حرية – (19/7/2022)
ترتبط صناعة الخبز في البيوت بالوضع الاقتصادي للعائلات وأسعار الطحين في الأسواق
يحتفظ كثير من الأسر العراقية في منازلهم بالتنور لصناعة الخبز على الرغم من انتشار الأفران والمخابز في المناطق العراقية ربما كجزء من العادات والتقاليد المتوارثة، أو بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعانيه أغلب هذه الأسر.
عملية بسيطة
تقول أم علي، “على الرغم من كثرة الأفران والمخابز التي تنتشر في منطقتنا فإننا نفضل التنور حيث نصنع الخبز في أوقات معينة لكي يكون جاهزاً في وجبات الإفطار والغداء والعشاء، كما أن الخبز الحار في البيت له نكهة خاصة”.
وأكدت أن “كثيراً من الأسر العراقية تفضل خبز البيت على الأفران والمخابز”، مشيرة إلى أن “صناعته بواسطة التنور عملية بسيطة تقوم بها المرأة العراقية كل يوم وكثير من النساء يجيدها، كما أن بعض الأسر تفضل الخبز في أوقات الفجر أو ساعات الصبح الأولى ليكون حاراً مع تقديمه في وجبه الإفطار”.
وأضافت، “الأمهات في السابق كن يعلمن بناتهن المقبلات على الزواج طريقة صناعة الخبز كي يصبحن ماهرات في أعمال البيت، لكن كثيراً من الأجيال الحالية يفضلون خبز الأفران على المصنوع في المنزل على الرغم من أن الأخير لا يكلف كثيراً من المال”.
الباحث الاقتصادي صالح لفتة قال، إن “كثيراً من العراقيين هجر التنور الذي أصبح مجرد شيء يستخدم في شواء الأسماك”. وتابع أن “الخبز العراقي جزء من الموروث وهو مكون أساس من مكونات المائدة العراقية بسبب طعمه اللذيذ، وأما تفضيله من قبل كثيرين فأمر يعود إلى الوضع الاقتصادي للعائلة العراقية وسعر الطحين في الأسواق”.
وأشار إلى أن هناك فترات مرت على العراق كان الجميع يصنع خلالها الخبز في البيوت وخصوصاً في فترة الحصار، لكن بعد تحسن الوضع الاقتصادي ودخول أكلات منافسة مثل الصمون اقتصرت صناعة الخبز فقط على الريف وبيوت الفقراء، أو من خلال التنور الكهربائي، لما تواجهه المرأة من جهد أثناء صناعته، أو عدم وجود وقت كاف لإعداده، أو أن مساحة الشقق غير كافية لوضع التنور بعد أزمة السكن الخانقة”.
مد الأفران بالطحين
في فبراير (شباط) الماضي تم تجهيز الأفران والمخابز الأهلية المنتشرة في بغداد والمحافظات بالطحين. وقال وزير التجارة علاء الجبوري على هامش اجتماع رسمي مع الشركة العامة لتصنيع الحبوب ودائرة الرقابة التجارية، إن “الوزارة ستدخل طرفاً في إمداد المخابز والأفران بالطحين للحيلولة دون ارتفاع الأسعار”.
وأضاف الجبوري أن “الوزارة تشترط في عمليات التجهيز بيع الأفران والمخابز الصمون والخبز بأعداد وأسعار تختلف عن الأسعار الحالية”، مؤكداً أن الأسعار التي تطرحها الوزارة ستساعد أصحاب المخابز على إنتاج الصمون والخبز بأسعار أقل من الطحين المستورد.
وأشار إلى أن “الوزارة أعدت خطة للاستفادة من كميات الطحين الموجودة في مخازن التجارة لمساعدة أصحاب الأفران والمخابز على إنتاج الخبز والصمون للمواطنين”.
إلى ذلك، أكد أنس كامل، وهو صاحب أفران ومخابز لبيع الصمون والخبز في بغداد، أن الإقبال ممتاز ويختلف من منطقة إلى أخرى حسب الإمكانات الاقتصادية للأسر على الرغم من وجود التنور في البيوت العراقية.
وأضاف أن كثيراً من الأسر أصبح اليوم يفضل الخبز والصمون الجاهز على صناعته في التنور لكلفته البسيطة.