حرية – (4/7/2022)
كشف مصدر عراقي مطلع أن “الإعلان عن إعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران من المتوقع أن يتم في بغداد بحضور مسؤولين من السعودية وإيران وبمشاركة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين”.
وأضاف المصدر المطلع لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، أن “المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء الكاظمي خلال زيارته الأسبوع الماضي في كل من جدة وطهران أسفرت عن حسم العديد من الملفات التي كانت عالقة بين البلدين، وهو ما يمكن أن يساعد على تخفيف التوترات في عموم المنطقة”.
وبحسب الصحيفة، رداً على سؤال فيما إذا كانت زيارة المسؤولين السعوديين إلى بغداد ستتم قبل قمة جدة منتصف شهر تموز الحالي، أكد المصدر العراقي أن “هذا الأمر يحتاج ترتيبات بين العواصم الثلاث”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أعلن، أمس من دمشق، أن طهران ترحب بعودة العلاقات مع السعودية وترحب بإعادة فتح السفارات وبدء الحوار السياسي.
وأعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الخميس الماضي، استعداد البلاد لتوفير الأرضيات اللازمة لإطلاق “المفاوضات السياسية” بين إيران والسعودية.
جاء ذلك، خلال اتصال هاتفي أجراه حسين مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بحث خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر المستجدات على الساحة الإقليمية، وفق بيان أوردته وكالة “إيرنا” الإيرانية.
وشكر وزير الخارجية الإيراني، السلطات العراقية، على جهودها في تسهيل شؤون الحجاج الإيرانيين، ودعا الحكومة العراقية إلى متابعة ما تبقى من قضايا الحج.
ووفقاً للبيان، أكد وزير الخارجية العراقي، استعداد الحكومة العراقية لـ”التمهيد لبدء المحادثات السياسية بين طهران والرياض في بغداد”، معربا عن أمله أن “تؤدي هذه المحادثات إلى تطورات إيجابية، واستئناف العلاقات بين البلدين المهمين في المنطقة”.
وفي السياق يقول مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي لـ”الشرق الأوسط”، إن “مسعى العراق عبر ما بذله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من جهود إنما يهدف إلى وصول المنطقة إلى مرحلة الوئام الإقليمي والاستقرار والتعاون والتنمية”.
وتابع علاوي، أن “المساعي الحميدة التي قادها العراق في استعادة استقرار المنطقة من خلال مبادرة الحوار السعودي – الإيراني لخفض التصعيد وتطبيع العلاقات التي انقطعت بين البلدين منذ عام 2016 إنما تأتي في هذا السياق وهو ما دفع الكاظمي إلى القيام بلعب هذا الدور منذ انطلاقة أول مباحثات غير معلنة بين الطرفين في التاسع من أبريل (نيسان) 2021”.
وأضاف علاوي أن “نجاح الجولة الأولى برغم ما بدا من صعوبات في البداية بسبب تراكم الأزمات وما رافقه من شحن إعلامي وسياسي أثمر عن عقد أربع جولات أخرى لهذا الحوار الذي كان ناجحاً منذ بدايته الأمر الذي جعل الجانبين (السعودي والإيراني) يواصلان عقد الجولات الحوارية التي بلغت 5 جولات حتى تم الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من خلال مؤتمر صحافي وفيما بعد عبر زيارتيه إلى كل من مدينة جدة وطهران”.
وأوضح أن “جولات الحوار تلك التي كانت في مجملها أمنية مهدت لحوار سياسي يتوقع أن يكون ناجحاً انطلاقاً من مقدماته التي يجري التعبير عنها عبر التصريحات الرسمية في كلا البلدين فضلاً عن البلد الذي رعى هذه المفاوضات وهو العراق حيث إننا يمكن أن نقول إنها نقلت مسار العلاقات السعودية – الإيرانية إلى مرحلة تفاهم وتبادل وجهات النظر بالعديد من القضايا الإقليمية ووضع مسارات الحلول والمبادرات الاستراتيجية لها”.
وأكد علاوي أن “العراق يسعى إلى استقرار المنطقة كونها مقبلة على تحولات اقتصادية من حيث المشاريع الكبرى في مجال النقل والطاقة والكهرباء وتوفير الأمن الغذائي ومواجهة ندرة المياه والتغيرات المناخية وهذا ما يتطلب تعاون مشترك بين الدول في المنطقة التي تحتاج إلى شراكة كبيرة وتعاون مستمر”، موضحاً أن “هذا في حال حصوله سينعكس على الأمن القومي العراقي من حيث الدفع بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وينعكس بذلك على الشباب عبر الاستثمارات الخارجية المباشرة في الاقتصاد العراقي من حيث توفير فرص العمل وتحديث بناء القدرات”.