حرية – (2/7/2022)
السياحة المفرطة في فينيسيا تسبب إزعاجاً لسكان المدينة
ستبدأ مدينة فينيسيا الإيطالية، التي تُعد من أبرز وجهات السياحة بالعالم، رسوم دخول على معظم زوارها، اعتباراً من العام المقبل، في محاولة لمعالجة الاكتظاظ في المدينة، والذي يُشكل مصدر إزعاج كبير لسكانها.
صحيفة The Times البريطانية، نقلت السبت 2 يوليو/تموز 2022، عن سيمون فينتوريني، رئيس السياحة في فينيسيا، قوله: “نحن أول مدينة في العالم تطبق تدبيراً يمكن أن يكون ثورياً؛ سنكون الرواد في ذلك”.
اعتباراً من 16 يناير/كانون الثاني 2023، يجب على المسافرين إلى المدينة لنهارٍ واحد، الحجز عبر الإنترنت قبل الزيارة، وسيدفعون رسوماً أساسية قدرها 3 يوروات، سترتفع إلى 10 يوروات في أوقات الذروة.
سيخضع المخطط، الذي وافق عليه مجلس المدينة، لمراقبة وثيقة من الوجهات السياحية الأخرى المكتظة في جميع أنحاء العالم.
كانت السياحة قد بدأت في الانتعاش مرة أخرى في فينيسيا بعد وباء فيروس كورونا، حيث تجاوز عدد الزوار اليومي مرة أخرى عدد سكان وسط المدينة، البالغ عددهم 50000 نسمة، وهي ظاهرة يخشى الكثيرون من تحويلها من مدينة حية إلى مدينة ملاهٍ.
ستتحقق أنظمة الأبواب الدوارة في محطة السكك الحديدية مما إذا كان السائحون يمتلكون رمز الاستجابة السريعة اللازم للدخول، في حين أنَّ نحو 15 وحدة تحكم ستجري عمليات تفتيش فورية، مع غرامات تصل إلى 300 يورو للزائرين دون تصاريح.
يقول فينتوريني إنَّ هذا كان “الإجراء الوحيد الممكن” لتقليل ذروات الازدحام، في حين استبعد ميشيل زوين، المدير المالي للمدينة، إغلاق فينيسيا إذا ارتفعت أعداد الزوار ارتفاعاً كبيراً.
زوين قال: “نحن نفكر في حد لعدد الزائرين، الذي يُشترَط بعده دفع أكثر، لكن المدينة لن تغلق أبداً. فينيسيا مفتوحة، نريد فحسب عاملاً مثبطاً للسياحة”.
من المقرر أن تغطي الأموال التي ستجمعها الخطة تكاليف بدء المشروع، ويمكن استخدامها لاحقاً لدفع فواتير التنظيف والصيانة للمدينة.
بحسب الصحيفة البريطانية، لن يضطر الكثير من الزوار إلى الدفع، بما في ذلك السياح الذين يحجزون للمبيت في المدينة ودفعوا بالفعل ضريبة سياحية على فواتير فنادقهم، ويُستثنى من ذلك أيضاً العمال، وسكان المدينة، والمنطقة المحيطة بها، والطلاب، وأصحاب العقارات، والمعاقين.
سيطبَّق الإجراء الجديد بشكل رئيسي على الآلاف من المتنزهين الذين يأتون للمدينة لقضاء النهار فقط، والذين يصل الكثير منهم على متن قوارب من المنتجعات على طول ساحل البحر الأدرياتيكي.
يقول فينتوريني: “ستكون من العجرفة الاعتقاد أنَّ هذا سيعمل على النحو المثالي منذ البداية. فلا توجد وصفة سحرية لذلك، وهي عملية معقدة سنعمل على تحسينها باستمرار. لكن بعد 30 عاماً من الحديث عن السياحة الجماعية التي تضع فينيسيا تحت الضغط، يحاول هذا المجلس معالجة ذلك”.