حرية – (30/5/2022)
كشفت صور التُقِطَت بواسطة روبوت أن أحد المفاعلات الذائبة في محطة فوكوشيما داي إيتشي للطاقة النووية يقف غير مستقر على إطار هش من الدعامات المتآكلة وعرضة للانهيار بعد زلزال قوي قادم، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأحد 29 مايو/أيار 2022.
الصحيفة أشارت إلى أن الجزء الداخلي من المفاعلات المنكوبة مُشِع للغاية بحيث يتعذر على البشر الدخول إليه بأمان، لكن الكاميرا الروبوتية التي يُتحَكَّم فيها عن بُعد أرسلت صوراً من المفاعل رقم 1، وهو أحد المفاعلات الثلاثة التي انصهرت في عام 2011 في محطة فوكوشيما عندما تسبب تسونامي الناجم عن زلزال في تعطيل أنظمة التبريد في المصنع.
فقد أظهرت الصور أنَّ القاعدة الخرسانية التي استقر عليها وعاء المفاعل قد ذابت إلى حد كبير بسبب وقود المفاعل المنصهر المتسرب من قلب المفاعل. ويدعم الوعاء الآن الذي يبلغ وزنه 440 طناً إطارٌ فولاذي هيكلي للقاعدة الخرسانية، الذي قد لا يكون كافياً لتثبيته في مكانه إذا اهتزت الأرض بعنف.
بلغت قوة الزلزال الذي تسبب في تسونامي 9.0 درجة على مقياس ريختر؛ ما يجعله واحداً من أقوى الزلازل المسجلة، ورغم أنَّ توابع الزلزال كانت أضعف من الكارثة الأصلية، لكنها ظلت خطيرة.
مخاوف من تأثر محطة فوكوشيما بالزلزال
في وقت متأخر من ليل 16 مارس/آذار من هذا العام، لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب 225 آخرون عندما ضرب زلزال بقوة 7.4 درجة قبالة سواحل فوكوشيما. وعلى الرغم من أنه لم يتسبب في حدوث أضرار جسيمة في محطة فوكوشيما، لكن من المستحيل التنبؤ بموعد الزلازل المستقبلية ومدى تدميرها.
في حديثه عن موقع المفاعل، قال رئيس هيئة الرقابة النووية اليابانية الأسبوع الماضي: “ما زلنا قلقين بشأن ما إذا كان سيصمد أمام زلزال قوي”.
بعد 11 عاماً من الكارثة، بالكاد بدأت مهمة إيقاف التشغيل. على عكس محطة تشيرنوبل النووية، التي أُغلِقَت داخل “تابوت” خرساني، تصر السلطات على أنها ستفكك محطة فوكوشيما قطعة قطعة، وتزيل الوقود المنصهر المميت.
هذه هي المحاولة الأولى من نوعها لتنفيذ هذا الشيء، ويبدو أنَّ كل خطوة متعثرة نحو الهدف يتبعها تراجع للوراء، حسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية.
المشكلة الأكثر إلحاحاً هي المياه الجوفية، التي تتدفق من التلال فوق المحطة الساحلية، حيث تتعرض للإشعاع بواسطة المفاعلات المدمرة. وتجمع المضخات هذه المياه في صهاريج التخزين التي تتكاثر باستمرار منذ وقوع الحادث.
لكن الحكومة اليابانية أعلنت أنها ستسكب أكثر من مليون طن من المياه، وتطهير العديد من ملوثاتها، لكن ليس كلها، في المحيط الهادئ، وهو إعلان أثار احتجاجاً غاضباً من الصيادين المحليين وجيران اليابان في شرق آسيا.