حرية – (25/4/2022)
اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية، يوم الاثنين، ان احتمال اخراج الحرس الثوري الايراني من لائحة الارهاب الامريكية، سيكون مدمرا لفرص بقاء الاقلية المسيحية في العراق، والتي قد تتعرض لنهايتها مثلما جرى مع يهود العراق من قبل.
واشار التقرير الاسرائيلي الى ان عراق ما بعد العام 2003 يمثل دليلا حيا على ان حكم حكومة شيعية لن يؤدي الى تحسين حياة المسيحيين في بلاد ما بين النهرين الذين سبق لهم ان اصيبوا بصدمات في ظل نفوذ تنظيم القاعدة، حيث تراجع عدد مسيحيي العراق من 1.25 مليون الى اقل من 275 الف شخص خلال العقدين الماضيين.
ولفت الى ان بغداد التي تخضع لسلطة الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران منذ سقوط صدام حسين، خسرت معظم سكانها المسيحيين، حيث انه من اصل مئات الآلاف من المسيحيين الذين عاشوا في بغداد قبل العام 2003 ، لم يتبق هناك اليوم سوى مئات منهم.
وبرغم ان التقرير اشار الى ان المسيحيين نالوا نصيبهم من القهر والمعاناة خلال عهد صدام حسين وحتى في ظل الحكم الملكي من قبله، الا انه اعتبر ان قوة الجماعات المسلحة التي ليس بإمكان الدولة السيطرة عليها، تهدد الان وجود المسيحيين في العراق.
وتابع التقرير ان الحكومة العراقية اصدرت تشريعات جديدة في عامي 2014 و2015، لوقف مصادرة الممتلكات المسيحية من جانب الميليشيات في مناطق مثل بغداد والبصرة ونينوى، الا ان هذه القوانين ليس ممكنا ان تنفذ بشكل سليم، بسبب قوة الميليشيات والاحزاب السياسية المسلحة.
واضاف ان الميليشيات المقربة من ايران ظهرت بعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، كقوة مهيمنة، مشيرا الى ان تراجع عدد المسيحيين في العراق يعني انه من الممكن ان يتكرر مصير يهود العراق مع المسيحيين هذه المرة.
وذكر التقرير انه “كلما كانت الدولة أضعف، كانت الميليشيات اكثر قوة”، موضحا انه برغم عدم وجود قوانين ضد وجود المسيحيين في العراق، كالتي كانت موجودة بالنسبة الى اليهود بعد العام 1948، غير ان “المسيحيين يعانون من اضطهاد وتهديد الميليشيات القوية المدعومة من ايران”.
ولهذا، يعتبر التقرير ان نية ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن لإزالة اسم الحرس الثوري من لائحة الارهاب، “يمكن أن يكون لها تأثيراً مدمراً على باقي المسيحيين في العراق”.
وبين ان الحرس الثوري سيجد ان تمويل وتجهيز وكلائه في العراق، سهلاً بكلفته، مذكرّا بأنه عندما جرى التضييق على ايران ماليا من قبل، قام قائد قوة القدس اسماعيل قااني بتوزيع الفستق والخواتم ذات مرة.
وبعدما اشار التقرير الى ان رفع اسم الحرس الثوري من لائحة الارهاب، سيكون بمثابة سابقة، ذكر التقرير بأن الزعيم الصدري مقتدى الصدر تعهد بعد فوزه في الانتخابات، بـ”وضع حد للانتهاكات على حقوق الملكية للمسيحيين”، الا ان التقرير لفت الى انه لم يتم استرجاع سوى جزء محدود من ممتلكات المسيحيين من خلال الاعتماد على العلاقات الشخصية، حيث ان الممتلكات التي جرى اعادتها، كانت مصادرة من جانب مجموعات مسلحة تابعة للصدر.
وختم التقرير بالقول انه برغم كل الضمانات المقدمة للمسيحيين من جانب الحكومة العراقية، الا ان غالبيتهم يفكرون في كيفية مغادرة البلد، موضحا ان “الخوف من الاضطهاد والحياة في ظل التهديدات وعدم المساواة وشح الفرص، تشكل الظروف التي تدفع معظم عائلات المسيحيين الى تحين الفرصة لمغادرة العراق”.