حرية – (25/7/2022)
نبيل ابراهيم الزركوشي
تعتبر قمة الأمن والتنمية التي عقدت في جدة أحد اهم التحولات التاريخية لعلاقة العراق مع محيطه العربي من جهة، والدولي من جهة أخرى وأخذه المكانة، التي يستحقها بين اشقائه، أن تواجد العراق في هذه القمة مع من مجموعة من قادة العرب إضافة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تعتبر هذه الزيارة الأولى له للمملكة بعد انتخابه وتصريحاته ضد المملكة في حينها، قد أتاح فرصة كبيرة لبناء موقف عراقي رصين إزاء الاحداث التي تجري في المنطقة والعالم، وهذا الموقف يجب أن يكون واضحاً ملبياً لمتطلبات الشارع العراقي، وهو يترقب هذه الأحداث بأمل ان يكون كجيرانه من العرب من حيث الرفاهية والاستقرار، ووضع علاجات مستدامة لمشكلاته، التي باتت تتفاقم رغم مرور ما يقارب العشرين عاماً على التغيير وما زال المواطن العراقي فاقداً لأبسط متطلبات الحياة، كالكهرباء والماء وتفشي البطالة وبات أحد أحلامه هو بناء دولة مؤسسات يفتخر بها ويعيش فيه بسلام وأمان، ومما يتضح من خلال مجموعة الحوارات المفردة بين الوفود المشاركة والوفد العراقي، ناهيك عن الجلسات المشتركة لمناقشة القضايا الاقتصادية والأمنية وخلق رؤية جديدة لأمن الشرق الأوسط، وتذليل الرواسب التاريخية، التي تحول دون استقرار المنطقة، دلالة ومؤشرا كبيرا الى أهمية تواجد العراق ضمن الدائرة التي تحقق تلك المكاسب، إن هذا المؤتمر يأتي في الوقت الذي يشهد فيه العالم مجموعة من التغيرات في التحالفات، ولعل للعامل الاقتصادي دوراً كبيراً في بناء هذه التحالفات، من هنا يمكن القول إن سلاح الاقتصاد والثروات هو سلاح مهم يجب أن نعرف كيف نستخدمه، ومتى نستخدمه والهدف الأساس لاستخدامه يحب أن يكون من أجل رفاهية المواطن وتوفير العيش الرغيد له، كما تعمل جميع الدول ذات الثروات وأبرز مثال على ذلك هي دول الخليج العربي هذا من جانب، ومن جانب آخر يجب أن تكون هذه التحالفات ليست وقتية تزول بزوال الأسباب، وانما بعيدة الأمد تحفظ للجميع الحقوق وتصون الالتزامات، وهي مؤشر إلى أنه لا تنمية بعدم وجود الأمن والاستقرار، وأن الأمن والاستقرار لا يمكن تحقيقهما الا بمشاركة الجميع، وخصوصا بعد أن شهد العالم سنتين من الانهيار الاقتصادي، بسبب جائحة كورونا وتلتها الحرب الروسية الاوكرونية، والتي تأثر بنتائجها العالم
بأسره.
إن النتائج التي ستتمخض عنها هذه القمة ستكون ذات أثر كبير على نوعية التحالفات، التي تسعى الدول إليها وطريقة بناء هذه التحالفات، من خلال التشاور والاتفاق والتنسيق بين الجميع، لا كما كانت سابقا تفرض التحالفات من قبل الكبار على الدول الصغيرة.
ولذا لا بدَّ أن تكون للعراق مكاسب من هذه التحالفات لا مكملا للعدد فقط.