حرية – (13/4/2022)
في جلسات علاج صادمة، يجري مسن يمني في مركز لعلاج آلام الظهر في صنعاء، تدريبات قاسية للمصابين على طريقة إصلاح السيارات بعد رفعها.
وتداول ناشطون يمنيون على نطاق واسع مقطع مصور، يظهر فيه معالج شعبي وهو يرفع رجلًا مصفد القدمين يشكو من آلام بالظهر بطريقة مرعبة، عبر آلة حديدية تجعل رأسه موجه نحو الأرض.
ووصف الناشطون طريقة العلاج بأنها “ورشة لإصلاح آلام الظهر والعمود الفقري”، فيما تندر آخرون بأنه “علاج شعبي بدائي لشد الرقبة والظهر وإعادة تقويم فقرات العمود الفقري”.
الفيديو يعود للمعالج الشعبي اليمني حسين الفائق، مالك مركز لعلاج آلام الظهر والعمود الفقري في شارع تعز بالعاصمة صنعاء الخاضعة لميليشيا الحوثي الإرهابية، حيث يجري هناك العلاج الطبيعي عبر جلسات تدريبية قاسية للمصابين.
وتجري تلك الجلسات على جهاز تقني يشبه الرافعة الهيدروليكية المستخدمة لفحص أعطال السيارات، حيث تم تثبيتها على السقف ثم يتم ربط قدما المريض، قبل رفعهما ببطء لأعلى، يكون فيه رأس المريض لأسفل، فيما يتفحص المعالج مواضع الألم عبر أصابع يده.
وفيما يجري المريض تمارين خفيفة بواسطة قطعة حديدية تشبه “البار” من أجل التخلص من تشنجاته العضلية، يضغط المعالج على مواطن الألم، في محاولة لإعادة الفقرات إلى مكانها.
وأشعل الفيديو جدلًا واسعًا بين اليمنيين، الذين اعتبروها “جلسات تعذيب ومشاهد رعب لا تنتمي إلى العلاج”، فيما اعتبرها آخرون “طريقة بدائية لتسكين آلام وتأهيل الفقرات تغني عن الأدوية والمسكنات وتحاليل الأشعة المقطعية باهظة التكلفة”.
ونفى المعالج الشعبي حسين الفائق وجود أي مخاطر لعلاج العمود الفقري في عملية الشد البدائية، كون المصاب يخضع للتدريب وليس لعملية جراحية تعرض فقراته أو أي جزء من الجسم للخطر.
وأكد الفائق، بحسب”العين الإخبارية”، تعافي آلاف الأشخاص الذين عانوا من آلام في الظهر والعمود الفقري، وأنه مستعد لشرح خطوات العلاج لأي شخص يزوره في مقره الكائن في شارع تعز خلف المركز العزاني في صنعاء.
طريقة غير علمية وقانونية
وكان ناشطون يمنيون انتقدوا المعالجين الشعبين، الذين يبالغون بقدراتهم في علاج بعض الأمراض، وأن ذلك ناتج عن قصور في الرقابة الصحية، قائلين إنهم “يستغلوا غياب الأنظمة والقانون، خاصةً في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، التي فجرت حربًا وهدمت النظام الصحي”.
وكتب أحدهم عبر “فيسبوك”، تعليقًا على الفيديو أن “الدجالين في اليمن كثيرون تحت يافطة العلاج الطبيعي، واستغلوا الحرب الحوثية للنصب على المرضى الذين يقبلوا العلاج عند أشخاص بدون أي مؤهلات أو خبرة أو دليل علمي”.
ووصف آخر طريقة العلاج بأنها “مسلخ وليست علاج ومخاطر هذه الطريقة أكثر من فائدتها”.
فيما حث ناشط يمني يدعى “عبدالسلام السعدي” على “فيسبوك”، المرضى بزيارة مراكز متطورة تملك أجهزة حديثة خاصة “بشد للظهر وللرقبة وهي عبارة عن سرير يشد جسمك وأنت ممدد على ظهرك”.
وأردف: “طريقة المعالج حسين الفائق تعد بدائية تنزل دم الجسم إلى الدماغ وتسبب الصداع”عقب إكمال جلسات العلاج”.
لكن البعض اعتبرها إحدى الطرق التقليدية ذات التكاليف القليلة لعلاج الفراغ الحاصل في عصب الظهر، وليس علاج الفقرات أو الديسك، مشيرين أن العلاج بالطب الشعبي أسلوب علاجي قديم لا يزال رائجًا في كثير من المناطق اليمنية النائية.