حرية – (27/6/2022)
أعلن قادر ة دول مجموعة السّبع المجتمعون في قلعة إلمو بمقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا في قمة مخصّصة بغالبيتها للحرب الدائرة في أوكرانيا، توسيع نطاق العقوبات المفروضة على روسيا مطلقين دعوة لتوحيد الصفوف.
ويعد الإعلان أول مؤشر إلى دعم أوكرانيا في القمة التي انطلقت فاعلياتها ظهر الأحد في منطقة بافاريا في جبال الألب. وجاء في تغريدة للرئيس الأمريكي جو بايدن “معا، ستعلن مجموعة السبع حظر الذهب الروسي، المصدر الرئيسي للتصدير، ما من شأنه أن يحرم روسيا من مليارات الدولارات”.
سيضفي قادة دول المجموعة (ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) على تعهّدهم هذا الطابع الرسمي في ختام القمة الثلاثاء، علما بأن واشنطن ولندن وأوتاوا وطوكيو سبق أن أعلنت التزامها هذا.
ويشمل الحظر استيراد الذهب المستخرج حديثًا في روسيا وليس الذهب الذي تم الحصول عليه قبل فرض الحظر، وسيطال “بشكل مباشر الأثرياء الروس النافذين” وسيضرب “قلب آلة حرب” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
خطر “التراخي”
سبق وأن فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا التي دخلت حربها على أوكرانيا شهرها الخامس. لكن الحكومة الأوكرانية تطالب بتدابير إضافية بعدما قصفت القوات الروسية صباحا كييف، في خطوة وصفها بايدن بأنها “همجية”.
وعشية القمة، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قادة مجموعة السبع إلى عدم “التخلّي عن أوكرانيا”، محذّرًا من أيّ “تراخٍ” في دعم كييف، فيما دعا بايدن مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي إلى توحيد الصفوف في مواجهة موسكو.
وفي مقابلة أجريت معه قبل محادثاته مع المستشار الألماني أولاف شولتس قال بايدن إن بوتين كان يعوّل على “انقسام حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع بطريقة أو بأخرى. لكن هذا الأمر لم ولن يحصل”.
وأشاد شولتس الذي تستضيف بلاده قمة مجموعة السبع بوحدة صف الحلفاء التي “لم يتوقّعها بوتين”، داعيا كلا من البلدان إلى “تشارك المسؤولية” في مواجهة التحديات المتزايدة لهذا النزاع الذي يبدو ان أمده سيطول.
مع تحقيق القوات الروسية تقدّما ميدانيا في منطقة دونباس، سيخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة دول المجموعة الإثنين عبر تقنية الفيديو.
وتوافق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن “التوقيت الحالي مفصلي في النزاع وعلى إمكان قلب مسار الحرب”، وفق متحدث باسم الحكومة البريطانية.
لا حل تفاوضيا “الآن”
حذّر رئيس الوزراء البريطاني من “أي محاولة” للتوصل إلى “حلّ تفاوضي” الآن في أوكرانيا، معتبرا أن هذا الأمر سيؤدي إلى إطالة حالة “انعدام الاستقرار العالمي”. وخلع قادة دول مجموعة السبع ربطات عنقهم خلال التقاط الصورة التذكارية، ثم عقدوا جلسات عمل عدة.
يتوقع أن يحتل النزاع وتداعياته الحيّز الأكبر من المحادثات، وستخصص اللقاءات الأولى للاضطرابات الاقتصادية العالمية ومخاطر النقص في المواد الغذائية والتضخم المتسارع وصولا إلى أزمة الطاقة. ويريد بايدن أن يُظهر لحلفائه أنّ مقارعة روسيا والتصدّي للصين هدفان متكاملان وغير متعارضين.
تسعى مجموعة السبع خصوصا إلى التصدي لـ”طرق الحرير” الصينية الجديدة عبر رصد استثمارات ضخمة في البنى التحتية لدول محرومة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وهو مشروع سيبحث فيه قادة المجموعة الأحد.
وأعلن بايدن الأحد أن مجموعة السبع وضعت بناء لمبادرة أمريكية أسس برنامج هائل للاستثمارات في الدول النامية، بقيمة 600 مليار دولار بهدف الرد على المشاريع الواسعة النطاق التي تمولها الصين. وقال البيت الأبيض قبيل خطاب لبايدن لإعلان هذا الاقتراح خلال القمة، “مع الشركاء في مجموعة السبع، نسعى إلى رصد 600 مليار دولار بحلول العام 2027 من أجل استثمارات عالمية في البنى التحتية”.
يهدف إشراك إندونيسيا والهند والسنغال وجنوب إفريقيا والأرجنتين، وهي اقتصادات ناشئة معرضة بشكل خاص لخطر نقص الغذاء وأزمة المناخ، في القمة إلى صوغ ردود مشتركة على هذه التحديات. وتتوقع الجهات الفاعلة في مجال المناخ أيضا تقدما ملموسا من مجموعة السبع، بما في ذلك “التخطيط” للتخلص بشكل كامل من الوقود الأحفوري.
تستكمل الجلسات بلقاءات ثنائية بدأت صباح الأحد باجتماع بين شولتس وبايدن اللذين يواجه كل منهما صعوبات في بلده. فقد تراجعت شعبية المستشار الألماني في الأشهر الأخيرة بسبب عدم تقديمه دعما قويا لكييف. أما بايدن فيواجه انقساما متزايدا في الولايات المتحدة بعد أن الغت المحكمة العليا الحق في الإجهاض، في بلد يعاني بشدة ارتفاع معدلات التضخم. وأخفق نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أسبوع في الحصول على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية وسيتعين عليه التعامل مع أطراف أخرى في التزام غير مسبوق بالنسبة اليه.