حرية – (28/4/2022)
سالم الساعدي
إن الاستحمار الذي تقوده المافيات توارثت المجتمعات الجاهلة وتعمل على تجهيلهم منذ القدم حيث توارثت هذه الطبقات الحاكمة المجتمعات الشرقية (سياسية كانت أو حتى دينية) هذا النوع من القيادةك وهدفها استغلال الطاقات البشرية والثروات والخيرات
إن سياسة الاستحمار التي سيطرت على المجتمعات الشرقية وخصوصا العربية والإسلامية جعل من هذه المجتمعات لقمة سائغة لهذا النوع من القيادات.ح
أما تبادل الأدوار للمستحمرين فيكون بهذا الشكل:
عندما يكتشف الفرد أنه كان مستحمرا من هذه القيادات ليبدأ بالتفكير بطريقة صحيحة لكن متى يكتشف ذلك
يكتشفه متاخرا عندما يمر زمناح طويلا ويجد مكانه عشرة من المستحمرين الجدد الذين يملؤون مكانه ويكونون بديلا عنه ويكملوا مسيرة الاستحمار التي خطته لهم هذه القيادات وتنتشر في المجتمع الشرقي ، ووصل حد الذروة حيث أصبح الإنسان الواعي حالة شاذة في المجتمع وغير مرغوب فيه ويعادى من الجميع دون معرفة كنظرية القردة والموز حيث تتكلم هذه النظرية عن خمسة قرود في قفص واحد، وفي وسط القفص يوجد سلم، وفي أعلى السلم هناك بعض الموز، في كل مرة يتسلق أحد القرود لأخذ الموز ويرش على باقي القرود بالماء البارد، بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يتسلق لأخذ الموز ويقوم الباقون بمنعه وضربه حتى لا يرشون عليهم الماء البارد، بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب.
بعدها يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة ويضعوا مكانه قردا جديدا، فكان أول ما قام به القرد الجديد أنه صعد السلم ليأخذ الموز. ولكن فورا قام الأربعة الباقون بضربه وأجبروه على النزول. وبعد مرات عدة من الضرب فهم القرد الجديد أن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب! قاموا أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملاءه بالضرب وهو لا يدري لماذا يضرب! وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء باردا أبدا ومع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب. و لو فرضاً..
وهذه النظرية تنطبق تماما على واقعنا حيث أصبح الاستحمار شيء بديهي والحاذق لا يستطيع أن يبدي رأيه لأن القرود غير راضية ولا تعلم لماذا هي غير راضية
وبعد كل ما مررنا به علينا أن نصنع جيلا يرفض الشكل القديم للحياة ونظرية القرود والموز ويرفض الاستحمار من قادة الاستحمار . وبهذا نحتاج الى جيل يرى نفسه مشبعًا بالعلم رافضا للظلم والاستهتار رافضا للتجهيل والعبودية الفكرية ، نحتاح الى جيل وطنيا خالصا هدفه خدمة البلاد والدفاع عنه وتطويره جيل يحفظ هيبة العراق وثرواته جيل يحب العراق اكثر من نفسه لا جيل تابع لتيجان روؤس نحتاج الى جيل يكتسب معلومات واسعة ورفيعة وقيمة لا ناقل للمعلومة التي لا يعرف عنها شيء سوى التبيلغ
أمرنا الله بالتفكير من خلال آيات كثيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )
وكثير من الآيات تحث الإنسان على التفكير وعدم الوقوع بالخطأ واتباع الآخرين دون تفكير،
وهنا على الإنسان أن يعلم أين يتجه وإلى أين مولي وجهه . للاسف الشديد أن من يعملون على تجهيل المجتمعات بدأوا يتنفذون بكل مفاصل الحياة وكل ما زادت ثرواتهم وموالهم زاد تجهيل المجتمع وقادوا المجتمع الى استحماره وركوبه ويقودوه قيادة القطيع ويذهبون به حيث يريدون
لكن لا بد للزمن أن ينصف الناس ويخلصهم من هذه الأصنام التي سيطرت عليهم ونختم مقالنا بقول الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ