حرية – (28/7/2022)
لكل شعب من الشعوب ما يميزه من عادات وتقاليد ولغات وسمات تتعلق أحياناً بالشكل ولون البشرة. لكن لبعض سكان القبائل والمناطق حول العالم قدرات خارقة تتجاوز الحدود الطبيعية لدى باقي البشر مثل القدرة على حبس الأنفاس تحت الماء لـ13 دقيقة عند شعب الباجاو الذين تحدثنا عنهم .
أما اليوم فقصتنا هي عن السكان الأستراليين الأصليين الذين عملوا لسنوات في الجيش ليس لقدراتهم القتالية، ولكن لأنهم يستطيعون الرؤية بشكل أفضل بكثير من أي شخص عادي، إليكم التفاصيل:
مقياس الرؤية لدى بعضهم أفضل بأربعة من البشر العاديين
يعتبر مقياس الرؤية الجيدة عند البشر هو 6: 6، وهذا يعني أن أصغر حرف يتمكن الإنسان من التعرف عليه من مخطط فحص العين من مسافة 6 أمتار هو نفس حجم الحرف الذي من المفترض أن يتعرف عليه الشخص الذي يتمتع برؤية سليمة فعلياً من بعد 6 أمتار.
لكن عند السكان الأصليين في أستراليا كان مدى ودقة الرؤية أفضل من ذلك بكثير.
في الواقع، بعض السكان الأصليين لديهم رؤية بنسبة 6: 1.4، مما يعني أنهم يستطيعون رؤية أشياء من مسافة ستة أمتار لا يمكن للشخص العادي رؤيتها إلا من مسافة 1.4 متر فقط.
كما أن بعض السكان الأصليين في المناطق النائية كانت لديهم رؤية يمكن أن تكون أفضل بأربع مرات من غير السكان الأصليين؛ إذ يمكنهم رؤية أشياء أصغر بأربع مرات مما يفترض أن معظم الناس يستطيعون رؤيتها.
وعلى الرغم من أن جميع السكان الأستراليين الأصليين قد لا يتمتعون بمثل هذا البصر الرائع، إلا أنهم يستطيعون الرؤية مرتين أو ثلاث مرات أفضل من الشخص العادي. وبذلك قد يضطر الشخص إلى الحصول على منظار ليرى ما يرونه هم بالعين المجردة.
تفسير هذه القدرة المذهلة على الرؤية حيرت العلماء
تُعرف هذه القدرة المذهلة لدى بعض شعوب أستراليا الأصليين باسم “الرؤية الأكثر حدة” أو “الرؤية الفائقة”.
وقال البروفيسور هيو تايلور، المختص بدراسات البصر في مقابلة له مع موقع ABC News: “إن مصطلح الرؤية الفائقة يشير إلى الطريقة التي يتم بها توصيل شبكية العين والدماغ منذ الطفولة”. والتي تؤثر بدورها على قدرة العين على مدى الرؤية ودقتها.
بالإضافة إلى هذه النتائج، وجد البروفيسور تايلور في دراسة له عام 2010، أن أطفال السكان الأصليين أقل عرضة خمس مرات لأن يولدوا بضعف في الرؤية مقارنة بالأطفال غير الأصليين، مما يعني أن لديهم مزايا بصرية عند الولادة.
لكن يُعتقد أيضاً أن هذه القدرة المتفوقة على الرؤية البعيدة المدى هي نتيجة لطبيعة حياة الصيادين للسكان الأصليين القدامى الذين كانوا بحاجة إلى بصر قوي للبقاء على قيد الحياة في البرية ورؤية أعدائهم أو الحيوانات التي قد تهاجمهم من بعيد.
وظائف مراقبة في الجيش تتناسب مع قدراتهم
بسبب قدرتهم على الرؤية بشكل يفوق باقي البشر، يعمل بعض السكان الأصليين كمراقبين في الجيش الأسترالي في فريق يدعى North West Mobile Force، وفي عملهم يقومون بدوريات مراقبة في حوالي 1.8 مليون كيلومتر مربع من الأرض في الإقليم الشمالي وغرب أستراليا.
في أوقات السلم، تكون مهمة مراقبي فريق NOR FORCE، اكتشاف قوارب المهاجرين غير الشرعيين وقوارب الصيد غير القانونية في المياه الأسترالية التي قد تمر دون أن يلاحظها أحد، كما يشير موقع Listverse.
لكن العمى يهددهم في عمر مبكر!
في حين أن بعض السكان الأصليين الأستراليين يتميزون بقدرات بصرية فائقة، فإن هذه النعمة لا تدوم طوال حياتهم بل لفترة قصيرة منها فقط بسبب عدة عوامل، بما في ذلك سوء النظافة ومرض السكري والإصابة بالعديد من الأمراض والالتهابات مثل التراخوما أو “رمد العين” الذي يصيب أعداداً هائلة من الأشخاص ويذهب ببصرهم نتيجة ضعف الخدمات الصحية.
حتى إن السكان الأصليين الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً هم أكثر عرضة للإصابة بالعمى من الأستراليين الآخرين بست مرات