حرية – (27/6/2022)
كشفت صحيفة “الجديد” اللبنانية، يوم الإثنين، عن تبرع قضاة عراقيين لنظرائهم اللبنانيين بـ400 ألف دولار أميركي.
وهذه المساعدات المالية هي الثانية من نوعها، حيث كشفت أربعة مصادر لبنانية وعراقية في التاسع من شهر نيسان 2022، عن تلقي قضاة لبنانيين مساعدات مالية من نظرائهم العراقيين، بعد تبادل زيارات بين الطرفين خلال الفترة الماضية.
ونقلت صحيفة الجديد عن مصادر قولها، إن “القضاء اللبناني تلقى مساعدة اجتماعية من القضاة العراقيين بقيمة 400 الف دولار أميركي، على أن يجري توزيعها على القضاة اللبنانيين”.
وأوضحت أن “القضاة العراقيين البالغ عددهم 1800 قاضٍ، تبرع كل قاضٍ منهم بقيمة 200 دولار من راتبه، فيما تبرع كل رئيس من رؤساء الهيئات القضائية العليا وعددهم أربعة بقيمة 10 آلاف دولار، ليصبح المجموع 400 الف دولار اميركي”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “هذه المساعدة لم تخضع لأصول قبول الهبات النقدية ولم تمر عبر الأطر القانونية ولم يتم التصريح عنها وتكتمت عنها الهيئات القضائية اللبنانية، فيما عُلم أن هذه المساعدة سيتم توزيعها على القضاة اللبنانيين بالدولار النقدي، كونها لم تمر عبر الخزينة أو أي جهة مصرفية”.
يذكر أن أعضاء الجسم القضائي في لبنان يبلغ حوالي 600 قاض بالإجمال.
وتشير تقارير الى عشرات القضاة اللبنانيين يسعون الى مغادرة البلاد للعمل في الخارج، بسبب تردي الأحوال المعيشية وتدني قيمة رواتبهم.
وكان وفد لبناني قام بزيارة الى بغداد واربيل في كانون الأول/ يناير الماضي، ضم وزير العدل القاضي المتقاعد هنري الخوري ورئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود، والى جانب لقائه مع رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي، فإن الوفد اللبناني التقى ايضا رئيس مجلس القضاء الاعلى العراقي فائق زيدان، حيث طلب الوفد اللبناني منحة مالية.
ثم قام وفد من مجلس القضاء الاعلى العراقي بزيارة إلى بيروت في مارس/آذار الماضي حيث سلّم الجانب اللبناني “منحة مالية”، بحسب تسريبات تحصلت عليها وكالة شفق نيوز.
وخصصت الأموال العراقية لمجلس القضاء اللبناني. وقال مصدران مطلعان في لبنان ، ان المبلغ الذي تلقاه اللبنانيون بلغ نحو 300 ألف دولار، في حين قال مصدر لبناني ثالث أن كل عضو في الجسم القضائي اللبناني، تلقى كمساعدة، 10 ملايين ليرة (نحو 400 دولار).
ويعتقد ان مبلغ ال300 الف دولار سلم الى اللبنانيين خلال زيارة الوفد العراقي الى بيروت في آذار/مارس الماضي حيث جاء تعبيرا عن تضامن قضاة العراق مع نظرائهم اللبنانيين لتجاوز الازمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب كل اللبنانيين.
ولم يعلن رسميا ايضا عن مبلغ ال300 الف دولار، لكن مصدرين لبنانيين اكدا لوكالة شفق نيوز” ان هذه هي قيمة المبلغ المقدم.
واكتفى وزير العدل اللبناني هنري الخوري بالقول وقتها ان “المساعدة تندرج ضمن المساعي الفردية لأعضاء من الجسم القضائي العراقي الذين اتخذوا مبادرة للوقوف إلى جانب أعضاء الجسم القضائي اللبناني”.
واعتبرت المصادر ان زيارة الوفد اللبناني الى العراق قبل ثلاثة شهور، لم تكن موفقة في شكلها ومضمونها وتركيبة الوفد اللبناني، وانها أثارت نوعا من التململ من جانب الكاظمي نفسه الذي كان بادر من قبل الى مساعدة لبنان من خلال شحنات الفيول لتشغيل معامل الكهرباء في شبه المعطلة في لبنان بعد مفاوضات رسمية جرت بين حكومتي البلدين.
وتحدث مصدر مطلع عن استياء في صفوف القضاء من خطوة الخوري وعبود التي جعلت قضاة العراق يتبرعون من رواتبهم الخاصة، بالرغم من شعورهم بالامتنان تجاه مبادرة العراقيين.