حرية – (2/8/2022)
تمركزت 4 سفن حربية أميركية، بينها حاملة طائرات، في المياه شرق تايوان في عمليات انتشار “اعتيادية”، بالتزامن مع زيارة محتملة لرئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايبيه، الثلاثاء، وسط تحذيرات مكثفة من الصين.
وأكد مسؤول بالبحرية الأميركية لرويترز أن حاملة الطائرات “رونالد ريغن” عبرت بحر الصين الجنوبي وهي حاليا في بحر الفلبين شرق تايوان والفلبين وجنوب اليابان.
وتعمل حاملة الطائرات المتمركزة في اليابان مع سفينة الصواريخ الموجهة “أنتيتام” والمدمرة “هيغينز”.
وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه “في حين أنها قادرة على التعامل مع أي احتمال، فهذه عمليات انتشار اعتيادية”. وأضاف أنه لا يمكنه التعليق بشأن مواقع محددة.
وأوضح المسؤول بالبحرية الأميركية أن سفينة الهجوم البرمائي “تريبولي” أيضا في المنطقة في إطار انتشار بدأ في أوائل مايو من مينائها الأصلي في سان دييغو.
ومن المتوقع أن تصل بيلوسي إلى تايبيه في وقت لاحق، الثلاثاء، حسبما أفادت مصادر مطلعة رويترز، حيث قالت الولايات المتحدة إنها لن تخيفها “قعقعة السيوف” الصينية بشأن الزيارة.
ويأتي تأكيد عمليات الانتشار مع ظهور مؤشرات على نشاط عسكري على جانبي مضيق تايوان قبل زيارة بيلوسي المحتملة.
وقال مصدر مطلع لرويترز إنه إلى جانب تحليق طائرات صينية قرب خط الوسط في الممر المائي ذي الحساسية الشديدة صباح الثلاثاء، ظلت عدة سفن حربية صينية قريبة من الخط غير الرسمي منذ الاثنين.
وذكر المصدر أن السفن والطائرات الحربية الصينية اقتربت من خط الوسط صباح الثلاثاء في خطوة غير معتادة وصفها المصدر بأنها “استفزازية للغاية”.
وأضاف أن المقاتلات الصينية أجرت مرارا مناورات تكتيكية “لامست” خلالها لفترة وجيزة خط الوسط وحلقت عائدة إلى الجانب الآخر من المضيق صباح الثلاثاء، في حين كانت الطائرات التايوانية في حالة تأهب على مقربة.
ولا تعبر طائرات أي من الجانبين عادة خط الوسط.
وفي بيان، الثلاثاء، قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها على دراية تامة بالأنشطة العسكرية قرب تايوان وستنشر القوات على نحو ملائم ردا على “تهديدات العدو”.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في تايوان، الثلاثاء، نقلا عن مصادر لم تحددها أن الوزارة “عززت” مستوى الاستعداد القتالي صباح الثلاثاء حتى ظهر الخميس.
وفي مدينة شيامن بجنوب شرق الصين، والتي تقع قبالة تايوان وبها وجود عسكري كبير، أبلغ سكان عن مشاهدة تحركات مركبات مدرعة.
ومنذ الأسبوع الماضي، أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني تدريبات مختلفة، بما في ذلك تدريبات بالذخيرة الحية في جنوب الصين والبحر الأصفر وبحر بوهان.
ووصلت بيلوسي إلى ماليزيا، الثلاثاء، في المحطة الثانية من جولتها الآسيوية التي ستتضمن زيارة متوقعة لتايوان، وهو ما قد يؤدي لتصعيد التوتر مع بكين.
وأفادت وكالة أنباء “برناما” الماليزية الرسمية أن طائرة بيلوسي ووفدها هبطت في قاعدة جوية وسط إجراءات أمنية مشددة.
وذكرت أن بيلوسي تلقت دعوة من رئيس مجلس النواب، أزهر عزيزان هارون، للذهاب إلى البرلمان، وحضرت مأدبة غداء مع رئيس الوزراء، إسماعيل صبري يعقوب.
وكانت بيلوسي قد وصلت إلى سنغافورة في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، في مستهل جولتها الآسيوية، وسط شكوك بأن تؤدي زيارتها المحتملة لتايوان إلى تأجيج التوتر مع بكين.
وعلى الرغم من عدم وجود إعلان رسمي، أفادت وسائل إعلام محلية في تايوان أن بيلوسي ستصل تايبيه مساء الثلاثاء، لتصبح أرفع مسؤول أميركي منتخب يزور البلاد منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما.
ونقلت صحف “يونايتد ديلي نيوز” و”ليبرتي تايمز” و”تشاينا تايمز” – كبرى الصحف الوطنية في تايوان – عن مصادر مجهولة قولها إن بيلوسي ستتوجه إلى تايبيه، وستقضي ليلة الأربعاء هناك بعد زيارة ماليزيا.
وحذرت بكين من تداعيات الزيارة، قائلة إن جيشها “لن يقف مكتوف الأيدي” إذا مضت بيلوسي قدما في الزيارة. وتعتبر الصين تايوان – المتمتعة بالحكم الذاتي – جزءا من أراضيها.
وأثارت تهديدات الصين بالانتقام مخاوف من حدوث أزمة جديدة في مضيق تايوان، ما قد يعكر صفو الأسواق العالمية وسلاسل التوريد.
وشجب البيت الأبيض خطاب بكين، الإثنين، قائلا إن الولايات المتحدة ليس لديها مصلحة في تعميق التوتر مع الصين ولن تلتقط الطعم أو تنخرط في توجيه تهديدات.