حرية – (10/5/2022)
أدانت محكمة هندية رجلاً بتهمة الاحتيال بعد أن تظاهر بأنه الابن الوحيد لزوجين ثريين مدة 41 عاماً، بحسب ما قالته صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 8 أبريل/نيسان 2022.
المحكمة قالت إنها استندت في حكمها إلى ما رسخ في قناعتها من أن “سار داياناند غوساي”، البالغ من العمر الآن 62 عاماً، ظهر في حياة كامشوار سينغ وزوجته رامساخي سينغ في مقاطعة نالاندا عام 1981، وادَّعى أنه ابنهما المراهق كانهاي، الذي كان قد اختفى قبل 4 سنوات.
من جانبه، قال محامي عائلة سينغ إن رب الأسرة كامشوار سينغ وقع تحت تأثير حزنه الشديد على فقدان ابنه في ذلك الوقت، وضمَّ غوساي إلى الأسرة على الرغم من اعتراض زوجته وبناته الخمس.
يروي رام رافي براكاش، وهو صحفي محلي يعرف العائلة ويعيش قريباً منها، أن الأسرة “أطلعت جوساي على ألبومات عائلته، ولم يستطع معرفة أي شخص. ثم جعلوه يلتقي معلميه السابقين، وعجز أيضاً عن تسميتهم. وسألوه عن مناسبات مألوفة للعائلة، وما يحب وما يكره، إلا أنه لم يكن على علم بأي من ذلك”.
مع ذلك، فقد انقسمت الأسرة، لأن الأب رفض التزحزح عن موقفه، وسانده أقاربه، الذين أصروا على أن غوساي هو الابن الحقيقي، ومن ثم سُمح له بالعيش في منزل العائلة الكبير الممتد على مساحة 50 فداناً.
إلا أن الزوجة رامساخي سينغ ذهبت في وقت لاحق من العام نفسه، إلى المحكمة، مطالبةً بإنكار نسب غوساي للعائلة، واستمرت القضية عقوداً، حتى إن راغيش كومار، محامي الأم، يقول: “مات بعض القضاة، ونُقل آخرون، وتُوفي شهود، وحلَّت الجائحة، ولم تحل القضية”.
مرت السنوات، وتزوجت بنات سينغ الخمس وغادرن منزل الوالدين. وتزوج غوساي أيضاً وأنجب طفلين. وتُوفي الوالد كامشوار سينغ في عام 1990، وماتت الوالدة رامساخي بعده بخمس سنوات. ويقول كومار، إنها “حتى وهي تحتضر، كانت تقول إن هذا الكذاب ليس ابنها”.
كيف عادت القضية؟
بدأ غوساي في بيع الأرض وممتلكات الأسرة، فقررت الابنة الكبرى، فيديا سينغ، استئناف القضية التي أغلقت الشرطة التحقيقات فيها بوفاة والدتها. ومع ذلك، فقد استغرق السماح لها بأن تصبح المدعية في القضية سنواتٍ من المحكمة.
وأخيراً اكتملت الأدلة ضد غوساي، فقد رفض في عام 2019، إجراء اختبار الحمض النووي على الرغم من أوامر المحكمة بذلك، ثم اكتشفت الشرطة هويته الحقيقية وتبيَّن أنه طمع في الاحتيال على الأسرة بعد سماعه باختفاء الابن ومعرفته أن الأب من أغنى الأعيان في المنطقة.
حكمت المحكمة أخيراً بإدانة غوساي بالاحتيال هذا الأسبوع، لكنه أبى إلا الاستمرار في محاولة التحايل على المحكمة، وأصدر “شهادة وفاة” لدياناند غوساي؛ لإثبات أنه لا يمكن أن يكون هو نفسه، وأنه حقاً الابن الحقيقي المفقود، غير أن شهادة الوفاة تبيَّن أنها مزورة.
تنفس أفراد الأسرة الصعداء بعد حكم المحكمة، وقال كومار سينغ، زوج الابنة فيديا، عند سماع الحكم: “كل ما قالته لي هو أنها تمنَّت لو أن والدتها كانت على قيد الحياة لتشهد انتصار الحقيقة في النهاية”.