حرية – (28/4/2022)
الأخت أندريه كفيفة حالياً وتتنقل بواسطة كرسي متحرك
الأخت أندريه في دار رعاية جنوب فرنسا
قالت الراهبة الفرنسية الأخت أندريه (لوسيل راندون) التي يُعتقد أنها أصبحت هذا الأسبوع أكبر معمّرة على قيد الحياة في العالم بعد بلوغها 117 سنة، إنها تطمح الآن إلى أن تحطم الرقم القياسي لأكبر شخص عمّر على الإطلاق، واعتبرت في تصريحات أدلت بها أن العمل والاعتناء بالآخرين أبقياها حيوية مدة طويلة.
كفيفة
وفي إحدى غرف دار المسنين التي تعيش فيها الأخت أندريه والواقعة في مدينة تولون على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، قالت الراهبة الكاثوليكية للصحافيين إن “الناس يرددون أن العمل يؤدي إلى وفاة الإنسان، لكنه أسهم في إبقائي على قيد الحياة، إذ استمررت في العمل حتى بلوغي أعوامي الـ108”.
وكانت الأخت أندريه الكفيفة حالياً، التي تتنقل بواسطة كرسي متحرك، تقدم الرعاية لكبار السن الأصغر منها بكثير، وقالت، “ينبغي على الناس أن يساعدوا ويحبوا بعضهم بعضاً بدلاً من أن يكنّوا بالكراهية. وستكون الأمور أفضل بكثير في حال نشرنا المحبة ولجأنا إلى المساعدة”.
خدمة الآخرين
وكل صباح، تساعد الراهبة تيريز البالغة نحو 89 سنة الأخت أندريه للوصول إلى الكنيسة الصغيرة الموجودة داخل دار المسنين للمشاركة في القداس، وأشارت الراهبة تيريز إلى أن “مهمة الأخت أندريه كانت تتمثل في خدمة الآخرين”، معتبرة أن “إيمانها العميق يساعدها” على الاستمرار.
وبعدما اكتفت الأخت أندريه طويلاً بلقب عميدة سنّ الأوروبيين، أصبحت اليوم أكبر شخص في العالم بعدما توفيت اليابانية كاني تاناكا عن 119 سنة.
نموذج مثالي
وتوجه رئيس بلدية تولون أوبير فالكو للأخت أندريه بالقول إنها “تمثل فخراً ونموذجاً مثالياً للعالم كله”.
وولدت لوسيل راندون عام 1904 في “أليس” جنوب فرنسا، وتمضي أيامها في الصلاة وتناول الوجبات واستقبال مقدمي الرعاية والعاملين في دار المسنين، بالإضافة إلى تلقيها رسائل باستمرار غالباً ما تردّ عليها كلها، ونجت، العام الماضي، بعدما أُصيبت بفيروس كورونا وأصبحت تمثل رمزاً للأمل لدى كثيرين في العالم، لكنها رفضت طلبات بتوفير خصلات شعرها أو إعطاء عينات من حمضها النووي للأغراض تتعلق بالأبحاث العلمية.
أكبر معمرة
وفي وقت تعبر عن “فخر” بكونها أكبر معمرة في العالم، قالت الأخت أندريه مجدداً إن “الشيخوخة لا تمثل أمراً ممتعاً لأنني كنت أهتم بالآخرين وأجعل الصغار يرقصون، أما اليوم فلم أعد أتمكن من إجراء أي نشاط”.
وعلى الرغم من ذلك، أمام الأخت أندريه مهمة تحطيم الرقم القياسي الخاص بالفرنسية جان كالمان التي توفيت عام 1997 في “آرل” جنوب فرنسا عن 122 سنة، وهي أكبر سنّ مؤكدة وصل إليها أي إنسان على الإطلاق.
ولم تؤكد موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية بعد أن الأخت أندريه هي أكبر معمرة على قيد الحياة، ولا توجد مؤسسة رسمية تمنح هذا اللقب.
سجلات الأحوال الشخصية
وعلى الرغم من أن أشخاصاً آخرين قالوا إنهم أكبر من كالمان، فإن التحقق من ادعاءاتهم صعب نظراً إلى الافتقار إلى سجلات الأحوال الشخصية في معظم دول العالم حتى في مطلع القرن الـ20، لكن الأخت أندريه تمثل الشخص الأكبر سناً حتى اليوم من بين المعمرين الفائقين المؤكدين، وفق الخبير في معرفة المعمرين الفرنسي لوران توسان، تليها امرأة بولندية تبلغ 115 سنة.