حرية – (5/4/2022)
قالت مجلة Newsweek الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الإثنين 4 أبريل/نيسان 2022، إن سيدة مريضة لجأت إلى مقاضاة أطباء التخدير الذين كانوا مسؤولين عن حالتها عندما ظلت مستيقظة وتعاني من العذاب الطويل الناتج عن شعورها التام بمشرط الجراح في أثناء خضوعها لعملية فتاق، وذلك في مدينة دنفر بولاية كولورادو.
حيث أُعطيت ستايسي جوستافسون الأدوية التي أدت إلى جعلها عاجزة تماماً عن الحركة، لكنها لم تحصل على أي مسكن للألم، ولا على أي دواء كي يُققدها وعيها، وذلك على مدى 35 دقيقة بعد أن بدأت العملية الجراحية بالفعل، وفقاً لزعمها.
صدمة لمريضة أمريكية بسبب ألم الجراحة
في حين أخبرت ستايسي، وهي أم لطفل واحد، بأنها دخلت إثر ذلك في صدمة بسبب ما حدث، لدرجة أنها اتخذت قراراً بألا تنجب مرة أخرى؛ خشية أن ينتهي بها الحال في غرفة عمليات إذا احتاجت إلى عملية ولادة قيصرية.
فيما قارنت ستايسي الموقف الذي مرت به، بأفلام الرعب أو التعذيب؛ نظراً إلى أنها كانت عاجزة عن الحركة أو الصراخ كي توقف الطبيب الجراح عن إعمال مشرطه في جسدها.
تقول إنها تعاني الآن من اضطراب ما بعد الصدمة، أو ما يعرف طبياً باضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD)، وإنها كذلك تعاني من المرور بومضات من الماضي لتجربتها الأليمة بطريقةٍ تعيقها عن أداء أنشطتها اليومية.
من ناحية أخرى اطلعت مجلة Newsweek على السجلات الطبية الخاصة بستايسي، والتي تُظهر على ما يبدو، اكتشافهم أن حقن البروبوفول الوريدي (وهو دواء قصير المفعول يؤدي إلى انخفاض مستوى الوعي وضعف ذاكرة الأحداث التي مر بها الشخص في أثناء سريان تأثير الدواء) لم يكن متصلاً بالوريد أثناء العملية الجراحية التي أُجريت بمركز روز الطبي في مدينة دنفر بولاية كولورادو في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
ارتكاب جريمة الإهمال
لكن شركة U.S. Anesthesia Partners of Colorado، التي وظفت زوجاً من اختصاصيي التخدير كانا مسؤولين عن تخدير ستايسي، تنكر ارتكابهم الإهمال وتدافع عن موظفيها في المحكمة، وسوف “تدافع في هذه القضية بكل قوة”، وفقاً للشركة.
كانت المرأة البالغة من العمر 34 عاماً، على وشك البكاء عدة مرات عندما أبلغت المجلة قائلة: “لقد كان محض ظلام تام. لم أستطع التحرك ولم أستطع التحدث. لقد كنت مشلولة في الأساس، وأستلقي على طاولة العمليات. شعرت بألم حاد للغاية في بطني، كما لو أنني كنت أُقطَّع. كنت قادرة على الاستماع إلى الطبيب، والجراح، وكان الصوت أشبه بإعطاء تعليمات إلى شخص ما. استطعت الشعور بكل شيء. والطريقة الوحيدة التي أستطيع أن أفكر فيها لوصفه، هو أنه شعور يشبه كما لو أن أجزائي الداخلية تتمزق”.
بدلاً من حقن البروبوفول في وريدها مباشرة، كانت المادة تُضَخُّ على سريرها مباشرة -حتى إن وسادتها تشبعت بها- بينما ظلت هي واعية تماماً بما يدور حولها وفي غضون ذلك، نجح الدواء الآخر الذي أعطاه لها أطباء التخدير في إعاقة ستايسي عن الحركة، ولذلك كانت عاجزة عن الإشارة لطلب المساعدة.
حركة مقصودة للرأس
بدأت العملية في الساعة الثانية و20 دقيقة بعد الظهيرة، ولكن في نحو الساعة الثانية و42 دقيقة، أظهرت السجلات الطبية لستايسي أن طاقم العمليات لاحظوا “حركة مقصودة برأسها” ورفعوا الشريط عن عينيها ليفحصوها. لكنهم لم يروا أي إشارات على الوعي، فأعطوها ببساطةٍ مادة مخدرة عن طريق الاستنشاق وأكملوا العملية لـ13 دقيقة أخرى.
لكن في نهاية المطاف لاحظ طاقم العمليات أن أنبوب الحقن الوريدي كان يتسرب على الوسادة، وحينها فقط فقدت وعيها أخيراً.
تذكر الملاحظات الطبية: “كانت وسادة [المريضة] في الساعة الثانية و55 دقيقة بعد الظهيرة مبللة، واكتُشف أن البروبوفول لم يكن متصلاً. فجرى توصيل أنبوب البروبوفول… [أخبرت المريضة طاقم العمليات بعد الجراحة] بأنها تتذكر الألم وعلمت أن شيئاً ما لم يكن على ما يرام”.
في حين ورد بالوثائق القانونية التي قُدمت نيابة عنها، أن ستايسي “كانت واعية تماماً بما يحدث لها ومن حولها، واستطاعت أن تشعر بكل شيء يخضع له جسدها في العملية. [ستايسي] استطاعت الشعور بعمل الجرَّاح في بطنها وعانت من ألم طاحن بدون أي شيء ليبطله… تحملت ستايسي نحو 35 دقيقة من عملية الفتاق، وكانت واعية تماماً وعاجزة عن التواصل”.
من جانبها تزعم محامية ستايسي، جينيفر كيل، من شركة Thomas, Keel & Laird LLC للمحاماة، أن الشهادات التي حصلت عليها من المدعى عليهم تكشف أنهم لم يبلغوا الجراح بأن يوقف العملية عند أي مرحلة، حتى عندما كانوا قلقين من أنها ربما تكون واعية ومستيقظة.
فيما تقاضي ستايسي شركة U.S. Anesthesia Partners of Colorado واثنين من موظفيها: وهما طبيب التخدير جريجوري جيمس جولدنهيرش وممرضة التخدير المعتمدة كاثرين بالومينو. وتزعم أن الآلام التي عانت منها وحالة اليقظة التي كانت تمر بها أثناء العملية، كانت نتيجة الإهمال.