حرية – (5/8/2022)
ستة عقود مرت على رحيل نجمة الإغراء العالمي، مارلين مونرو، التي فارقت الحياة يوم 5 أغسطس عام 1962، وأحاط موتها الغموض بين الانتحار والقتل، بعد حياة قاسية عاشتها لم تكن في مثل جمال ملامحها.
ميلاد مارلين مونرو
وُلدت نورما جين مورتنسون في 1 يونيو في لوس أنجلوس كاليفورنيا عام 1926، ولأنها لم تعرف والدها حملت اسم أمها ليصبح اسمها نورما جين بيكر، وفي إحدى المرات خطر ببال كلارك جابل أن يكون والدها، وقد تكررت القصة أكثر من مرة وبتفاصيل متنوعة لكن الغاية منها كانت فقط جني بعض الأرباح من خلال الصحف والإعلام وغيرها.
ولم يكن هناك دليل على أن والدها بالتبني كلارك جابل، كان قد قابل أمها جلاديس سابقًا، والتي كانت تعاني من اضطراباتٍ نفسية، وقد انتهى بها الأمر في مصحة للأمراض العقلية بعد أن ساءت حالتها، لكن مونرو لم تنسَ تلك المرحلة المبكرة من حياتها عندما حاولت والدتها خنقها بواسطة الوسادة وهي في سريرها، أما بالنسبة لأختها فلم تكن علاقتهما جيدة، حتى إنها لم تلتقها لأكثر من 5 أعوام.
حياة مونرو في ملجأ أيتام
عاشت مونرو في مرحلة شبابها معظم حياتها في رعاية أقاربها بالإضافة إلى حياتها في ملجأ أيتام، عام 1937 قامت صديقة العائلة سيدة تدعى جريس وزوجها دوك جودارد، برعاية مونرو لعدة سنوات، وكان زوجها يدفع أسبوعيًّا ما يقارب 25 دولارًا لضمان استمرار العناية بوالدة مونرو في المصحة النفسية، وكان الزوجان متدينين ومتشددين حيال كثيرٍ من الأمور، لذا كان هناك العديد من النشاطات المحظورة بالنسبة لمونرو، بما فيها الذهاب إلى السينما أو المسارح.
لكن في عام 1942 عندما انتقل زوج صديقة الأسرة إلى الساحل الغربي، لم يتمكن الزوجان من اصطحاب مونرو معهما، وعندها لم يكن أمامها إلا أن تعود إلى دار الأيتام مرة أخرى، وتعرضت هناك إلى عدة حالات تحرش جنسي، فلم تجد سوى الزواج سبيلًا للتخلص من حياتها هناك.
زواج مارلين مونرو
تزوجت مارلين مونرو من صديقها جيمي دورتي في 19 يونيو عام 1942 وكان عمرها حينها 16 عامًا، في تلك الفترة تركت المدرسة الثانوية، وانتقل زوجها إلى جنوب المحيط الهادي، وبدأت بالعمل في معمل للذخائر الحربية في “فان نويس – كاليفورنيا”، وهناك اكتشفها مصور فوتوغرافي، وفي عام 1946 عندما عاد زوجها كانت مونرو قد أصبحت عارضة أزياء ناجحة وغيّرت اسمها إلى مارلين مونرو كخطوات تمهيدية لاحتراف التمثيل.
شهدت الحياة الشخصية لمونرو سلسلةً من العلاقات الزوجية وعلاقات الحب الفاشلة، فزواجها عام 1954 من أسطورة البيسبول جوي دي-ماجيو استمر فقط لتسعة أشهر، وتزوجت أيضًا الكاتب المسرحي آرثر ميلر من عام 1956 حتى 1961، وانتشرت الشائعات عن وجود علاقة غرامية تجمعها مع الرئيس جون كيندي، حتى إنها غنت له في عيد ميلاده، أما من حيث ديانة مارلين مونرو ومعتقداتها وطائفتها الأصلية، فقد ولدت لعائلة يهودية.
معاناة مونرو من التلعثم
وعلى الرغم من أن الألماس والمجوهرات البراقة كانت تمثل الجزء الأساسي من هيئتها وصورها، فإنها لم تكن تحب ذلك وكانت تفضل ارتداء عقد بسيط من اللؤلؤ، كانت تعاني من التلعثم عندما كانت صغيرة واختفت الحالة مع التقدم في العمر، إلا أن هذه الحالة كانت تعود في بعض المواقف التي تثير التوتر.
وفي الأدب، كانت مارلين تفضل القراءة لـ فيودور دوستويفيسكي، وجورج برنارد شو، وجيروم سالينجر، وإرنست هيمنجواي، وليو تولستوي، ومارك توين وغيرهم، فالفتاة الشقراء لم تكن “غبية” على الإطلاق! أما في الموسيقى، فقد أحبت بيتهوفن وموزارت ولويس أرمسترونج.
حلمت مارلين كثيرًا بأن تصبح أمًّا حين تزوجت آرثر ميلر، ولكن كانت محاولاتها تنتهي بالحمل خارج الرحم والإجهاض؛ مما يجعلها تعاني من حالات نفسية صعبة.
غيرت مارلين اسمها ثلاث مرات خلال مسيرتها الفنية، وإلى جانب اسمها عند الولادة نورما جين مورتنسن أطلقت على نفسها العديد من الأسماء مثل مونا مونرو وجين أداير.
وبالرغم من كل تلك الشهرة بقيت الأجور التي حصلت عليها مارلين أقل بكثير مما كان يدفع لأغلب الفنانات آنذاك.
ولأنها كانت تعاني من التلعثم واجهت صعوبة كبيرة أثناء أدائها لمشاهدها، ويذكر أن نطق جملة واحدة في أحد الأفلام أجبرها على تكراراها 60 مرة متتالية.
وعانت مارلين مونرو خلال حياتها من عدة أمراض نفسية مثل اضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب، والتلعثم.
وفاة مارلين مونرو
وفي 5 أغسطس عام 1962 توفيت مارلين مونرو في منزلها الواقع في لوس أنجلوس، ووجد جوارها علبة دواء فارغة كانت تحتوي على أقراص تساعد في النوم، وبقي الجدل حول أسباب وفاتها لسنوات ما بين الشكوك في الانتحار، حتى جاء الإعلان الرسمي عن سبب الوفاة وهو جرعة زائدة من الدواء.
وترددت شائعات وفرضيات كثيرة تشير بطريقة أو بأخرى إلى أن موت مارلين مونرو لم يكن انتحارًا، بل كان بفعل فاعل، وحتى الآن وبعد كل تلك السنوات على موتها ما زال الكثيرون يحاولون إثبات فرضية مقتلها على يد طبيبها تارة أو على يد زوجها تارة أخرى، وأصعب ما في موتها هو تسريب صورة من داخل المشرحة بعد موتها التقطها المصور الأمريكي الشهير لي وين.
دفنت مونرو بالفستان المفضل لديها من تصميم إميليو بوتشي، وضمن نعشٍ كان يعرف في تلك الفترة باسم “نعش كاديلاك”، حيث كان النعش من أحدث طراز، ومصنوعًا من أثمن أنواع البرونز ومطرزًا بحرير بلون الشمبانيا، وظل زوجها السابق جوي دي-ماجيو يضع الورد الأحمر على ضريحها لمدة عشرين عاما.
لم تمتلك مونرو منزلًا إلا قبل عامٍ من وفاتها، وقد كان لديها بعض الممتلكات الغريبة، إحداها صورة موقعة من ألبرت أينشتاين كتب عليها “إلى مارلين مع احترامي وحبي وشكري”.