حرية – (3/8/2022)
في ليلة الأحد، نفذت واشنطن غارة جوية على يد طائرة دون طيار قتلت خلالها زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في العاصمة الأفغانية كابل وهو في منزله، فيما استخدم في العملية صاروخ “RX9″، وهو النسخة المعدلة من صاروخ هيل فاير، الذي يمتاز بدقته العالية على تصفية الأهداف المتحرّكة.
واستخدمت القوات الأمريكية صاروخ هيل فاير في نسخته الأولى بعملية اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي “أبو مهدي المهندس”، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي في كانون الثاني/يناير من العام 2020.
و”قنبلة النينجا”، هو اللقب الذي يطلق على الصاروخ الذي كان ضمن الأسلحة الأمريكية السرية قبل سنوات، واستخدم من قبل البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية في عمليات خاصة نفذت في سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال.
إبراز العضلات
يرى العميد السابق في الجيش العراقي، والخبير الأمني، عدنان الكناني، أنّ “اعتماد واشنطن على الأسلحة الذكية خصوصًا (صواريخ الهيل فاير)، جاءت ضمن مساعيها لإبراز العضلات التكنولوجية أمام المجتمع الدولي”.
ويعتقد الكناني، خلال حديث له، أنّ “الدول الكبيرة عسكريًا قادرة على صد هذه الصواريخ كون لديها نظام دفاعي ذكي يضاهي هذه الصواريخ التي تمتاز بالدقة الكبيرة في اصطياد الأهداف المتحركة والثابتة”.
وبحسب الخبير الأمني العراقي، فإنّ استخدام هذه الصواريخ جنّب واشنطن الاعتماد على الخطط القديمة في تنفيذ العمليات العسكرية كالإنزال أو غيرها من الطرق.
12 ميزة لصاروخ هيل فاير
وقد أجري استقصاء في المواقع الأمريكية المتخصصة بالأسلحة، وكذلك في “ول ستريت جورنال” لمعرفة أبرز السمات التي تميز صاروخ “هيل فاير”، وكانت على النحو الآتي:
مسلح بـ6 شفرات طويلة “متطورة”.
مزود برأس غير متفجر.
يخترق هيكل الهدف قبل ثوان من لحظة الاستهداف.
يخترق السيارات والمباني دون صعوبة.
قادر على اختراق أكثر من 100 رطل من المعدن.
يضرب الهدف بشكل مركز دون توليد أي انفجار.
يمتاز بقلة الأضرار الجانبية الناتجة عن اصطدامه.
مخصص لقتل الأهداف المتحركة وفي جميع الأماكن.
يتجاوز وزنه 45 كيلو غرامًا.
القدرة على استيعاب حمولات متنوعة ومختلفة.
يتطلب استخدامه معلومات استخباراتية عالية الدقة.
يكون توجيه الصاروخ عبر الرادار.
ووفقًا للمعلومات الأمريكية، فإنّ الصاروخ قدّم كسلاح مضاد للدبابات في الثمانينيات من القرن الماضي، وبدأ استخدامه على الطائرات دون طيار بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر لاستهداف الأفراد، كما أشارت المعلومات إلى أنّ الصاروخ حدث بشكله الجديد في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، بهدف تقليص عدد الضحايا بين المدنيين خلال عمليات واشنطن الخاصة في مختلف أنحاء العالم.
ودخل الصاروخ الخدمة العسكرية الأمريكية في العام 2012، حيث استخدمته واشنطن لقتل مقاتلين مشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة في اليمن، كما استخدم نفس النوع بالقضاء على نائب زعيم القاعدة في سوريا “أبو خير المصري” خلال العام 2017.
وبحسب العديد من المسؤولين الأمريكيين، فإنّ عملية الاصطدام تكون عبارة عن سقوط كتلة من الفولاذ على الهدف؛ مما يتسبب بمقتل الشخص المطلوب دون إحداث أي تفجير كبير يضر بالأماكن المحيطة.
متواجدة في العراق
وكونها أسلحة دقيقة، فإنّ صواريخ الهيل فاير، هي أبرز ما صنعته الماكنة العسكرية الأمريكية على مدى تاريخها، وفقًا للخبير الأمني العراقي، سرمد البياتي.
وفي حديث له أشار البياتي إلى أنّ “سعر الصاروخ الواحد يصل إلى حوالي 100 ألف دولار أمريكي”، مؤكدًا أنّ “نسبة الخطأ في عملية الاستهداف تكون صفرًا”.
وتستخدم واشنطن هذه الصواريخ في العمليات التي لا تريد فيها أي خطأ وتريد تصفية الهدف بدقة عالية، بحسب البياتي الذي يشير إلى أنّ “الصاروخ لا يمكن صده من قبل أي سلاح دفاعي آخر”.
ويعمل الصاروخ ـ والكلام للخبير الأمني ـ على نظام الليزر والرادار، فعند إطلاقه يقوم بـ”ملاحقة الهدف أينما كان لغاية القضاء عليه بشكل كامل، موضحًا أنّ “هذه الصواريخ موجودة في جميع القواعد الأمريكية في العالم بينها العراق”.
وختم سرمد البياتي حديثه بالقول إنّ “واشنطن تبيع هذا النوع من الصواريخ إلى الدول التي تدخل ضمن تحالفاتها، وهي تتجنب بيعها للدول التي لا تملك الثقة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية”.