حرية – 4/1/2021
اوقفت السلطات الإيرانية، الإثنين، سفينة كورية في مياه الخليج.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في تغطية تابعتها “حرية”، (4 كانون الثاني 2021)، أن “بحرية الحرس الثوري تحتجز ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية”.
فيما قالت وسائل إعلام إيرانية أن ناقلة النفط متهمة بتلويث مياه الخليج.
ويأتي التحرك في ظل توتر وتصعيد متبادل بين طهران وواشنطن، حيث تداولت عدة تقارير صحفية، نقل حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز (CVN-68) من موقعها في الخليج للتخفيف من حدة النزاع السياسي مع طهران تزامنا مع الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني، في غارة أميركية العام الماضي، إلا أن بيانا من البنتاغون أكد بقاء الحاملة في موقعها ردا على التهديدات الإيرانية المتواصل.
وأعلن البنتاغون، في وقت متأخر الأحد، أن حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز (CVN-68) ومجموعتها الضاربة ستبقى في الشرق الأوسط في أعقاب تهديدات من مسؤولين في الحكومة الإيرانية بمناسبة ذكرى مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني.
وقال القائم بأعمال وزير الدفاع كريس ميللر في بيان “بسبب التهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس ترامب ومسؤولين حكوميين أميركيين آخرين، فقد أمرت حاملة الطائرات نيميتز (CVN-68) بوقف إعادة انتشارها الروتيني”.
وستبقى حاملة الطائرات نيميتز الآن في موقعها في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية.
وختم ميللر بيانه بالقول: “لا ينبغي لأحد أن يشك في تصميم الولايات المتحدة الأميركية”.
وفي الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد عام 2020، تعهد قائد فيلق القدس الإيراني والزعيم الإيراني علي خامنئي وقائد عسكري كبير بالرد على الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكره موقع وزارة الدفاع.
والسبت، قالت صحيفة “نيويورك بوست” إن الولايات المتحدة قررت سحب نيميتز، وهي حاملة الطائرات الوحيدة في الشرق الأوسط، من المنطقة، وذلك قبل الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سليماني “على الرغم من أسابيع من التوترات المتزايدة مع إيران” على حد تعبير الصحيفة.
وبحسب المصدر ذاته فإن هذه الخطوة كانت بمثابة “إشارة لخفض التصعيد” تهدف إلى تجنب أزمة قبل أقل من ثلاثة أسابيع من انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويرى الخبير العسكري والعقيد المتقاعد بالجيش الأميركي، ديفيد دي روش، أن التحشيدات العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، تأتي في إطار رسالة ردع.
وقال دي روش في مقابلة مع قناة الحرة، إن “واشنطن تريد أن تقول إن هناك برهانا على الإمكانية العسكرية وإن لدينا الكثير من القوات، وإن لدينا طرقا عديدة لإلحاق الأذى بكم إذا ألحقتم الأذى بمصالحنا، وهذه إجراءات عملياتية معيارية للقوات الأميركية”.
وكانت تقارير تحدثت عن وصول صواريخ إيرانية دقيقة إلى العراق لضرب مصالح أميركية في العراق أو الخليج.
وقال ريتشارد جولبرغ، كبير الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمدير السابق لمكافحة أسلحة الدمار الشامل الإيرانية في مجلس الأمن القومي الأميركي، “نعلم أن هناك صواريخا هرّبت إلى العراق وإلى الحوثيين في اليمن وإلى سوريا وإلى لبنان ونتابع هذه التهديدات”
ورأى جولبرغ، في مقابلة مع “قناة الحرة” أن “إيران غير مترددة في استخدام صواريخ حتى من أراضيها، كما أن لديها القدرة للوصول إلى نقاط أبعد لو أرادوا استهداف إسرائيل مثلا وليس فقط القوات الأميركية في الخليج”.
وسبق لترامب أن حذّر إيران من أنه سيحملها المسؤولية في حال مقتل أي من مواطنيه في العراق، وذلك بعد استهداف صاروخي قرب السفارة الأميركية في بغداد الشهر الماضي، اتهمت واشنطن فصائل عراقية قريبة من طهران بالوقوف خلفه.
وتعد حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز (CVN-68) من أهم حاملات الطائرات الأميركية، وواحدة من أضخم الحاملات العسكرية في العالم، وتعد أداة عسكرية هامة لجأت إليها الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، في حل النزاعات السياسية الدائرة في الشرق الأوسط.
نقاط قوتها
هو اسم طراز من حاملات الطائرات الأميركية العملاقة، وهي من أضخم السفن الحربية في العالم.
سميت على اسم آمر الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ إبان الحرب العالمية الثانية، تشيستر نيميتز.
هناك 12 حاملة طائرة من نوع نيميتز، وهي حجر الزاوية في الوجود البحري الأميركي العالمي، لردع الهجمات والاستجابة للأزمات والقتال.
وتُستخدم الطائرات التي تقلع من على متنها في شن الضربات، ودعم المعارك البرية، وحماية المقاتلين، وفرض حصار بحري أو جوي.
يوفر جناحها الجوي حضورا مرئيا لإظهار القوة الأميركية وحل الأزمات.
نيميتز، عبارة عن مطار عائم، قادرة على إطلاق ما يصل إلى أربع طائرات في الدقيقة.
تحمل نيميتز سبعة أنواع مختلفة من الطائرات بمجموع أكثر من 80 طائرة.
تصنيعها
تم عرضها لأول مرة باسمها (CVAN 68) في 7 يوليو 1976، ثم صممت بطريقة مستحدثة في 30 يونيو 1975 كجزء من إعادة تنظيم الأسطول الأميركي.
نقلت هذه الحاملة العملاقة مرات عديدة من موانئ الولايات المتحدة الأميركية، إذ رست في ميناء نورفولك في ولاية فرجينيا حتى عام 1987، ثم تم نقلها إلى محطة البحرية بريميرتون في ولاية واشنطن، ثم إلى المحطة الجوية البحرية في سان دييغو.
ثم تم نقلها مرة أخرى إلى محطة إيفريت البحرية في ولاية واشنطن في عام 2012.
وفي يناير 2015، قامت نيميتز بتغيير الميناء الرئيسي من إيفريت إلى شبه جزيرة كيتساب البحرية في ولاية واشنطن كذلك.
طلعاتها
بعد عرضها في 3 مايو 1975، بدأ انتشار نيميتز لأول مرة في 7 يوليو 1976 عندما غادرت نورفولك إلى البحر المتوسط، ثم عادت إلى مرساها في فرجينيا بالولايات المتحدة.
بعد ذلك أبحرت مرة أخرى نحو البحر الأبيض المتوسط في 1 ديسمبر 1977، ليتم إرسالها إلى المحيط الهندي، في 10 سبتمبر 1979، مع تصاعد التوترات مع إيران، بعد أن احتجزت طهران 52 رهينة أميركية.
تم إرسالها مرة أخرى إلى الخليج العربي في 1 فبراير 1993
وفي الأول من سبتمبر 1997، انطلقت نيميتز في رحلة بحرية حول العالم.
وخلال إبحارها، أمرت نيميتز بالدخول إلى الخليج العربي لدعم عملية المراقبة الجنوبية ومختلف مبادرات الأمم المتحدة.
ووصلت نيميتز إلى موطنها الجديد في سان دييغو في 13 نوفمبر 2001.
مسؤولون اميركيون أكدوا أن تواجد نيميتز قرب الخليج يأتي في إطار ردع أي هجمات قد تشنها إيران
وفي عام 2003، تم نشر نيميتز ضمن عمليات “الحرية الدائمة” في العراق، وهو الاسم الرسمي الذي استخدمته حكومة الولايات المتحدة في عملياتها ضمن الحرب العالمية على الإرهاب.
وفي مايو 2005، شرعت نيميتز في الإبحار مجددا لمدة ستة أشهر لدعم الحرب العالمية على الإرهاب.
وبعد مغادرة الخليج، شاركت المجموعة الضاربة التابعة لها في تمارين مشتركة مع القوات الهندية في مالابار عام 2005.
وفي عامي 2007 و2008، تم إرسالها لدعم التزام الولايات المتحدة بالسلام والاستقرار في المنطقة.
بعدها غادرت نيميتز إلى الخليج لمدة ثمانية أشهر في 31 يوليو 2009 لدعم “عمليات الحرية الدائمة”
وعادت نيميتز إلى ميناء إيفريت، في ولاية واشنطن في مارس 2012.
بعد ذلك خضعت لإعادة تأهيل تقني مدة 20 شهرًا، ثم أعيدت إلى العمل في 10 أكتوبر 2016.
وفي نوفمبر سنة 2020 عادت الحاملة الأكثر شهرة في الولايات المتحدة إلى الواجهة، بعد أن صعدت طهران من تهديداتها للمصالح الأميركية مع اقتراب ذكرى مقتل سليماني، الذي كان مدرجا في قائمة الإرهاب الأميركية منذ سنوات.