حرية – (4/7/2022)
كشفت دراسة حديثة عن علاقة بعض الجينات بانتشار مرض الزهايمر، وأشارت إلى أنها تلعب دوراً حيوياً في تطور المرض، خاصة لدى النساء؛ مما يوفر دليلاً جديداً محتملاً عن سبب تشخيص النساء بالمرض أكثر من الرجال.
الدراسة التي نُشرت في مجلة “جمعية مرض الزهايمر والخرف” السبت 2 يوليو/تموز 2022، قالت إن العلماء حددوا الجين الذي يبدو أنه يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى النساء، مما يوفر دليلاً جديداً محتملاً عن سبب تشخيص النساء بالمرض أكثر من الرجال.
يلعب الجين الذي يطلق عليه اختصاراً اسم MGMT، دوراً مهماً في كيفية إصلاح الجسم لتلف الحمض النووي لكل من الرجال والنساء. لكن الباحثين لم يجدوا علاقة بين MGMT ومرض الزهايمر لدى الرجال، حسب ما نشره موقع “DW” الألماني.
مرض الزهايمر يصيب النساء أكثر
حيث قالت الدكتورة ليندسي فرير المؤلفة المشاركة في الدراسة، رئيسة علم الوراثة الطبية الحيوية في كلية الطب بجامعة بوسطن، إنه “اكتشاف خاص بالنساء- ربما يكون أحد أقوى الارتباطات بين الخطر الذي تمثله بعض الجينات وبين الإصابة بمرض الزهايمر لديهن”، بحسب ما نشر موقع شبكة سي إن إن.
فيما أوضح الدكتور ريتشارد إيزاكسون، مدير عيادة الوقاية من مرض الزهايمر في كلية شميدت للطب بجامعة فلوريدا أتلانتيك، معلّقاً على الدراسة، قائلاً إنه و”نظراً لعوامل الخطر الجينية الفريدة مثل الجين محل الدراسة MGMT والجين APOE ε4 وغيرهما من الجينات، إلى جانب عوامل الخطر الخاصة بالجنس مثل الانخفاض المفاجئ في هرمون الاستروجين أثناء الفترة الانتقالية قبل انقطاع الطمث، فقد تكون تلك أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض بين النساء”.
وفقاً لجمعية الزهايمر، فإن 6.5 مليون أمريكي يعانون حالياً من مرض الدماغ المدمر ثلثاهم من النساء.
بينما أشارت دراسات سابقة إلى أن غياب جين APOE ε4 يعتبر من أقوى أسباب التطور المستقبلي لمرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، وهو “الأمر الذي ينطبق بشكل خاص على النساء اللواتي يتأثرن أكثر بغياب هذا الجين أكثر من الرجال”، كما قال إيزاكسون.
كما تشير الدراسات إلى أن العديد من النساء اللواتي يحملن هذا الجين لا يصبن بمرض الزهايمر، في حين أن النساء اللواتي لا يحملن الجين قد يصبن بالمرض. يقول إيزاكسون: “ربما يكون الجين MGMT محل الدراسة الجديدة جزءاً مفقوداً مهماً من لغز التنبؤ بمخاطر الإصابة بالزهايمر بالنسبة النساء، لكن من الضروري إجراء مزيد من الدراسات”.
البحث عن علاج للمرض
في المقابل يسعى العلماء لتطوير عقارات تساعد في علاج الأشخاص المصابين بالزهايمر والخرف.
حيث مُنِح آلاف الأشخاص المصابين بالخرف الوعائي -وهو ثاني أنواع الخرف الأكثر شيوعاً في بريطانيا- أملاً جديداً بعدما تبين أنَّ عقاراً لضغط الدم يكافح المرض في الأبحاث المبكرة.
إذ اقترح الخبراء في وقت سابق أنَّ عقار أملوديبين قد يعاد توجيه استخدامه يوماً ما لعلاج الخرف الوعائي أو إيقافه في المراحل المبكرة، بعد إثبات قدرته على زيادة تدفق الدم في أدمغة الفئران.
فيما قال البروفيسور متين أفكيران، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية، إنَّ الدراسة كانت “خطوة تطور حيوية نحو إيجاد طرق جديدة لوقف الخرف الوعائي من التقدم”.
يحدث الخرف الوعائي عندما تتلف الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ؛ ما يضيق تدفق الدم ويعيق وصوله إلى مناطق معينة من الدماغ ولا يوجد علاج مُثبّت فاعليته سريرياً.
كما يمكن أن تبدأ الأعراض فجأة أو تظهر ببطء بمرور الوقت، وتشمل بطء التفكير ومشكلات في التركيز وتغيرات في المزاج أو الشخصية أو السلوك، وغالباً ما يحدث في نفس الوقت الذي يحدث فيه مرض الزهايمر .