حرية – (30/7/2022)
تسببت في انقسام بين النواب الفرنسيين ورئيس الوزراء الإسباني دعا إلى عدم ارتدائها لتوفير الطاقة
من فرنسا، حيث أثارت جدلاً بين النواب، إلى إسبانيا، حيث خلعها المسؤولون لتوفير الطاقة، أصبحت ربطة العنق في الأيام الأخيرة محط الأنظار.
ففي باريس، تسبب عدم ارتداء بعض النواب في البرلمان لربطة العنق، في انقسام بين أعضاء اليمين واليسار، وانصبّت النقاشات على قواعد اللباس. وبدأت هذه المناوشات بعد مطالبة النائب اليميني إيريك سيوتي، بالالتزام بوضع ربطة عنق تحت قبة البرلمان، ليسانده زميله النائب اليميني رونو مووزوليه، منتقداً نواب تحالف اليسار الذي وصفه بـ”القذر، وينشر ضجيجه في كل مكان”. فما كان من نواب “فرنسا المتمردة” (اليسار الراديكالي)، إلا أن ردوا مؤكدين أن “الملابس لا تصنع النائب”.
هذا الجدل، استدعى تدخلاً من رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية يائيل برون بيفيه، التي توجهت إلى البرلمانيين عبر قناة “فرانس 2” قائلةً، “عندما تدخلون إلى الجمعية الوطنية لا تمثلون أنفسكم، أنتم تمثلون الفرنسيين”.
أما في إسبانيا، فأخذ النقاش منحى مختلفاً في وقت تجتاح موجة حر لافح البلاد، ويزداد الطلب على أجهزة تكييف الهواء التي تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة. وفيما تواجه أوروبا بأكملها مخاوف من نقص إمدادات الغاز الروسية والضغط على أنظمة الطاقة، طلب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، من وزرائه والمسؤولين الحكوميين وموظفي القطاع الخاص، عدم ارتداء ربطات العنق والاسترخاء للتقليل من استخدام المكيفات.
وقال، “لقد طلبت من الوزراء، وجميع الموظفين العموميين، وأود أن أطلب من القطاع الخاص أيضاً، إذا لم يكونوا قد فعلوا ذلك أصلاً، ألا يضعوا ربطة عنق عندما لا يكون ذلك ضرورياً لأننا بهذه الطريقة سنتصدى لمسألة توفير الطاقة التي لها قدر كبير من الأهمية في بلدنا”.
ما ربطة العنق وما القصة خلفها؟
ربطة العنق أو كما يسميها كثيرون “الكرفتة”، هي قطعة قماش طويلة يلبسها الرجال بغرض الزينة في أماكن العمل، أو في المناسبات الرسمية، كما يرتديها طلاب وطالبات المدارس كجزء أساسي من زيهم الدراسي في بعض الدول.
وهناك خلاف حول أصول وتاريخ ربطة العنق، إذ تختلف السرديات حول أول من ارتداها، فهناك من يقول إن الجيش الصيني كان السباق، بينما يقول آخرون إن الجيش الروماني اعتمدها للتمييز بين الرتب والجماعات.
وعلى الرغم من اكتشاف مجموعة من التماثيل القديمة عام 1974 لجنود من الجيش الصيني تعود إلى عام 210 قبل الميلاد، تحمل بقايا وأثار قطعة قماش ملفوفة على رقابهم توحي بأنها ربطة عنق، اتفق معظم المؤرخين على أن أول من ارتداها كانوا مرتزقة كرواتيين استأجرهم الملك لويس الثالث، ووضعوا قطعة قماش حول رقابهم كجزء من زيهم العسكري خلال حرب الـ30 سنة التي جرت خلال القرن السابع عشر في فرنسا، قبل أن تثير بشدة إعجاب الملك لدرجة أن جعلها إلزامية في جميع المناسبات الملكية.
تطور ربطة العنق
أصبحت ربطة العنق من الإكسسوارات التي لا يمكن الاستغناء عنها لدى الفرنسيين من الحاشية الملكية، والربطات الأكثر رواجاً كانت تلك التي يجلبها الكراوتيون إلى فرنسا، أما الاختلاف الوحيد فتمثل في طريقة ربطهم لها.
وأصبحت “الكرفتة” موضة يرتديها العامة، ومن ثم امتدت إلى إنجلترا وباقي أنحاء أوروبا عام 1660. وبحلول القرن الثامن عشر، أصبح ارتداء قطعة قماش على الرقبة رائجاً جداً بين الرجال، وباتت ربطة العنق السوداء دليلاً على أناقة الرجل.
ولم تكن ربطة العنق على الشكل الذي نعرفه الآن، بل كانت عبارة عن وشاح مستطيل يخفي كل الرقبة، ثم تم تضييقها وزيادة طولها، وأصبح الوشاح ربطة عنق عام 1800، ولم يتغير شكلها حتى عام 1924، حين اتخذت مظهرها الحالي بعد حصول صانع الربطات جيسي لانغسدورف في نيويورك، على براءة اختراع لطريقة جديدة في صنعها، وهي قص القماش بزاوية 45 درجة، ومن ثم خياطته في ثلاثة أجزاء، بما يسمح بثني الربطة بالتساوي من دون التواء وإعطائها المظهر الحديث.
وعلى الرغم من المظهر الأنيق لربطة العنق بشكلها الطبيعي، فإن البعض يعشق التميز، خصوصاً بين المشاهير.
ربطة ترمب
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كان معروفاً، قبل انتخابه عام 2017، بربطات عنقه الغريبة والمميزة، بسبب ألوانها الزاهية مثل الوردي الذي كان يرتديه دائماً، وطولها الزائد. وفيما اتفق مصممو “الكرفتات” على أن طول ربطة العنق يجب ألا يتجاوز طرف البنطال، إلا أن ربطات ترمب كانت تتجاوز ذلك باستمرار.
الإخوة البلوز
كما هو معروف في تاريخ الفن، يعتمد قدر كبير من شهرة الأشخاص على مظهرهم وطريقة لباسهم، فأعضاء فريق الإخوة الـ”بلوز”، دان أيكرويد وجون بيلوشي، اشتهرا بربطات العنق النحيفة بشكل استثنائي والطويلة جداً.
دوق وندسور
هناك بالتأكيد أسباب عدة ومختلفة لشهرة الملك البريطاني إدوارد الثامن، دوق وندسور، لكن يؤمن كثيرون أن أعظمها هي عقدة دوق وندسور التي تعتبر مثالية، وعلى الرغم من شهرتها، فإنها واحدة من أصعب العقد وتتطلب وقتاً لإتقانها. ولا تزال حتى اليوم إحدى أشهر الربطات في العالم.
ونستون تشرشل
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل كان أيضاً من أشهر من تميز بارتداء ربطات العنق في القرن الماضي، إذ كانت جزءاً أساسياً من مظهره، وكانت في أغلب الأحيان ذات لون أزرق، وتتميز بنقاط بيضاء، في وقت كان فيه أغلب الرجال الإنجليز يرتدون ربطات بيضاء أو سوداء بالكامل.