الكاظمي يشبهنا نحن الطبقة الوسطى
د. حسين علاوي
في صباح اليوم كنت قد دونت شيء يدور في بال العراقيين جميعا وهو فقدان الامل من ما حصل ويحصل في العراق خلال الايام الماضية نتيجة تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة الامريكية وايران واثار الاقتصاد وازماته على المواطن العراقي .
وهنا السؤال الاساسي هل فقدنا الامل ام لا ؟
في كل يوم نتلقى العديد من الرسائل مكتوبة وكلامية وصورية ومصورة تشير لنا الى حجم التحدي الذي يمر به العراق ، لكن على الرغم من كل ذلك ومازلت اسمعها من الفريق الاستشاري الحكومي اننا نتشابه بكل شيء ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يشبهنا بطموحاتنا وافكارنا واستشرافنا للمستقبل ، فهو مثقف وعمل في القطاع المدني ومن ثم انتقل للعمل في الحكومة العراقية وفهم المجتمع من خلال قيادته لاضخم مؤسسة استخبارية اتحادية في العراق تتمثل بجهاز المخابرات الوطني وخبرته في التعاطي مع الشؤون المدنية والسياسية والاستخبارية وهذا ما جعل الكاظمي يفهم كثيرا عمق الرسالة المجتمعية في تقدمه لادارة الحكومة العراقية في ظرف صعب مر على البلاد بعد احتجاجات تشرين ٢٠١٩ .
الكاظمي يحاول بكل ما يمتلكه من قدرة ادارية وفنية سياسية ودستورية الى تغير البلاد نحو افق جديد محافظا على عهده الدستوري باقامة انتخابات حرة ونزيهة ولكن صعود ملف الاقتصاد والامن مثل تحدي وفرص الى لقاء المجتمع والحاج الى التعاطي مع احتياجاته الاساسية .
وهنا يبحث الكاظمي في نقاط التشابه لكي تكون نقاط قوة للمجتمع ومرتكز للحفاظ على مستوى الامل امام حياة جديدة للعراق والعراقيين .
دول عديدة مازالت تقف الى جانب الشعب العراقي وحكومة الكاظمي الفتية التي قضت ٦ اشهر من عمرها في عام ٢٠٢٠ ، ولكن امامها ملفات صعبة جدا وهي قدرة احياء السياسة الاقتصادية الكلية وتحريك الاقتصاديات المحلية في العراق .
وهنا نقطة الامل في التصاعد او الانخفاض ، الامل الذي اخرجنا من تحديات مرحلة الحرب الاهلية والصراع على السلطة والحرب على كيان داعش المهزوم ، والامل الذي ساندناه بافتخار كي تكون حكومة الكاظمي واحدة من مخارج الازمة الانتقالية في الحكم والسلطة في العراق عبر قدرتها التحويلية لحكومة الكاظمي في اقامة انتخابات ناجحة ومقبولة اجتماعيا .
مازال الامل يتقد كشعلة الفانوس الذي رافقنا سنوات عديدة في عتمة الزمن السابق وهنا مازالت الشعلة تتقد رغم تحديات الزمن ما بعد احتجاجات تشرين التي لم تجف كلماتها من ساحات الاحتجاج ومازالت تتحشد بطرق متعددة .
ان الطبقة الوسطى التي انغمرت كثيرا بتحديات الزمن ومخاض الحياة مازال امامها امل في غد جديد وحياة افضل تحتاج من الجميع الصبر والتآزر ، كل شيء يتغير من حولنا ومازال المال السياسي والفساد وتصاعد معدلات البطالة نتيجة اقتصاد متهالك لا يمتلك قدرة ومرونة للاستمرار في ادائه دون الاصلاح الحقيقي ، لكن الاصلاح الحقيقي يحتاج الى استقرار امني وهنا هواجس الطبقة الوطى التي اصبحت تبوح من بغداد بخطورة السلاح خارج الدولة وسيطرتها .
ان الطبقة الوسطى عانت من ويلات الزمن على مدى ٤٣ عاما ومازالت تعاني لكن هنالك امل في احياء حياة جديدة للعراقيين تغير فيها قواعد ادارة السلطة والاقتصاد وحياة المجتمع .
نشجع رئيس الوزراء والجهاز الحكومي على الخروج للشارع والحوار مع المجتمع والبقاء لساعات كي نؤسس لحكومة الشعب وقدرة الحكومة على العمل بشكل متوازي مع الطبقات الاجتماعية وخصوصا الوسطى منها كونها ان فقدت الامل فستكون واحدة من الصعوبات التي سنعيش فيها .
هنا اقول ان الكاظمي قد خرج من رحم الطبقى الوسطى وهو ما زال يمثل طموحاتها وافكارها ، لذلك عليه ان يستمر بالعطاء والعمل لاجل تحويل هذه الطموحات الى سياسة مجتمعية تكون فرصة لِغَد جديد ومناخ ناجح للحياة .