وهاكونا القطة.
تحولت السيارة لمنزل متنقل لعائلة زاب، فأصبحت المسكن الرئيسي للعائلة، وكان الأطفال ينامون داخل خيمة على سطحها بينما ينام الأهل في الداخل، وتغطى السيارة بأكملها بالقماش حفاظًا على الخصوصية.
لكن الواقع يقول إن عائلة “زاب” كانت تنام في الغالب لدى سكان المناطق التي تزورها، حيث استضافتهم أكثر من 2000 عائلة في العالم، حسبما ذكر هيرمان.
وهنا قال هيرمان:” لم نكن يومًا نتخيل أن الناس في العالم يمكن أن يكونوا بهذا اللطف، إن البشرية التي ننتمي إليها رائعة”، مضيفًا أنّ الكثير ساعدوهم لأنهم أرادوا أن يكونوا جزءًا من حلم.
أما عن صعوبات الرحلة فلم تكن الرحلة مثالية دائمًا، حيث واجهت العائلة صعوبات كبيرة بعدما شهدوا نزاعات وأزمات، وأنفلونزا الطيور في آسيا، والإيبولا في أفريقيا، وحمى الضنك في أمريكا الوسطى، وأصيب هيرمان بالملاريا.