حرية – (25/7/2022)
حصرياً لـ”اندبندنت”: ينظر إلى الأرقام الجديدة على أنها دليل واضح على أثر “الصفقة الفاشلة” على الجولات الموسيقية بعد تعافيها من وباء كورونا
تراجع كبير في حضور الفنانين البريطانيين فعاليات تقام في إسبانيا والمجر وألمانيا
انخفض استقطاب الموسيقيين البريطانيين في أكبر مهرجانات الاتحاد الأوروبي بنسبة 45 في المئة، في أوضح دليل حتى الآن على الأضرار الناجمة عن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ألقي اللوم على الاتفاقية- التي فرضت تكاليف جزائية ومصاريف بيروقراطية بإزالتها إعفاء الجولات الموسيقية من تأشيرات الدخول- على التراجع الكبير في حضور الفنانين البريطانيين في فعاليات تقام في إسبانيا والمجر وألمانيا.
في مهرجان بني قاسم للموسيقى البديلة الذي أقيم الأسبوع الماضي، بالقرب من بلنسية شرقي إسبانيا، أظهرت الأرقام أنه كانت هناك عروض لـ14 فناناً بريطانياً فقط، حيث انخفض العدد عن معدل 24 فناناً بين عامي 2017 و2019.
وبالمثل، سيقدم 18 فناناً بريطانياً فقط عروضهم في مهرجان سيغيت الشهر المقبل في بودابست، مقارنة بمتوسط 25 مشاركة في السنوات الثلاث التي سبقت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يشارك أربعة فنانين بريطانيين فقط في مهرجان لولابالوزا في برلين في سبتمبر (أيلول)- بانخفاض من 11 فناناً خلال الفترة ما بين 2017 و2019.
قالت مجموعة “بيست فور بريتين” الناشطة الدولية التي أجرت البحث المتعلق بهذه الإحصائيات، إن النتائج دليل على “صفقة بريكست الفاشلة”، حيث بدأت المهرجانات تتعافى من وباء “كوفيد”.
قالت نعومي سميث، المديرة التنفيذية للمجموعة: “صنع فريق ذا بيتلز اسمه في أوروبا، ومن خلال الجولات اكتسب العديد من الموسيقيين الخبرات التكوينية والجماهير التي يحتاجون إليها كي ينطلقوا في مسيرتهم… لم تكتف حكومتنا بسلب الفرص التي يمنحها الخارج هذه من المواهب البريطانية الناشئة فحسب، بل جعلت أيضاً المنظمين الدوليين يعيدون التفكير قبل تضمين غلاسكو أو لندن في جولاتهم الأوروبية”.
ديبورا أنيتس، رئيسة جمعية إنكوربوريتد سوسايتي للموسيقيين، قالت إن الأرقام تؤكد كيف أن الفرق البريطانية، بالنسبة لمنظمي المهرجانات، “في آخر القائمة بسبب الحواجز الجديدة التي خلقت”.
وأضافت: “لا بد على الشخص الذي سيحل محل بوريس جونسون أن يلتزم بإزالة هذه البيروقراطية التي لا داعي لها والتي تخنق ازدهار وإبداع الجيل المقبل من الموسيقيين البريطانيين”.
ستؤدي خسارة المشاركة في المهرجانات الكبرى إلى إثارة المخاوف المستمرة في شأن محنة الموسيقيين الذين يفقدون فرصة تعزيز مسيرتهم الفنية، بعد أن حنث اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بوعده بإبقاء الجولات معفاة من تأشيرات الدخول.
كانت “اندبندنت” قد كشفت كيف رفضت المملكة المتحدة عرض الاتحاد الأوروبي لاتفاقية “تنقل”، ما ترك الفنانين محاصرين بالإجراءات الروتينية. ولم يبذل أي جهد لبدء محادثات جديدة مع بروكسل.
بدلاً من ذلك، قدم الوزراء مزاعم “مضللة” في شأن التكاليف والأعمال الورقية المتضمنة- على الرغم من تعهد جونسون العلني قبل أكثر من عام بـ”إصلاح” الأزمة.
وتم الكشف عن أنه تمت دعوة عرض لمسرحية “شبح الأوبرا” الموسيقية من الصين للقيام بجولة في الاتحاد الأوروبي، لأن معاملات “بريكست” الروتينية جعلت استقدام النسخة البريطانية “مكلفاً للغاية”.
وكان إلتون جون قد بدأ انتقادات لخذلان الموسيقيين، في حين هاجمت فرقة وايت لايز لموسيقى الروك قواعد “بريكست” الجمركية “المروعة” التي أجبرتها على إلغاء عرض في باريس بعد مصادرة معداتها.
واعترف ديفيد فروست، الذي تفاوض على الاتفاقية، بأن عدم المساومة مع الاتحاد الأوروبي كان خطأ ودعا إلى إعادة التفكير – لكن الوزراء فشلوا في اتخاذ أي خطوة.