حرية – (17/7/2022)
باقر جبر الزبيدي
بعيداً عن أي معطيات أو بيانات قد خرجت بها زيارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى الشرق الأوسط فإن لغة الأرقام تكشف بأن هدف الزيارة الرئيسي لم ولن يتحقق.
هذا الأمر سيدفع إدارة بايدن بتوجيه أنظارها إلى العراق كلاعب إقليمي له دور لخفض التوتر ومصدر من مصادر الطاقة خصوصاً الغاز الذي من السهل استثماره في وقت قصير وخطوات بايدن القادمة سوف تحمل تحركات للتهدئة في العراق في ملفات عديدة.
الهدف الرئيسي هو الطاقة التي هي الضمان الوحيد للولايات المتحدة للاستمرار كقوة عظمى الإمارات وصلت فعلاً إلى طاقتها القصوى لإنتاج النفط والسعودية يمكنها أن ترفع مستويات إنتاجها بمقدار (150 ألف برميل) فقط في اليوم وأن زيادة الإنتاج تتطلب مدة غير محددة قد تصل إلى سنة.
بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية أكدت السعودية أن طاقتها الإنتاجية الاحتياطية قصيرة الأمد تبلغ 1.2 مليون برميل يَوْمِيًّا وقدرتها الطويلة الأمد عند 2.5 مليون برميل يَوْمِيًّا وهي مستدامة لمدة 90 يومًا على الأقل .. هذه الأرقام غير قادرة على مواجهة أزمة الطاقة العالمية التي تسبب أزمات داخلية في أمريكا ويحاول بايدن معالجتها قبل الانتخابات المقبلة.
حتى إذا كانت السعودية تمتلك طاقة إنتاجية فائضة فهي ملزمة بالامتثال لاتفاقية (أوبك +) التي تنظم إنتاج النفط وتمنح الرياض مزايا أكثر أهمية مما ستحصل عليه إذا تجاوبت مع مطالب أمريكا
يضاف لذلك عدم رغبة الرياض في مواجهة الدب الروسي بشكل مباشر والذي يعتبر قيام أي دولة منتجة للنفط بتعويض النفط الروسي هو إعلان حرب.
قد يكون هنالك مجال للتعاون الأمني الإقليمي أمريكي – سعودي بشأن قضايا محددة لا ترقى إلى تحالف رسمي ولن يكون ذلك كافياً حتى يحتفل “بايدن” بنتائج الجولة خصوصاً أن مشروع الناتو الشرق أوسطي انتهى قبل أن يبدأ لأن الإمارات ومصر والسعودية أعلنت وبشكل صريح إنها لاترغب بمواجهة إيران.
١٧ تموز ٢٠٢٢