حرية – (23/6/2022)
قد يكون أول ما يتبادر إلى الأذهان عند سماع كلمة “متحف” هو بعض من الآثار القديمة والتحف الأثرية القيمة، التي تعود لحضارات مختلفة من عصور غابرة. وكذلك توجد المتاحف العلمية التي تعرض الكثير من الاختراعات التي غيّرت الحياة البشرية.
لكن لبعض المتاحف حول العالم أهداف أخرى بعيدة عن التاريخ والاكتشافات، حتى إن ما تعرضه قد يكون مثيراً للدهشة والاستغراب وحتى الاشمئزاز.
أحدها يعرض تذكارات من العلاقات الغرامية التي فشلت، وآخر للمراحيض، أما الأغرب فقد يكون متحف الشَّعر الطبيعي، ومتحف الأحذية التي تعود لأكثر من 4500 سنة، رافقونا في جولة إلى أغرب المتاحف في العالم.
أكبر متحف في العالم لشَعر النساء في تركيا
تشتهر أفانوس، وهي بلدة صغيرة في مدينة كابادوكيا، وسط تركيا، منذ العصور القديمة، بصناعة القطع الفخارية الرائعة. ومع ذلك اكتسبت البلدة شهرة في السنوات الأخيرة بسبب شيء أكثر غرابة: كهف متحف الشعر الغريب، الذي أنشأه الخزّاف التركي “شي غالب كوروكجو” عام 1979.
جدران الكهف الذي أصبح متحفاً مغطاة بأكبر مجموعة شعر طبيعي في العالم تعود لأكثر من 16000 امرأة تبرعت بخصلة من شعرها من مختلف أنحاء العالم، وكل خصلة مرفقة باسم المرأة وبلدها.
ويعتبر المتحف سادس أغرب متحف في العالم، وفقاً لموقع Bella Turca المختص بالسياحة في تركيا، بالإضافة لدخوله موسوعة غينيس للأرقام العالمية.
أما السبب وراء افتتاح غالب لمثل هذا المتحف الغريب، فهو قصة وداع حزينة. فبحسب موقع متحف غالب الرسمي كانت البداية عندما اضطرت إحدى صديقات غالب لمغادرة أفانوس، وكانت حزينة للغاية لفراقه.
ولتترك له شيئاً يتذكرها به، قصّت المرأة قطعة من شعرها وأعطتها له. علّق غالب خصلة الشعر في متجره الشهير لبيع الخزف، وكانت النساء اللواتي يدخلن الدكان يستغربن وجود الخصلة معلقة على الجدار، وعندما يسألنه عنها ويسمعن القصة يقومون بإعطائه خصلة من شعرهن وعنوان بلدهم.
وعلى مرّ السنين، جمع غالب أكبر مجموعة من خصل الشعر مختلفة الألوان والأطوال والأحجام من النساء في جميع أنحاء العالم.
متحف للأحذية التي يعود بعضها لمصر القديمة في كندا
بدأت فكرة هذا المتحف كهواية عند سونيا، التي كان زوجها يمتلك شركة أحذية في عام 1946، فقد كانت لديها مجموعة خاصة من الأحذية المميزة من مناطق مختلفة من العالم، مقرها شركة زوجها.
وبحلول أواخر السبعينيات وصل عدد المجموعة الشخصية الخاصة بسونيا إلى 1500 زوج من الأحذية؛ ما أدى إلى اكتظاظ مخازن الشركة.
حينها قدمت سونيا باتا طلباً لإنشاء مؤسسة متحف باتا للأحذية في عام 1979. وبالفعل تأسست المؤسسة ككيان غير هادف للربح، ومنفصل قانوناً عن شركة الأحذية تم تمويله من عائلة باتا نفسها.
تتكون مجموعة المتحف من أكثر من 13000 زوج مختلف من الأحذية التي يعود بعضها لـ4500 عام من التاريخ، منها صنادل مصرية قديمة وأحذية من الهند، وحتى أحذية من جلد الغزال الأزرق الشهيرة لإلفيس بريسلي ومصممين من أكبر الأسماء في عالم الأحذية اليوم.
أما شكل المبنى فقد صُمم ليبدو وكأنه صندوق أحذية مفتوح ويعد أحد أكثر المعالم جذباً للسياح.
متحف لأغرب أدوات التجسس الدولي في أمريكا
إن كنت من المهتمين بعالم الاستخبارات والتنصت وأسرار التجسس، فعليك زيارة متحف التجسس الدولي في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يمكنك التعرف على الأدوات والاختراعات التي استخدمها الجواسيس في جميع أنحاء العالم، مثل مسدسات أحمر الشفاه وهواتف الأحذية والحيوانات التي تم تصميمها كأجهزة تنصت، وكذلك الأدوات السينمائية التي تم تصميمها محاكاة لهم.
متحف لتاريخ خدمات الجنازة في تكساس
قد تصيبك فكرة هذا المتحف بالقشعريرة، وحتى الخوف، لكن بالنسبة لمؤسِّسه فقد كان حلماً استغرق منه تحقيقه 25 عاماً.
تأسس المتحف الوطني لتاريخ الجنازات عام 1992 في هيوستن، تكساس. وكانت فكرة المتحف هي حلم روبرت إل والتريب، الذي كان مؤسس إحدى أكبر شركات خدمات الجنازة والموتى في ولاية تكساس الأمريكية.
كان حلم والتريب إنشاء مؤسسة لتثقيف الناس والحفاظ على تراث رعاية الموتى، وقد تم افتتاح متحفه بمساحة 20500 قدم مربعة للقطع الأثرية في صناعة خدمات الجنازات.
وقد أصبح المتحف مكاناً لجمع قطع تاريخية استخدمت في الجنازات من أماكن مختلفة حول العالم، بما في ذلك كيف بدأت وكيف تطورت بمرور الوقت، بما في ذلك التوابيت وتذكارات من جنازات الرؤساء والباباوات والمشاهير.
بالإضافة إلى إقامة معارض دائمة لشرح تاريخ التحنيط وحرق الجثث وعادات وتقنيات الجنازة من جميع أنحاء العالم.
متحف علاقات الحب الفاشلة في كرواتيا
منذ عام 2006 قام متحف Broken Relationships بعرض مجموعة من العناصر والتذكارات التي تركها أصحابها بعد انتهاء علاقات الحب التي مروا بها.
يتم التبرع بالتذكارات وإرفاقها بملاحظة من المتبرع، توضح أهمية التذكار، وكيف انتهت العلاقة، وأي تفاصيل يريد الشخص إضافتها.
في المتحف قد تجد بعض الأشياء المتوقعة مثل حذاء أو بعض الزهور اليابسة والصور والساعات، لكنك سترى أيضاً الكثير من الأشياء الغريبة مثل قنينة صغيرة من الدموع، أو فستان زفاف، وحتى الملابس الداخلية أو ساق اصطناعية أو حتى فأس!
متحف لعرض الجثث والأعضاء البشرية في ألمانيا
إذا كنت من أصحاب القلوب الضعيفة فلا ننصحك بزيارة هذا متحف عالم الجسد الذي يعرض جثثاً محنطة منزوعة الجلد.
قد تتساءل عن سبب افتتاح مثل هذا المتحف، والإجابة في الحقيقة لا ترتبط بمحبي الزومبي وأفلام الرعب، ولكن بهدف إظهار مدى تعقيد الجسم البشري.
وتُعرض في المتحف أيضاً جثث معالجة بمادتي السيليكون المطاطي والراتنج، وهي طريقة تحنيط ابتكرها عالم التشريح الألماني جونتر فون هاجينز، تسمى plastination.
وقد تبرع أكثر من 18000 شخص بأجسادهم لهاجينز، ليتمكن من إنجاز هذا المتحف العلمي. ويمكن لزوار المتحف التعرّف إلى كيفية قيام العلماء بتشريح الجثث والحفاظ عليها، العملية التي قد تستغرق عاماً كاملاً. وكذلك يمكنهم مشاهدة عروض مختلفة للأجسام الخالية من الجلد وأجزاء من الجسم البشري والحيواني.
متحف المراحيض في الهند
لتثقيف الناس حول ممارسات الصرف الصحي من أجل تحسين حياتهم، أسّس الدكتور بندشاوار باثاك منظمة Sulabh International، في عام 1970 في الهند.
كما هدفت المنظمة لمواجهة التمييز وسوء المعاملة ووصمة العار التي يواجهها مجموعة من الناس المعروفين باسم الزبالين اليدويين، والذين كانوا يقومون بتنظيف المراحيض يدوياً، وكان يتم تصنيفهم على أنهم منبوذون.
تشمل المنظمة العديد من المؤسسات التي تقدم خدمات مختلفة في مجال الصرف والخدمات الصحية. بالإضافة إلى “متحف المراحيض” الذي تم افتتاحه في دلهي في الهند، في عام 1992.
يوثق متحف المراحيض تطور الصرف الصحي والمراحيض والمباول وأواني الغرف وتنظيف المراحيض حول العالم، من عام 2500 قبل الميلاد حتى يومنا هذا.