حرية – 4/1/2021
ناقشت صحف عربية تصاعد التهديد بالمواجهة في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران، ومدى احتمالية اشتعال أو إشعال حرب في الأسبوعين الأخيرين من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعرب عدد من الكُتاب عن عدم استبعادهم سيناريو المواجهة العسكرية، لا سيّما وأن “الحرب لا تتطلب أكثر من شرارة صغيرة”.
واستبعد آخرون هذا السيناريو لأسباب تتعلق بإيران التي تريد أن تُبقي الوضع على ما هو عليه خلال الأسبوعين الأخيرين من ولاية ترامب.
لكن مع هذا، رأى فريق ثالث أن التوتر لن يزول، وأن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران ليس بالأمر اليسير.
“عناصر الانفجار”
تحت عنوان “سيناريو الحرب”، يقول ماهر أبو طير في صحيفة الغد الأردنية إن “كل التقارير الدولية تتحدث عن تصعيد إيراني-أمريكي قد يؤدي إلى حرب كبرى في كل المنطقة”.
ويضيف الكاتب أن العالم “يحبس أنفاسه لأنه على قناعة أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته مغامر، ويريد خلط الأوراق بعد هزيمته في الانتخابات، مثلما يريد إفشال أي جهود دولية وأمريكية وإيرانية للوصول إلى اتفاق نووي جديد بعد مغادرته، فوق التغطية على فشله في الانتخابات”.
ويتابع أبو طير: “ربما هي أيام حساسة، قد نصحو في أي لحظة على عملية ضد مصالح أمريكية أو إسرائيلية، وقد نصحو على عملية ضد إيران، وستقف كل المنطقة على الحافة ولن تعرف مصيرها إذا اندلعت شرارة الحرب، لكن المراهنة على الخروج من هذا التوقيت تبقى قائمة”.
وبالمثل، يرى أحمد القطامين في صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية أن “عناصر الانفجار في المعادلة القائمة في المنطقة متوفرة في ثلاثة أبعاد: البُعد الأول يتعلق بشخصية ترامب المنفلتة من كل الخطوط الحمراء … والبُعد الثاني فيتعلق بكون شخصية بهذه المواصفات تمتلك زمام أحد أكبر وأقوى الجيوش في التاريخ … أما البُعد الثالث فهو وصول التوتر إلى أقصى درجاته في مياه الخليح بين أمريكا وإيران”.
ويقول القطامين إن “الحرب لا تتطلب أكثر من شرارة صغيرة في منطقة تُعدّ الأكثر قابلية للاشتعال والانفجار حيث حقول النفط والغاز تتهيأ لاستقبال النار والبارود”.
ويرى أن “الحرب ممكنة، والظروف المواتية لإعلانها متوفرة تماما، والأشخاص القادرين على الأمر ببدئها موجودون، وعقلياتهم التي تسوغ تلك الحرب موجودة ومحفزة”.
ويقول عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن “التحذيرات الأمريكية المتكررة لإيران من أن تفكر في شن عمليات ستتسبب في اشتباك عسكري سيكون الأسوأ منذ سنوات، سببها ذكرى أبرز عملية نفذتها الولايات المتحدة ضد نظام طهران منذ 40 عاما”.
ويرى الكاتب أن “النظام الإيراني يريد تنفيذ عمل انتقامي قبل مقدم الرئيس الجديد جو بايدن ولا يريد إحراجه؛ حيث يعتبر فوزه فرصة أخيرة للتخلص من العقوبات الموجعة التي قد تقضي على نظام المرشد، لكن الفكرة في إشعال حرب قبل 20 يناير/كانون الثاني مغامرة خطيرة قد تتسبب في اندلاع حرب مباشرة، إيران نفسها ليست مهيأة لها”.
“عقبات كثيرة”
وتحت عنوان “التهديد بصوت مبحوح”، يقول رجا طلب في صحيفة الرأي الأردنية: “يدرك صناع القرار في طهران مدى الأزمة التي يمرّ بها النظام اقتصاديا بسبب العقوبات الأمريكية، كما يدرك هؤلاء أن أفضل الخيارات الموجودة لديهم هي إبقاء الحال على ما هي عليه”.
ويقول الكاتب إنه “بحسب مركز دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب والتقديرات الاستراتيجية التي وضعها في بداية العام الماضي 2020، فإن إيران والميليشيات التابعة لها في العراق ولبنان وأفغانستان هي التحدي الأمني الأكبر لإسرائيل”.
ويضيف رجا طلب: “المطلوب من تل أبيب، حسب المركز، التنسيق مع واشنطن لإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية وتحديدا النووية منها”.
ويتابع الكاتب: “يدرك القادة الإيرانيون هذا الأمر، ولذلك فهم يهدّدون الشيطان الأكبر وهمُّهم أن لا تقوم واشنطن بعمل عسكري ضدهم، فهم يكتفون بالتهديد اللفظي والشَتم وهذا أضعف الإيمان”.
ويستبعد سامي منسي في صحيفة الشرق الأوسط احتمالية قيام حرب بين أمريكا وإيران، لكنه يستدرك قائلا إن ترامب قد يكون لديه “رغبة دفينة مضمرة في إرباك الدولة برمتها، بحرب قد تعرقل باعتقاده عملية انتقال السلطة، وتمكِّنه من البقاء في البيت الأبيض مدة تطول أو تقصر بحسب تطور الأوضاع”.
ويضيف منسي: “أمام هذا الاحتمال عقبات كثيرة؛ لأنه يعتبر انقلابا على الدولة والمؤسسات، ويورط القوات المسلحة فيما ليس من شأنها”.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن “الأيام المقبلة مقلقة، عندما يكون القرار السياسي والعسكري في أكبر دولة في العالم تتقاذفه مثل هذه الاحتمالات”.
ويخلص منسي إلى القول: “الأرجح أن الباب سيبقى مشرعا أمام مرحلة جديدة من شد الحبال، على الرغم من استماتة إيران لرفع العقوبات أو تخفيفها”.